«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحيي السبت القادم اليوم العالمي لحرية الصحافة
نشر في البوابة يوم 30 - 04 - 2014

يحيي العالم يوم السبت القادم اليوم العالمي لحرية الصحافة 2014 تحت شعار " حرية الإعلام من أجل مستقبل أفضل: تشكيل جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد عام 2015 " ، و سيركز اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2014 على ثلاثة مواضيع مترابطة: أهمية وسائل الإعلام في التنمية، سلامة الصحافيين وسيادة القانون، استدامة ونزاهة الصحافة. كما ستقام مراسم حفل جائزة اليونسكو/ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة السنوية في 2 مايو 2014 في مقر اليونسكو ،والتي فاز بها صحفي التحقيقات التركي أحمد شيخ .
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت في مايو عام 1993 الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة يوم 3 مايو كل عام ، علي أثر توصية موجهة إليها اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو سنة 1991 ، وبهدف الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حرية الصحافة في العالم، وحماية وسائل الإعلام من التعدي على استقلالها، وتكريم الصحافيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم.
ويشير تقرير السنوي لحرية الصحافة لعام 2013 ، أنه تم قتل 71 صحفياً ، واعتقال 826 صحفياً ، واختطاف 87 صحفياً، كما تم تهديد أو الاعتداء الجسدي علي 2160 صحفياً، وفرار 77 صحفياً من بلدانهم . كما تم قتل 6 متعاونين مع وسائل الإعلام ، وقتل 39 مواطنا إلكترونيا ومواطنا صحفيا ، واعتقال 127 مدوناً ومواطناً إلكترونياً .
وأشار بن كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وإرينا بوكوفا في رسالة مشتركة بهذه المناسبة الى أن هذه السنة سنحت فرصة للمجتمع الدولي لا تسنح إلا مرة واحدة في كل جيل لإعداد خطة طويلة الأجل تهدف إلي تحقيق التنمية المستدامة من أجل النجاح في بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية التي ينتهي الأجل المحدد لها في عام 2015 . ولتطبيق هذه الخطة بنجاح ، يتحتم ضمان تمتع كل الشعوب بالحقوق الأساسية في حرية الرأي والتعبير . فإن هذه الحقوق أساسية لتحقيق الديمقراطية والشفافية والمساءلة وسيادة القانون ، كما أنها تؤدي دوراً حيوياً في النهوض بالكرامة الإنسانية والتقدم الاجتماعي والتنمية الشاملة .
ونوه مون وبوكوفا الي أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يسلط الضوء علي أهمية تنمية وسائل إعلام مستقلة وحرة وتعددية ، لحماية هذه الحقوق وتعزيزها ..و قالا /الصحافة توفر منبراً للنقاش المستنير بشأن مجموعة واسعة من المشكلات التي تواجهها التنمية ، إبتداءً من التحديات البيئية والتقدم العلمي وانتهاءً بتحديات المساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب وبناء السلام . ولا يمكن إرساء حكم رشيد إلا إذا تمتع الصحفيون بحرية الرصد والتحري وإنتقاد السياسات والإجراءات . وحتي حين ننظر إلي فترة ما بعد عام 2015 ، نري أنه يجب علينا التصدي للتهديدات الخطيرة الراهنة التي تواجهها حرية الصحافة في شتي أنحاء العالم . ففي عدد كبير من البلدان تعترض عقبات دائمة عمل الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام وتعوقهم عن نقل الحقيقة ، بدءاً بالخضوع للرقابة والاعتقال والسجن وانتهاءً بالتعرض للترهيب والاعتداءات وحتي الاغتيالات. وتبين هذه الانتهاكات الفاحشة مدي هشاشة حرية الصحافة وحقوق الانسان التي تقوم عليها ، كما تبين ضرورة الدفاع عن هذه الحرية بفعالية /.
وأكد مون وبوكوفا علي إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة إدانة صريحة جميع الاعتداءات وأعمال العنف التي تستهدف الصحفيين والعاملين بوسائل الإعلام ، وطالبا الحكومات وجميع أصحاب النفوذ السعي الأن إلي إعمال هذة الإدانة من خلال حماية الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام..و قالا / إن الأمم المتحدة علي أتم الاستعداد لأداء دورها ، وقد باشرت هيئات الأمم المتحدة فعلا العمل فيما بينها ومع شركاء آخرين بقيادة اليونسكو بغية إقامة بيئة حرة وآمنة للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم . وإننا نناشد في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة جميع الدول والمجتمعات والأفراد الدفاع بفعالية عن حرية التعبير وحرية الصحافة بوصفهما حقين من الحقوق الاساسية ومساهمتين جليلتين في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وفي وضع خطة التنمية لما بعد عام 2015/ .
وتشير تقارير مراسلون بلا حدود حول حرية الصحافة لعام 2014 ، الى تدهور كبير في بلدان مختلفة مثل الولايات المتحدة وجمهورية أفريقيا الوسطى وجواتيمالا، في حين حققت الإكوادور وبوليفيا وجنوب أفريقيا تقدماً ملحوظاً. ويرى كريستوف ديلوار، الأمين العام للمنظمة أن الترتيب العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره مراسلون بلا حدود ، يمثل أداة مرجعية ويتمحور حول 7 مؤشرات هي : مستوى الانتهاكات، ومدى التعددية واستقلالية وسائل الإعلام، والبيئة والرقابة الذاتية ، والإطار القانوني والشفافية والبنية التحتية. فهو يضع الحكومات أمام مسؤولياتها متيحاً للمجتمع المدني وسيلة موضوعية وموفراً للهيئات الدولية مؤشراً للحكم الرشيد يمكن الاستناد إليه لاتخاذ قراراتها.
من جهتها أوضحت لوسي موريون، مديرة الأبحاث في منظمة مراسلون بلا حدود ، أن ترتيب بعض البلدان بما في ذلك بعض الدول الديمقراطية ، يعكس إلى حد كبير تأويلاً فضفاضاً على نحو مفرط وبشكل تعسفي لمفهوم حماية الأمن القومي هذا العام، كما يسلط الضوء على ما تحمله النزاعات المسلحة في طياتها من تأثيرات سلبية على حرية الإعلام والفاعلين في هذا القطاع.
ويسلط ترتيب 2014 الضوء على الترابط السلبي بين حرية الإعلام والصراعات المسلحة الجارية كانت أو غير معلنة.. ففي سياق يطغى عليه عدم الاستقرار، تصبح وسائل الإعلام مستهدفة على نحو استراتيجي من قبل الجماعات أو الأفراد الذين يحاولون فرض رقابة على كل من يسعى إلى نشر المعلومات، وذلك في انتهاك فاضح للضمانات التي تقدمها المواثيق الدولية. .فقد حافظت فنلندا على موقعها في الصدارة حيث تعتلي قمة الترتيب للعام الرابع على التوالي. وتأتي بعدها كل من هولندا والنرويج على غرار طبعة العام الماضي.
و في الطرف المقابل فيتذيل التصنيف الثلاثي الجهنمي المعهود والذي يتألف من تركمانستان وكوريا الشمالية وإريتريا حيث حرية الصحافة منعدمة بكل بساطة. ورغم بعض الاضطرابات النادرة التي كان من شأنها أن تلقي بظلالها على هذه البلدان خلال عام 2013، إلا أنها لا تزال تمثل وصمة عار على الصعيد الإعلامي باعتبارها جحيماً حقيقياً بالنسبة للصحفيين.
ويشمل التصنيف العالمي 180 بلداً هذا العام مقابل 179 في الطبعة السابقة ، حيث انضمت بليز إلى القائمة لتحتل مباشرة مرتبة تحسد عليها (29)، حيث سجلت حالات عنف نادرة ضد الصحفيين في هذا البلد، إضافة إلى بعض الشوائب المتمثلة في محاكمات بتهمة التشهير مصحوبة بغرامات مالية مغرضة ، إلى جانب بعض الاستثناءات المتعلقة بالأمن القومي والتي تعيق التطبيق السليم لقانون الوصول إلى المعلومات العامة، ناهيك عن تدخل الحكومة في إدارة الترددات بشكل جائر في بعض الأحيان.
كما أن تراجع مالي 22 مركزاً عن العام الماضي واحتلت بها المركز 122 ، وجمهورية أفريقيا الوسطى تراجعت 34 مركزاً احتلت بها المركز 109 ، يعكس بدوره ذلك الترابط السلبي المشار إليها أعلاه. فالحروب المفتوحة على مختلف الجبهات والاشتباكات التي تزعزع استقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية أدت إلي تراجعها 8 مراكز احتلت بها المركز 151 ، وكذلك مناورات العصابات والجماعات الإرهابية في كل من الصومال التي احتفظت بنفس المركز 176 ، ونيجيريا التي تراجعت 4 مراكز لتحتل المركز 112 ، لا تساهم في تحسين تصنيف هذه البلدان بأي شكل من الأشكال.
وأشار تقرير مراسلون بلا حدود لعام 2014 ،الى أنه لا يمكن اعتبار دول « سيادة القانون » مثالاً يقتدى به في هذا الباب ، بل على العكس من ذلك تماماً. ففي كثير من الأحيان تضحي السلطات بحرية الإعلام لتبقي الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام كل تأويل فضفاض لمفهوم الأمن القومي، مما يمهد الطريق نحو تراجع مثير للقلق فيما يتعلق بالممارسات الديمقراطية، حيث تواجه الصحافة الاستقصائية صعوبات جمة في بعض الأحيان كما هو الحال في الولايات المتحدة والتي تحتل المركز 46 ، والتي فقدت 13 مرتبة في التصنيف العالمي، مسجلة بذلك أحد أكبر التراجعات وأكثرها إثارة للانتباه في سياق يتميز بملاحقة شرسة لمصادر المعلومات ومتابعة أشرس لكاشفي الفساد. فإدانة الجندي برادلي مانينغ أو مطاردة موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن تشكلان تحذيراً شديد اللهجة لكل من ينوي تسريب ونشر معلومات حساسة حتى وإن كانت تستأثر باهتمام واسع في أوساط الرأي العام. فقد أفاقت مهنة الصحافة على وقع زلزال مدو بسبب فضيحة تجسس وزارة العدل الأمريكية على وكالة أسوشيتد برس من خلال رصد سجلات اتصالاتها الهاتفية دون سابق إنذار لتحديد مصدر تسريب المعلومات من داخل وكالة المخابرات المركزية، مما أكد الحاجة الملحة لقانون وقائي على الصعيد الوطني ، لضمان حماية المصادر التي يلجأ إليها الصحفيون لاستقاء المعلومات.
بيد أن تفعيل العملية التشريعية في هذا الاتجاه لا يبدو كافياً لتبديد شواغل جيمس رايزن صحفي نيويورك تايمز، الذي أُجبر على المثول أمام المحكمة للإدلاء بشهادته في محاكمة موظف سابق بوكالة المخابرات المركزية متهم في قضية أخرى تتعلق بتسريب معلومات سرية. كما لا يمكن إغفال قضية الصحفي المستقل الشاب باريت براون الذي يواجه عقوبة السجن 105 اعوام لنشره على الإنترنت بعض بيانات شركة ستراتفور الأمنية الخاصة التي تعمل بموجب عقد رسمي مع الحكومة.
وبدورها، تراجعت المملكة المتحدة 3 مراكز عن العام الماضي لتحتل المركز 33 ، حيث رفعت المملكة المتحدة شعار مكافحة الإرهاب لممارسة ضغوط سافرة على صحيفة الغارديان، ناهيك عن الاعتقال الذي دام تسع ساعات في حق دفيد ميراندا، زميل الصحفي غلين غرينوالد ومعاونه. ويبدو أن سلطات البلدين تظهران حماساً مفرطاً في ملاحقة كاشفي الفساد بينما لا تبدي نفس القدر من الصرامة في تنظيم ممارسات المراقبة التعسفية المتناقضة مع مبدأ الخصوصية الذي يحتل مكانة غالية في ثقافتهما الديمقراطية.
كما يأتي قانون « أسرار الدولة »، الذي اعتمده البرلمان الياباني في أواخر عام 2013، ليضيف مزيداً من الضبابية والتعتيم على تعاطي الحكومة اليابانية مع المواضيع التي تهم الشأن العام مثل القضية النووية والعلاقات مع الولايات المتحدة، وغيرها من القضايا التي تدخل في نطاق المحرمات الكبرى . ذلك أن نواب الشعب الياباني تناسوا بعض المفاهيم الجوهرية من قبيل الصحافة الاستقصائية ، والمصلحة العامة وسرية المصادر ليضربوا بها عرض الحائط، حريصين أشد الحرص على منع نشر أية معلومات محرجة تفادياً لتشويه سمعة البلاد في الخارج ، وبسبب ذلك فقد فقدت اليابان 5 مراكز عن العام الماضي لتحتل هذا العام المركز 59 .
كما لا تتردد بعض الحكومات في اللجوء إلى ورقة مكافحة الإرهاب لاتهام الصحفيين بتهديد الأمن القومي ، ففي تركيا تقدمت مركزا واحدا لتحتل بها المركز 154 ، حيث يقبع عشرات الفاعلين الإعلاميين في السجون تحت هذه الذريعة، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بتغطية القضية الكردية .
بينما أظهرت قضية علي أنوزلا أن السلطات المغربية باتت تخلط بين الصحافة و الإرهاب، مما حكم على هذا البلد بالبقاء في المرتبة 136. أما في إسرائيل فقد تقدمت 17 مركزاً عن العام الماضي لتحتل المركز 96 ، فإن حرية الإعلام ليست سوى مفهوماً فضفاضاً يمكن تعليقه في أية لحظة وحين بحجة حماية أمن الدولة.
وفي كشمير الهندية، تتوقف خدمة الإنترنت النقال وباقي وسائل الاتصال بمجرد اندلاع بعض الاضطرابات، في حين يسيطر الجيش بالكامل علي شمال سيرلانكا التي تراجعت مركزبن لتحتل المركز 165 ، حيث لا يسمح بأي تعارض مع الخطاب الرسمي فيما يتعلق بعملية تهدئة معاقل الانفصاليين التاميل السابقة.
وعلى صعيد آخر، فإن الأنظمة الاستبدادية في آسيا الوسطى، تشدد الرقابة ولا تغفل عن وسائل الإعلام، تحسباً لأي محاولة لزعزعة استقرار السلطة الحاكمة .
وذكر التقرير أنه في عدد من البلدان تكون الجماعات الأهلية غير الحكومية هي مصدر التهديد الرئيسي لأمن الصحفيين ، فنجد في ليبيا التي تراجعت 5 مراكز لتحتل المركز 137 ، فالميليشيات التي تعمل على استتباب الفوضى في ليبيا الجديدة أو الجماعات اليمنية المسلحة ذات الصلة بتنظيم القاعدة هي المرآة التي تعكس خصخصة العنف على هذا النحو. أما القاسم المشترك بين حركة الشباب في الصومال التي تحتل المركز 176 ، وحركة M23 في جمهورية الكونغو الديمقراطية فيتمثل في اعتبار الصحفيين أعداء بشكل مطلق مما أدي إلي تراجع ترتيب الكونغو الديمقراطية 8 مراكز لتحتل بها المركز 151 .. كما أن الجماعات الجهادية، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، تهاجم بعنف الفاعلين في الحقل الإعلامي رغبة منها في السيطرة بأي ثمن على المناطق التي تحررها .
وعلى صعيد آخر، لا تزال الجريمة المنظمة آلة طاحنة مرعبة بشكل عام، حيث تطال هندوراس التي تراجعت مركزا واحداً لتحتل المركز 129 ، وغواتيمالا التي تراجعت 29 مركزاً لتحتل المركز 125 ، والبرازيل التي تراجعت مركزين لتحتل المركز 111 ، وباراغواي التي فقدت 13 مركزاً لتحتل بها المركز 105 ، ولكنها تمتد أيضاً إلى باكستان والصين وقيرغيزستان والبلقان. فأمام هذه القوة الهمجية، يكون من الصعب أو بالأحرى من المستحيل تجنب الوقوع في الرقابة الذاتية، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بقضايا حساسة مثل الفساد والاتجار بالمخدرات وتسلل المافيا إلى بلاط الدولة. ذلك أن تساهل بعض السلطات أو تواطؤها أو تسامحها مع بعض الممارسات ، بل وفي بعض الأحيان مشاركتها بشكل مباشر أو غير مباشر في الجرائم المقترفة ضد وسائل الإعلام ، يقوي حظوظ تلك العصابات الإجرامية في الإفلات من العقاب ويذكي دوامة العنف التي تستهدف الفاعلين في الحقل الإعلامي.
وأمام تصاعد دوامة العنف تحرك المجتمع الدولي أخيراً ، ففي يوم 26 نوفمبر 2013 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوافق الآراء أول قرار بشأن سلامة الصحفيين وحول إحداث اليوم العالمي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ويشكل هذا القرار بلا شك خطوة هامة في الاتجاه الصحيح، حيث يأتي استكمالاً للقرار 1738 الذي يدين الاعتداءات على الصحفيين في حالات النزاع المسلح، المعتمد من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر 2006 بناء على اقتراح من منظمة مراسلون بلا حدود، دون إغفال خطة العمل للأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين والإفلات من العقاب، التي اعتمدت في أبريل 2012.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.