حتى وقت قريب كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يحظى بشعبية حارة في بلدان ثورات الربيع العربي، ولكن بعد زيارته إلى تونس هذا الأسبوع تغير الوضع. هذا ما قالته مجلة “,”كريستان ساينس مونيتور“,” الأمريكية في تقرير لها اليوم، قالت فيه: “,”إن الاشتباكات بين قوات الأمن التركية والمتظاهرين خلال الأسبوع الماضي أدت إلى تراجع الدعم العربي للزعيم التركي“,”. ويقول “,”غيث شعباني“,” وهو تونسي انضم إلى احتجاج على زيارة “,”أردوغان“,” لتونس: “,”أنا ضد كل من يحاول أن يضع الحكومة فوق مصلحة الشعب“,”. وتضيف المجلة، أن العديد من المواطنين في مصر وتونس وليبيا يتابعون المظاهرات التركية، وهي تعكس خطوط الصراع الأيديولوجي الجديد، الذي ظهر في أوطانهم منذ سقوط الديكتاتوريات. وتضيف المجلة أن تركيا دعمت ثورات الربيع العربي، وتدعم الآن المتمردين في سوريا، وأن استطلاعًا للرأي لمركز “,”بيو“,” للأبحاث كان أظهر أن 71% من المصريين و 74% من التونسيين يرون أن تركيا تعزز الديمقراطية في المنطقة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت تركيا لاعبًا دبلوماسيًّا واقتصاديًّا مهما في المنطقة، وكانت مصدر إلهام للأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط، وفي القاهرة يقيم الناس الاحتجاجات التركية من خلال تجربتهم للحكومة الإسلامية في عهد الرئيس محمد مرسي. ويقول أمجد فخري الذي يعمل في متجر أدوات ويدعم المتظاهرين الأتراك: “,”أن جماعة الإخوان قالوا لنا، إننا سوف نصبح مثل تركيا، لكنه أصبح مثالًا فاشلاً، وديكتاتورية أكثر من ديمقراطية، ولم يحققوا الرخاء للشعب“,”. وتقول المجلة إن أنصار محمد مرسي يصفون المتظاهرين ضد “,”أردوغان“,” بنفس المصطلحات التي يستخدمونها ضد منتقدي مرسي، ويقول محمد حسين: “,”هناك حملة لتشويه الإسلاميين سواء في مصر أو تركيا، ونحن نعلم أن معظم الأتراك يدعمون أردوغان“,”. وتنتقل المجلة إلى ليبيا وتقول: إن الناس يحترمون أردوغان لدعمه حملة حلف شمال الأطلسي التي ساعدت على إسقاط معمر القذافي، في حين أن انتشار الشركات التركية يؤكد صورة تركيا القوية اقتصاديًّا. وتقول المجلة إن خالد الشتيتي من ليبيا، وهو يعمل في شركة بناء، لا يوافق على عنف الشرطة ضد المتظاهرين، لكنه يشعر أيضًا أن أردوغان له الحق في إعطاء إشارة إحياء الماضي الإسلامي لتركيا.