رصدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، في تقرير لها اليوم الجمعة أن المظاهرات التركية قد أثارت مشاعر مختلطة في جميع أنحاء العالم العربي تجاه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأنها أشعلت الجدل حول التوافق بين الإسلام والديمقراطية. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أنه حتى وقت قريب كان يمكن لرئيس الوزراء التركي أن يحصل على استقبال دافئ شامل في دول الربيع العربي، ولكن في هذه الأيام فإن رحلته لتونس هذا الأسبوع أظهرت أنه يمكن أن يتوقع بعض الاحتجاجات. ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان قد حصل على إشادة لدعمه الحملات للإطاحة بالمستبدين العرب، وبينما يرى الإسلاميون العرب في حزبه "حزب العدالة والتنمية" مثالا في كيفية الفوز في الانتخابات وتنمية الاقتصاد وحقن الديمقراطية بجرعة من الدين، إلا أن الاشتباكات بين قوات الأمن التركية والمتظاهرين خلال الأسبوع الماضي قد تسببت في تراجع الدعم العربي للزعيم التركي. ونقلت الصحيفة عن شاب حديث التخرج يدعى غيث شعباني، والذي شارك في مظاهرة محدودة ضد زيارة أردوغان لتونس قوله إنني ضد أي شخص يحاول أن يضع الحكومة فوق حقوق الشعب". ولفتت الصحيفة إلى أن البعض في تونس ومصر وليبيا أصبح منشغلا كثيرا بالشأن المحلي عن متابعة الأحداث في تركيا، غير أنه بالنسبة لهؤلاء الذين يتابعون الاضطرابات في الخارج فإنه المفهوم السائد هو ظهور تصدعات أيديولوجية في تلك الدول بعد سقوط الديكتاتوريات. ونقلت مونيتور عن جيفري هوارد، المحلل لشمال أفريقيا في التحكم بالمخاطر وهي شركة بريطانية لتقدير المخاطر، قوله إن هناك بالفعل تصريحات للعلمانيين في كل أنحاء المنطقة بأن ما نراه في تركيا هو فشل للإسلام السياسي، في حين أن الإسلاميين يقولون إنها محاولة لتشويه سمعة السياسات الإسلامية". وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا أيدت الثورات العربية وتدعم حاليا الثوار في سوريا الذين يقاتلون ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه في استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في 6 دول إسلامية في يوليو 2012، وجد أن تركيا ينظر إليها بشكل واسع على أنها تشجع الديمقراطية وأن 71 بالمائة من المصريين و74 بالمائة من التونسيين منحوا أردوغان درجات إيجابية. أضافت الصحيفة أنه خلال السنوات الماضي أصبحت تركيا أقوى لاعب سياسي واقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووصفت الأحزاب الإسلامية في تونس ومصر حزب العدالة والتنمية التركية بأنه مصدر إلهام لهم. وأكدت الصحيفة أن الاحتجاجات التي انطلقت في تركيا يوم الجمعة الماضي قوبلت بوحشية الشرطة، وبالاستخدام المفتوح للغاز المسيل للدموع، والموقف الرافض من أردوغان الذي وصف المتظاهرين بأنهم "مجرمون". وتابعت أن الاحتجاجات تصاعدت منذ ذلك الحين إلى ما يشبه إدانة واسعة من نمط الحكم الذي يتزعمه أردوغان، واستدعى بعض المتظاهرين القيم الليبرالية لمهندس تركيا الحديثة العلمانية مصطفى كمال أتاتورك. ولفتت الصحيفة إلى أنه في القاهرة ينظر الكثيرون إلى الاحتجاجات التركية من خلال عيون خبراتهم بالحكومة الإسلامية تحت حكم الرئيس محمد مرسي الذي هو من الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن أمجد فخري، الذي يعمل في تسويق الأدوات الكهربية قوله "إن الإخوان المسلمين يقولون إنهم يريدون فقط أن نكون مثل تركيا، إنه مشروع فاشل، إنه مشروع ديكتاتوري أكثر من كونه مشروعا ديمقراطيا، بالإضافة إلى أنهم لم يحققوا أي ازدهار للشعب". وبالمقابل، فإن أنصار الرئيس مرسي مع ذلك يصفون المظاهرات التركية بنفس المصطلحات التي يستخدمونها ضد منتقدي مرسي، ويقولون إن هناك حملة لتشويه سمعة الإسلاميين سواء في مصر أو تركيا، ذلك بحسب تعبير محمد حسين، الذي كان يقرأ جريدة في مقهى بوسط البلد، مضيفا إننا نعلم أن معظم الأتراك يؤيدون أردوغان. وفي ليبيا، لا يوجد جدل حول الإسلام السياسي، إذ يتمتع أردوغان باحترام الشعب لدعمه حملة الناتو للقصف الجوي التي ساعدت في إسقاط معمر القذافي، في الوقت الذي يؤكد فيه وجود الشركات التركية على الصورة التركية باعتبارها قوة اقتصادية صاعدة وقادمة. ونقلت الصحيفة عن خالد شتيتي والذي يعمل كمدير لإنشاء شركة تركية في ليبيا أن أردوغان بدأ في صياغة حياة جديدة للأتراك، لقد عقد اتفاقيات مع الكثير من الدول مثل ليبيا والآن أصبح الأتراك قادرين على القيام بمشروعات ناجحة، غير أنه أعرب في الوقت ذاته عن عدم تأييده استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين، ولكنه يشعر أن أردوغان على حق في أن يقدم لمحة من تركيا العثمانية السابقة وللتراث الإسلامي. بينما في تونس أعرب، رمزي بيجاوي أن أردوغان يعيش في حلم الاستعمارية العثمانية، الدولة في تركيا دولة دينية تستخدم العنف ضد العلمانيين"، فيما قال أيمن عبيد إن أردوغان يمكنه أن يزور دولا أو لا يزورها، هذا الأمر غير مهم بالنسبة لي، المهم هو إيجاد عمل، إن نسبة البطالة مرتفعة في تونس وتحديدا بالنسبة لحديثي التخرج.