كارما.. طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، تحمل في عينيها براءة الطفولة، لكن خلف تلك الملامح الصغيرة تختبئ حكاية موجعة تفوق سنواتها القليلة. كانت تقف يوميا عند إشارة المرور قرب ستاد الإسماعيلي، وسط ضجيج السيارات ودخانها، تمد يديها للمارة وهي لا تدرك لماذا حرمت من أبسط حقوقها اللعب والضحك والاحتضان. الشمس كانت تحرق وجهها الصغير، والبرد يلسع جسدها النحيل، ومع ذلك لم يكن مسموحًا لها بالراحة، والدها، الذي يفترض أن يكون الحامي والسند، كان يستغلها أبشع استغلال. أجبرها على التسول ساعات طويلة، وإذا تجرأت أن تتوقف أو تبدي تعبا، كان العقاب قاسيا. في إحدى المرات ضربها بقطعة حديدية فأصاب عينها، وكأنما أراد أن يطفئ نورها قبل أن يكتمل. المارة كانوا يشاهدونها يومًا بعد يوم، يلمحون آثار الضرب والخوف في نظراتها، حتى قرر بعضهم أن يوثق المشهد. انتشرت الصور والفيديوهات على مواقع التواصل البداية كانت برصد الأجهزة الأمنية صورة منتشرة على مواقع السوشيال ميديا توثق رجل يصطحب طفلة للتسول وعلى ملامحها اثار تعذيب وبعمل التحريات تم التوصل لهوية الرجل وتبين إنه والد الطفلة ويقوم باستغلالها في التسول وتم القبض على الأب وإيداع الطفلة بدار رعاية