أقيم يومي 7 و 8 يونيو اللقاء اليساري العربي الرابع في بيروت بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني، لمناقشة الأنظمة الاستبدادية الحاكمة والقوى المضادة للثورة، ومنها بالتحديد بعض القوى السياسية الدينية التي تسعى للالتفاف على انتفاضات وثورات الشعوب العربية بعد أن استولت على السلطة في أكثر من بلد عربي، وتمارس أبشع أشكال القمع والاستبداد. حضر اللقاء من مصر صلاح عدلي ممثلاً عن الحزب الشيوعي المصري و أحمد بهاء شعبان ممثلا عن الحزب الاشتراكي المصري، و حسين عبد الرازق ممثلا عن حزب التجمع. وتوقّف المجتمعون، بشكل خاص، عند التطورات العاصفة في سوريا، وكذلك عند المشروع الرجعي العربي المسمّي ب“,”مبادلة الأراضي“,” في فلسطين المحتلّة، إضافة إلى ما يجري في العراقولبنان ومصر والسودان ومنطقتي الخليج والمغرب العربيتين، في ضوء الصراع مع الأنظمة القائمة التي لا تتوانى عن تفتيت مجتمعاتها للحفاظ علي مكاسبها الطبقية. وأكّد المجتمعون خلال اللقاء موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية، التي يعتبرونها القضية المحورية والمركزية في نضالهم، ورأوا في المشروع الرجعي العربي حول “,”مبادلة الأراضي“,” مرحلة جديدة من المؤامرة الهادفة، منذ اتفاقية أوسلو، إلى تكريس الكيان الصهيوني “,”دولة لليهود في العالم“,”. و أعلن المجتمعون تضامنهم الكامل مع القوى اليسارية والشعبية في لبنان، التي تواجه اليوم مخاطر كثيرة من جرّاء ارتدادات الأزمة السورية وعودة الانقسامات المذهبية التي تهدد مجددا بفتنة كبيرة يعد العدو الإسرائيلي العدّة للاستفادة منها. كما أعلنوا تضامنهم مع القوى اليسارية والديمقراطية في العراق، الساعية إلى إنهاء نظام “,”المحاصصة“,” الطائفية والاثنية، مدينين الإرهاب والتدخلات الخارجية التي تغذي محاولات تقسيم البلاد، داعين لاستكمال السيادة الوطنية عبر إقامة الدولة المدنية الديمقراطية. وفي نهاية اللقاء حيّا المجتمعون شهداء جميع الثورات والانتفاضات العربية، وفي مقدّمتهم الشهيد شكري بلعيد، وثمنوا المساعي الرامية إلى توحيد القوى التقدمية التونسية، السياسية والمدنية، في جبهة ديمقراطية واسعة، تصدّيا لمخاطر العنف والإرهاب وتحقيقا للأهداف التي قامت من أجلها ثورة الكرامة والحرية في تونس.