في تطوّر جيولوجي لافت، أعاد بركان إثيوبي خامد منذ نحو 12 ألف عام فتح ملف الأخطار الطبيعية في منطقة تُعد من أكثر مناطق العالم حساسية تكتونيًا. فقد شهدت المنطقة في نوفمبر 2025 أول ثوران موثَّق لهذا البركان، في حدث تابعه العلماء بدقة عبر الأقمار الصناعية ومراكز مراقبة الرماد الجوي. موقع البركان... قلب مثلث التصدعات يقع البركان داخل نطاق مثلث عفار، المنطقة التي تتقاطع فيها ثلاث صفائح تكتونية كبرى. هذا الموقع الفريد يجعل القشرة الأرضية في تلك المنطقة أرقّ من المعدل الطبيعي، وتسمح بوجود شقوق واسعة وصعود أسرع لحمم الماغما. وتشير الخرائط المبسطة إلى أن المنطقة هي أصلًا بؤرة تمدد قاري، ما يُفسّر حساسية النظام الجيولوجي فيها لأي نشاط بركاني أو زلزالي. عمود رماد بلغ 15 كيلومترًا سجلت مراكز المراقبة الجيولوجية ارتفاع عمود الرماد البركاني إلى ما بين 10 و15 كيلومترًا خلال الساعات الأولى من الثوران، وهو مستوى يضع الانفجار في نطاق الانفجارات الشديدة نسبيًا. وقد جاء رصد الانفجار عبر مركز VAAC Toulouse وبمساعدة مباشرة من صور الأقمار الصناعية التي وثّقت توسّع سحابة الرماد لحظة بلحظة. رماد يمتد من اليمن حتى الهند بيانات تتبّع الرماد الجوي كشفت عن حركة واسعة غطّت أجزاء من اليمن وعُمان، قبل أن تتجه نحو باكستان وشمال الهند، فيما يُتوقَع أن تمتد لاحقًا نحو الصين وفق مسار الرياح. وتُظهر تقديرات الرصد أن زوال السحابة عن الهند سُجّل في حوالي 14:00 بتوقيت غرينتش. خطر على الطيران يحذّر خبراء الملاحة الجوية من أن الرماد البركاني يمكن أن يتحول داخل محركات الطائرات إلى زجاج منصهر يلتصق بشفرات التوربين ويعطّل عملية الاحتراق. لهذا تُعد هذه السحب من أخطر الظواهر على الطيران التجاري، وقد تتسبب في إيقاف المحرك بالكامل عند دخول كميات كبيرة منها. الغازات قد تغيّر حرارة الكوكب يؤكد علماء المناخ أن وصول كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO2) إلى طبقات الجو العليا يمكن أن يؤدي إلى تفاعل ينتج عنه جسيمات تعكس أشعة الشمس، الأمر الذي يساهم في انخفاض طفيف عالمي في درجات الحرارة لفترة مؤقتة. هذا الأثر يُعتبر أحد تداعيات الانفجارات البركانية الكبرى التي يمكن أن تُعيد ترتيب المعادلة المناخية مؤقتًا.