في عمر الثماني سنوات، وفي الوقت الذي يجب أن تكون فيه المدرسة ملاذاً للعب والتعلم، تحولت جدرانها إلى سجن من القهر والعزلة لطفلة بريئة. مواجهة قاسية مع التنمر حور محمد فتوح بدران، تلميذة بالصف الثاني الابتدائي في مدرسة تجريبية بالمنزلة، محافظة الدقهلية، وجدت نفسها في مواجهة قاسية مع التنمر، صراع انتهى بها إلى محاولة إنهاء حياتها بالقفز من نافذة الفصل لولا أن أنقذتها المعلمة. لم تستطع حور التعايش مع هذا الواقع الأليم، حيث أصبحت المدرسة كالبعبع بالنسبة لطفلة في عمرها، والطفلة الآن متغيبة عن الدراسة منذ أسبوع، خوفاً من العودة إلى محيطها المدرسي. تفاصيل الأزمة تعود جذور الأزمة إلى تعرض حور لتنمر مستمر من زميلاتها بسبب لون بشرتها الداكن، وشعرها المجعد، ونظارتها الطبية، الأمر لم يتوقف عند التنمر اللفظي، بل تطور إلى اعتداءات جسدية متصاعدة. ووفقاً لرواية أسرة حور، تطور الأمر إلى اعتداءات أكثر عنفاً بعد محاولتها الدفاع عن نفسها، حيث قامت إحدى الزميلات بإحضار شقيقها الأكبر للاعتداء عليها، ثم قامت مجموعة أخرى باستقدام أشقائهم في المرحلة الإعدادية الذين قاموا بضرب حور داخل المدرسة وكسر نظارتها الطبية. لم يكتفِ المتنمرون بذلك، بل عملوا على تحريض باقي زملاء الفصل على تجاهل حور وعدم اللعب معها أو مشاركتها في أي نشاط، بل ووصل الأمر إلى تهديد أي طالب يحاول اللعب معها بالضرب، مما خلق لها حالة من العزلة والقهر التام. تسبب هذا القهر في دفع الطفلة لمحاولة الانتحار، حيث حاولت القفز من نافذة الفصل لإنهاء معاناتها، لكن تدخلت معلمة الفصل وأنقذتها في اللحظة الأخيرة. ورغم خطورة الموقف، اشتكت والدة حور مراراً وتكراراً لإدارة المدرسة وجروب الأمهات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء رادع لحماية حور أو محاسبة المتنمرين. وكشفت الأسرة أنها أرسلت العديد من الشكاوى لجهات رسمية عليا، منها وزارة التربية والتعليم وخط نجدة الطفل، إلا أن أي جهة لم تتحرك حتى الآن لإنقاذ الطفلة التي أصبحت ترفض الذهاب إلى المدرسة خوفاً على سلامتها. https://www.youtube.com/embed/V2rFaEqeOp8