إندريك يفتح باب الرحيل المؤقت عن ريال مدريد

يبدو أن المهاجم البرازيلي إندريك فيليبي يقف عند مفترق طرق مبكر في مسيرته مع نادي ريال مدريد الإسباني، بعدما كشفت تقارير صحفية عن رغبته في خوض تجربة إعارة خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بحثًا عن دقائق لعب تتيح له التطور واستعادة نسق المباريات، دون أن يتخلى عن حلمه الكبير في التألق بقميص النادي الملكي مستقبلاً.
ووفقًا لصحيفة «آس» الإسبانية، فإن اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا بات يدرك أنه خارج حسابات المدرب تشابي ألونسو في الوقت الحالي، إذ لم يشارك في أي مباراة منذ انطلاق الموسم رغم جاهزيته البدنية، الأمر الذي دفعه إلى تكليف وكيل أعماله بالاستماع إلى العروض المحتملة للإعارة في يناير القادم.
رغبة في التطور دون الرحيل النهائي
أكدت مصادر الصحيفة، أن نية إندريك لا تتجه إلى مغادرة ريال مدريد بشكل دائم، بل يسعى إلى تجربة مؤقتة تمنحه فرصة اللعب المستمر واكتساب الخبرة، قبل العودة مجددًا إلى ملعب سانتياغو برنابيو، ويفضّل اللاعب أن تكون وجهته المقبلة خارج الدوري الإسباني، حتى لا يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع فريقه الحالي.
أزمة ثقة وتراجع في الظهور
منذ تعافيه من الإصابة منتصف سبتمبر، ظل المهاجم البرازيلي خارج حسابات ألونسو تمامًا، رغم مشاركته الجيدة في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي. وتشير الأرقام إلى أن إندريك إلى جانب فيرلاند ميندي هما الوحيدان في قائمة ريال مدريد اللذان لم يحصلا على أي دقيقة لعب منذ انطلاق الموسم الجديد.
زاد هذا الغياب الطويل من شعور اللاعب بالإحباط، خصوصًا بعدما شاهد زميله الشاب جونزالو – المتألق في كأس العالم للأندية – يحصل على فرص متتالية خلف النجم كيليان مبابي في مركز المهاجم الصريح.
من "موهبة بالميراس" إلى مقاعد البدلاء في مدريد
ولد إندريك في برازيليا عام 2006، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي بالميراس وهو في الحادية عشرة من عمره، حيث جذب الأنظار بسرعة بفضل قدراته التهديفية ومهاراته الفنية العالية. في سن الخامسة عشرة فقط، أصبح نجم بطولات الشباب في البرازيل، وقاد بالميراس للفوز بكأس ساو باولو عام 2022، محققًا جائزة أفضل لاعب في البطولة.
تألقه اللافت جعل ريال مدريد يسارع إلى التعاقد معه مقابل نحو 60 مليون يورو، في صفقة ضخمة وُصفت بأنها "استثمار في المستقبل".
بداية واعدة ثم تراجع مفاجئ
بعد انضمامه رسميًا إلى الفريق الملكي في صيف 2024، قدّم إندريك مؤشرات مبكرة على قدرته التهديفية بتسجيل 7 أهداف في 840 دقيقة، بينها 5 أهداف في كأس الملك، لكن تغيير الجهاز الفني بوصول تشابي ألونسو غيّر كل شيء، ليجد اللاعب نفسه فجأة خارج التشكيلة تمامًا.
ضغوط قبل كأس العالم 2026
تزامن تراجع دور إندريك مع اقتراب كأس العالم 2026، وهو ما يزيد الضغط عليه، خصوصًا من قبل رعاته التجاريين مثل شركة نيو بالانس، التي تراهن على تألقه في البطولة المقبلة لتعزيز حضوره التسويقي في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ورغم الضغوط المتزايدة، يؤكد المقربون من اللاعب أنه لا يفكر في الرحيل الدائم، بل يرى أن الإعارة ستكون فرصة ضرورية للنضوج واستعادة الثقة قبل العودة بقوة إلى مدريد.