الخارجية الروسية: الكرملين سيصدر تعليقا على تصريحات ترامب بشأن إلغاء لقائه مع بوتين

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن الكرملين سيصدر قريبًا تعليقًا رسميًا حول التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إلغاء اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي كان من المقرر عقده في العاصمة المجرية بودابست.
وقالت زاخاروفا – في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية – إن موسكو تتابع باهتمام التصريحات الصادرة عن واشنطن بشأن العلاقات الثنائية، مؤكدة أن الكرملين سيُدلي بتوضيحات رسمية فور استكمال المراجعات الدبلوماسية. وأضافت: "روسيا تتعامل بجدية مع كل ما يخص الحوار الروسي الأمريكي، لكننا نفضل إصدار المواقف عبر القنوات الرسمية وليس عبر وسائل الإعلام."
وأوضحت المتحدثة الروسية أن بلادها تؤمن بأهمية الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة مع الولايات المتحدة، حتى في ظل التوترات الراهنة، مشيرة إلى أن الحوار بين القوتين العظميين لا يزال ضروريًا للحفاظ على الاستقرار الدولي ومنع التصعيد في الأزمات الإقليمية والعالمية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح في مقابلة مع مجلة "التايم" الأمريكية بأنه قرر إلغاء اللقاء مع الرئيس بوتين مؤقتًا، مبررًا ذلك ب"ضرورة إعادة تقييم المواقف الروسية في بعض الملفات الدولية"، وهو ما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية العالمية.
وفي السياق نفسه، أكدت زاخاروفا أن موسكو لن تتسرع في التعليق على تصريحات ترامب قبل صدور موقف رسمي من الكرملين، مشيرة إلى أن السياسة الروسية تعتمد على "الهدوء والتقييم الموضوعي للأحداث، بعيدًا عن الانفعالات السياسية أو الإعلامية".
وأضافت أن بلادها ما زالت ملتزمة بمبادئ الحوار المتكافئ والاحترام المتبادل، موضحة أن روسيا مستعدة لمواصلة التعاون مع واشنطن في القضايا المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والحد من انتشار الأسلحة النووية، إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الجانب الأمريكي.
وتأتي تصريحات زاخاروفا في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو وواشنطن توترًا متزايدًا على خلفية الخلافات حول الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية ضد روسيا، إضافة إلى تباين المواقف بشأن الأمن الأوروبي ودور حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويرى مراقبون أن إلغاء اللقاء بين ترامب وبوتين – إن تأكد رسميًا – قد يعكس مرحلة جديدة من الحذر المتبادل في العلاقات الروسية الأمريكية، في ظل تعقّد الملفات الأمنية والدبلوماسية المطروحة بين البلدين.