في تطور مفاجئ في التصريحات الأمريكية تجاه روسيا، أعلن الرئيس دونالد ترامب تقليص المهلة التي منحها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من 50 يوما إلى 10 أو 12 يوما فقط للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا. جاء هذا القرار وسط جمود في محادثات السلام وتصاعد التوترات بين البلدين، مع استمرار روسيا في سياساتها العدائية في أوكرانيا دون أي تراجع واضح. ترامب عبر عن خيبة أمله الكبيرة من بوتين، مشيرا إلى أن استمرار القصف الروسي للمدن الأوكرانية أمر غير مقبول، وأكد أن "الكثير من الناس يموتون". كما ألمح إلى فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تتعامل تجاريا مع روسيا، خاصة في قطاعات النفط والغاز، بهدف تقليص الموارد المالية لموسكو. تحذير من مواجهة أوسع وخطر استقرار عالمي ردا على التصعيد الأمريكي، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا شديد اللهجة حذرت فيه من أن روسيا ليست دولة مثل إسرائيل أو إيران، وأن أي محاولة لإجبار موسكو على التراجع بالقوة قد تؤدي إلى مواجهة أوسع تشمل الولاياتالمتحدة نفسها. وأكدت موسكو أن السياسات التصعيدية من واشنطن تشكل تهديداً للاستقرار العالمي، وأن روسيا ستدافع عن مصالحها بكل الوسائل الممكنة. البيان الروسي دعا الولاياتالمتحدة للعودة إلى لغة الحوار والدبلوماسية لتجنب الانزلاق نحو حرب شاملة، مع رفض أي ضغوط سياسية أو عسكرية إضافية على موسكو، مما يبرز تعقيد الموقف وتصاعد حدة التوتر. تحليل المراقبين: تصاعد حاد في التوترات يرى المحللون أن التصريحات المتبادلة بين موسكووواشنطن تعكس حالة تصعيد حاد في التوتر، وقد تدفع العلاقات الثنائية إلى مواجهة مفتوحة غير مسبوقة. الخلافات الحالية حول قضايا الأمن والسياسات الإقليمية تعمق الفجوة بين الطرفين، وتزيد من صعوبة إيجاد حلول سلمية للأزمة الأوكرانية. ترامب، الذي هدد سابقا بفرض رسوم جمركية قاسية على روسيا في حال عدم التوصل لاتفاق سلام بحلول سبتمبر، شدد في تصريحاته الأخيرة على ضرورة إبرام بوتين لاتفاق سريع، مع اقتراب موعد نهائي بداية أغسطس. ورغم إعلان الكرملين عن إمكانية عقد قمة محتملة بين ترامب وبوتين في الصين خلال سبتمبر، إلا أن ترامب أشار إلى أنه لم يعد مهتماً بعقد لقاء مباشر في الوقت الحالي. ترامب يتخذ موقفا أكثر حزما في خطابه شبكة "سي إن إن" الأمريكية لاحظت تغيرا واضحا في لهجة ترامب التي أصبحت أكثر وضوحاً وانتقاداً لسلوك بوتين. الرئيس الأمريكي أعرب عن استيائه من استمرار القصف الروسي رغم تصريحات موسكو الرسمية عن رغبتها في السلام، معيدا التهديد بفرض عقوبات جمركية وعقوبات على الشركاء التجاريين لروسيا. محدودية تأثير التهديدات الأمريكية على الرغم من التصعيد، يشكك بعض المحللين في مدى تأثير تهديدات ترامب على سياسات الكرملين. روسيا، التي تعد من أكثر الدول تعرضاً للعقوبات، اعتبرت سابقا تحذيرات ترامب غير ذات قيمة. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المهلات السابقة بأنها لم تحقق أي نتائج، في حين يرى المحلل السياسي سيرجي ماركوف أن الرد الروسي سيكون تكراراً للسياسات التقليدية التي اعتادها الروس عبر التاريخ. شبكة "سي إن إن" طرحت تساؤلات حول جدوى السياسة الأمريكية الحالية، مشيرة إلى أن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الروسية قد يكون غير عملي بسبب حجم التجارة المتواضع بين البلدين. أما التهديد بعقوبات ثانوية على الدول المستوردة للنفط الروسي مثل الهندوالصين، فهو أكثر تعقيدا نظراً للتأثير المحتمل على أسعار النفط العالمية وارتفاع التضخم، الأمر الذي قد يضر أيضاً بالاقتصاد الأمريكي.