بعد فترة من تقليص الانخراط الأمريكي في الملف الأوكراني، عاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ليحرك المياه الراكدة، مهددًا بفرض حزمة غير مسبوقة من العقوبات والرسوم الجمركية على روسيا، في خطوة تستهدف دفع موسكو وكييف نحو اتفاق سلام. جاءت هذه الخطوة وسط توترات متزايدة في أوروبا مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، لتعود واشنطن إلى قلب المشهد الأوكراني، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى فاعلية العقوبات في إنهاء الصراع، وما إذا كانت هذه السياسة ستُحدث تحولًا حقيقيًا في مسار الحرب التي دخلت عامها الثالث. اقرأ أيضًا| كواليس المفاوضات.. 5 نقاط غامضة حول أي اتفاق لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وفقًا لشبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، كتب ترامب عبر منصته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي: "نظرًا للهجمات الروسية على أوكرانيا، أفكر جديًا في فرض عقوبات مصرفية ورسوم جمركية واسعة النطاق على موسكو، حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق سلام نهائي،، إلى روسياوأوكرانيا، اجلسوا إلى طاولة المفاوضات الآن قبل فوات الأوان!". لكن خلال لقائه مع الصحفيين في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، قدم ترامب رؤية أكثر تعقيدًا للوضع، إذ أشار إلى أن التعامل مع أوكرانيا بات أكثر صعوبة من التعامل مع روسيا، قائلًا: "ليس لديهم أوراق ضغط، بينما تمتلك موسكو زمام المبادرة على الأرض، وهو ما قد يجعل الوصول إلى تسوية معها أسهل مما يعتقد البعض". وعند سؤاله عما إذا كان يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل الولاياتالمتحدة، نفى دونالد ترامب ذلك، مشيرًا إلى أن بوتين "يفعل ما قد يفعله أي شخص آخر في موقفه، بل ويستخدم قوة أكبر مما كان يستخدمها سابقًا". ترامب يهدد بالانسحاب من المفاوضات أكد ترامب، أنه يعتزم التحدث مطولًا مع بوتين بشأن النزاع، مُشددًا على أن الحرب الروسية الأوكرانية لم يكن لتحدث لو ظل هو في السلطة، مُحملًا رئيس الولاياتالمتحدة سابقًا، جو بايدن مسؤولية التصعيد الحالي. ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل لوّح بخطوة أُخرى مثيرة للجدل، إذ أشار إلى أن المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكيةلأوكرانيا قد تتوقف تمامًا ما لم تُظهر كييف استعدادًا واضحًا للتفاوض بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. مضيفًا: "يجب أن أتأكد من أنهم يريدون التسوية، وإذا كانوا لا يريدون ذلك، فسننسحب، لأننا لا نريد استمرار هذا النزيف، أوروبا بحاجة لتحمل مسؤولياتها، فالوضع الحالي قد ينتهي بحرب عالمية ثالثة إذا لم يتم التوصل إلى حل". اقرأ أيضًا| من الحليف إلى العدو| لماذا تغير موقف ترامب تجاه أوكرانيا؟ تصعيد أمريكي بعد خلاف حاد مع زيلينسكي يأتي تهديد دونالد ترامب بفرض عقوبات واسعة على روسيا بعد مواجهة ساخنة مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، وهو اللقاء الذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن النادرة. وهو ملف كان يُنظر إليه باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز التعاون بين البلدين، وزاد هذا التوتر من القلق داخل أوروبا، حيث تصاعدت التساؤلات حول مدى التزام واشنطن بدعم أوكرانيا، ومن سيتحمل الفراغ في حال تراجع الدور الأمريكي. وخلال كلمة ألقاها أمام نادي نيويورك الاقتصادي، أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت إلى أن إدارة ترامب مُستعدة لتوسيع العقوبات ضد روسيا، مؤكدًا أن البيت الأبيض لا يزال مُلتزمًا بسياسة الضغط القصوى على موسكو. وقال بيسنت: "بناءً على توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتم استخدام العقوبات بكل حزم لضمان أقصى تأثير ممكن في مفاوضات السلام بشأن الحرب الروسية الأوكرانية. كما وجّه وزير الخزانة الأمريكي، انتقادات حادة لإدارة بايدن، مُتهمًا إياها بفرض عقوبات ضعيفة على قطاع الطاقة الروسي، مما سمح لموسكو بمواصلة تمويل عملياتها العسكرية. وأشار سكوت، إلى أن بايدن خلال ولايته، خفّف العقوبات على روسيا، خشية ارتفاع أسعار الطاقة الأمريكية خلال موسم الانتخابات، مؤكدًا أن إدارة ترامب لن تتردد في فرض قيود أكثر صرامة إذا لزم الأمر. في منشور عبر «تيليجرام» يوم الجمعة، دعا زيلينسكي إلى وقف فوري للهجمات الجوية والبحرية، بعدما شنت روسيا ضربات مُكثفة ضد البنية التحتية الأوكرانية خلال الليل، وأوضح أن موسكو أطلقت نحو 70 صاروخًا، إلى جانب 200 طائرة مسيّرة هجومية، استهدفت منشآت حيوية، مما تسبب في أضرار كبيرة، بما في ذلك مناطق سكنية، على حد وصفه، بحسب شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية. وأشار زيلينسكي، إلى أن أوكرانيا تمكنت من تحييد بعض الهجمات باستخدام مقاتلات إف-16 وميراج-2000 التي قدمتها فرنسا، مشددًا على أن بلاده تسعى للسلام منذ اللحظة الأولى ل الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها بحاجة إلى دعم دولي قوي لإجبار روسيا على التراجع، بحسب قوله. اقرأ أيضًا| كواليس لقاء ترامب وزيلينسكي.. صدام دبلوماسي يكشف خلافات عميقة