بعد نحو شهر من توليه الرئاسة بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعيه لتنفيذ أحد وعوده الانتخابية التي وعد بإنجازها في اليوم الأول من دخوله البيت الأبيض وهي إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. اقرأ أيضا: الرئيس الألماني: أوروبا استوعبت رسالة واشنطن بشأن الأمن والدفاع وبعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي امتدت ل90 دقيقة، قال ترامب إنهما اتفقا فيها على الاجتماع في المملكة العربية السعودية، لبدء محادثات بشأن إنهاء الحرب بين روسياوأوكرانيا. وأشار إلى أنه تحدث لاحقاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دون ان يوضح ما إذا كان الرئيس الأوكراني سيشارك في مفاوضات واشنطن مع موسكو ام لا مؤكدا على أنه حان الوقت لوقف هذه الحرب. وأثار ذلك غضب الرئيس الأوكراني، الذي صرح انه لن يقبل بأي اتفاقات لا تشمل مشاركة بلاده في المحادثات مؤكدا على أنه لا يمكن السماح لأن تسير الأحداث وفقاً لخطة بوتين. ومن جانبه قال جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي ان واشنطن ستفرض عقوبات على موسكو وربما تتخذ إجراء عسكريا ما لم يوافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق سلام مع أوكرانيا يضمن استقلال كييف في الأمد الطويل. واضاف نائب الرئيس أن خيار إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا ما زال مطروحا على الطاولة إذا لم تتفاوض روسيا بحسن نية. وأوضح أن هناك أدوات اقتصادية وكذلك أدوات عسكرية بالطبع يمكن للولايات المتحدة أن تستخدمها للضغط على بوتين. مؤكدا ان الاتفاق النهائي سيفاجئ الكثيرين. وتتضمن خطة ترامب المقترحة وقفًا لإطلاق النار، مع تجميد خطوط المواجهة الحالية دون اعتراف رسمي بضم روسيا للأراضي الأوكرانية. كما تشمل الخطة تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع أي هجمات مستقبلية من قبل روسيا، بالإضافة إلى دعوة لإجراء انتخابات في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار. ويعرض كيث كيلوج، مبعوث ترامب الخاص لأوكرانياوروسيا، هذه الخطة خلال مؤتمر الأمن الذي يعقد حاليا في ميونيخ بألمانيا. وتتضمن رؤية ترامب لإنهاء الحرب وقف إرسال الأموال والأسلحة إلى أوكرانيا للضغط عليها للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ومنع انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لمدة 20 عامًا، والتغاضي عن مسألة شبه جزيرة القرم، وتقديم حوافز اقتصادية لكل من روسياوأوكرانيا. وأثارت هذه التحركات ردود فعل متباينة. حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن رفضه لأي اتفاق روسي أمريكي لا يشارك فيه، وأن تكون أي تسوية سلمية شاملة وتضمن مصالح جميع الأطراف المعنية. كما تسبب ذلك في إثارة القلق والتوتر داخل حلف شمال الأطلسي المكون من 32 دولة، والاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة. وانزعجت بعض الحكومات الأوروبية التي تخشى أن تكون بلدانها أيضاً في مرمى نيران الكرملين من المسار الجديد لواشنطن، قائلة إنها يجب أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات. ورفض آخرون مبادرة ترامب، وقللوا من واقعية توقعاته المتفائلة. ومن جانبه حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من سلام يكون بمثابة استسلام لأوكرانيا، متسائلا إذا كان نظيره الروسي فلاديمير بوتين مستعدا بصدق لوقف إطلاق نار دائم، وأضاف «السؤال الوحيد في هذه المرحلة هو هل الرئيس بوتين مستعد لوقف إطلاق النار بشكل صادق ودائم ومستدام، مشددا على أن أوروبا سيكون لها «دور تؤدّيه» في المناقشات المتعلقة بالأمن الإقليمي. وشدد ماكرون على أن أوكرانيا وحدها يمكنها التفاوض مع روسيا بشأن المسائل المتعلقة بسيادتها ووحدة أراضيها. يأتي ذلك في الوقت الذي قال مسؤول أميركي كبير إن الولاياتالمتحدة لم تستبعد انضمام أوكرانيا المحتمل لحلف شمال الأطلسي أو العودة عن طريق التفاوض إلى حدودها قبل عام 2014، وهو ما يتناقض مع تعليقات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي هذا الأسبوع قبل محادثات سلام محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال جون كول نائب مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى أوكرانيا أن العودة المحتملة إلى حدود ما قبل عام 2014 لا تزال مطروحة أيضا للنقاش. بينما وجه وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث رسالة مختلفة أبلغ فيها حلفاء أوكرانيا في بروكسل بأن العودة إلى حدود ما قبل عام 2014 غير واقعية، وأن الولاياتالمتحدة ترى أن انضمام كييف للحلف العسكري ليس جزءا من الحل لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وأثارت تعليقاته مخاوف من أن الولاياتالمتحدة قدمت تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى قبل بدء المحادثات. إلا أن هيجيست تراجع عن تصريحاته فيما بعد إذ قال في مؤتمر صحفي إن «كل شيء مطروح للنقاش» فيما يتعلق بمفاوضات حرب أوكرانيا وإن الأمر متروك لترامب ليقرر التنازلات التي ستقدم. وصرح ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إنه يعتقد أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وألقى باللوم على إدارة سلفه جو بايدن لإثارة المسألة في المقام الأول. وكان ترامب أمر كبار المسؤولين الأميركيين بالبدء في محادثات لإنهاء الحرب خلال حضورهم مؤتمر الأمن السنوي. ويقود ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط المفاوضات والمحادثات مع روسيا. وفي وقت سابق، عرضت أوكرانيا إبرام صفقة مع ترامب لمواصلة المساعدات العسكرية الأميركية في مقابل تطوير صناعة المعادن في أوكرانيا، والتي يمكن أن توفر مصدراً قيماً للعناصر الأرضية النادرة التي تعد ضرورية للعديد من أنواع التكنولوجيا. وقد أرسل الرئيس ترامب وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى كييف للتفاوض على صفقة بقيمة 500 مليار دولار مع الرئيس زيلينسكي.