تواصل منظمات كنسية دولية جهودها لتزويد النشطاء بأدوات عملية للدفاع عن العدالة الجندرية ومناهضة التمييز والعنف القائمين على النوع الاجتماعي، في ظل تصاعد التحديات أمام حماية حقوق المرأة وتراجع الالتزام العالمي بمبادئ المساواة. فقد نظّمت الاتحاد اللوثري العالمي (LWF) بالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي وهيئة المعونة الكنسية النرويجية وكنيسة السويد (Act Church of Sweden)، تدريبًا سنويًا خاصًا بدعاة حقوق المرأة، في مدينة جنيف السويسرية. قيادات نسائية تكسر الصور النمطية من بين المشاركات في التدريب، جاءت القسّيسة دافوركا هورفات من الكنيسة الإنجيلية في جمهورية كرواتيا، التي عبّرت عن استيائها من الأسئلة المتكررة التي تتلقاها في المقابلات الإعلامية حول كونها «امرأة قسّيسة»، قائلة: «يتم تعريفنا دائمًا من خلال جنسنا، وليس من خلال خدمتنا أو عملنا اللاهوتي أو المجتمعي». هورفات، التي ترأس منظمة المجتمع المدني "منتدى SOS لضحايا العنف"، أكدت أنها، مثل كثيرات من النساء في الخدمة الكنسية والمجتمع المدني، تواجه باستمرار نظرات متحيزة تقلل من قيمة عمل المرأة القيادي. وأضافت: «إنه أمر غير عادل... يعملن بجد ولا يحصلن على أي تقدير». تعزيز المهارات وبناء شبكات دعم شارك في التدريب 14 مدافعًا ومدافعة عن حقوق المرأة من خلفيات كنسية ومجتمعية متنوعة، حيث ركز البرنامج على تعزيز قدرات المشاركين في مجال المناصرة والتأثير المجتمعي، وتبادل الخبرات حول سبل مواجهة التمييز والعنف ضد النساء في مختلف الثقافات. كما تضمن التدريب ورش عمل حول الأدوات القانونية والاتصالية المستخدمة في الدفاع عن حقوق النساء، إلى جانب جلسات حول القيادة النسائية في السياقات الدينية، ودور الكنائس في تمكين المرأة كصوت فاعل في صنع القرار. العدالة الجندرية... التزام كنسي وإنساني وأكد منظمو البرنامج أن الدفاع عن العدالة الجندرية والمساواة ليس مجرد نشاط حقوقي، بل هو تعبير عن الإيمان العملي، معتبرين أن «تحقيق الكرامة الإنسانية للجميع» جزء من رسالة الكنيسة في عالم يشهد موجات من التمييز والعنف والتراجع الحقوقي. وأشاروا إلى أن البرنامج السنوي يسعى إلى تطوير شبكة عالمية من المناصرين والمناصرات، القادرين على بناء مجتمعات أكثر عدلاً وشمولًا، وإلهام أجيال جديدة من القيادات النسائية في الحياة الكنسية والمجتمعية.