أكد السفير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة، أن اتفاق شرم الشيخ الخاص بإنهاء الحرب في قطاع غزة جاء ثمرة توافق شامل بين جميع الأطراف المعنية، مشددًا على أن هذا الاتفاق يمثل خطوة حقيقية نحو وقف معاناة الشعب الفلسطيني وبدء مسار سياسي جاد لتحقيق السلام العادل والدائم. وقال منصور – في تصريحات أدلى بها من مقر الأممالمتحدة في نيويورك اليوم الخميس – إن القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ترحب بهذا الاتفاق وتعتبره إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا يعكس الدور المحوري الذي تقوم به جمهورية مصر العربية في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة. وأوضح أن مصر قادت المفاوضات بصبر واقتدار، واستطاعت من خلال جهودها الدبلوماسية المكثفة وتواصلها المستمر مع الأطراف الدولية والإقليمية، أن تبلور صيغة توافقية شاملة تمهد لإنهاء الحرب الدائرة في غزة وتهيئة المناخ لإعادة إعمار القطاع، مضيفًا أن "كل مكونات المجتمع الفلسطيني تثمن عاليًا هذا الدور الأخوي الذي يعبر عن الموقف التاريخي الثابت لمصر تجاه فلسطين". وأشار المندوب الفلسطيني إلى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ لم يكن سهلًا، بل جاء بعد جولات مطولة من المباحثات شاركت فيها الأممالمتحدة والولايات المتحدة وقطر وتركيا إلى جانب الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، مؤكدًا أن الإجماع الدولي حول ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية كان العامل الحاسم في نجاح التوصل إلى هذا الاتفاق. وأضاف أن الاتفاق يتضمن بنودًا إنسانية عاجلة تتعلق بوقف العمليات العسكرية وفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين، وبدء حوار سياسي برعاية دولية لإحياء عملية السلام وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين. وشدد منصور على أن الأولوية الآن هي تنفيذ الاتفاق بشكل فوري وكامل، وتوفير الضمانات اللازمة لعدم انهياره، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من أوضاع إنسانية كارثية تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لتأمين المساعدات وإعادة الخدمات الأساسية. كما أعرب المندوب الفلسطيني عن أمله في أن يمثل اتفاق شرم الشيخ بداية مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة بناء الثقة، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية ستواصل التنسيق مع مصر والأممالمتحدة لضمان استمرار المسار السياسي والوصول إلى تسوية شاملة تضع حدًا نهائيًا لدائرة الصراع. واختتم منصور تصريحاته بالتأكيد على أن فلسطين تثق في القيادة المصرية ودورها المركزي في دعم السلام والأمن في المنطقة، وأن هذا الاتفاق يؤكد من جديد أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء المعاناة وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.