ألقى الدكتور القس فرانك تشيكان، رجل الدين والمناضل ضد نظام الفصل العنصري " الأبارتهايد" في جنوب إفريقيا، كلمة محورية وصف فيها إسرائيل بأنها دولة تمارس الفصل العنصري، داعيًا الكنائس إلى التمييز بين إسرائيل التوراتية وإسرائيل السياسية الحديثة. حيث جاءت كلمة "تشيكان" عقب مداخلة مثيرة للجدل قدّمها الأسقف ستيفن أديغبيت من نيجيريا، الذي اعتبر أن "إسرائيل هي شعب الله المختار"، ما أثار ردود فعل متباينة داخل القاعة بين المشاركين. لا يمكن تبرير القتل والاضطهاد باسم الله وأضاف "تشيكان" خلال كلمته التي القاها منذ قليل في الحدث اللاهوتي السادس لمجلس الكنائس الإفريقية (AACC) والمنعقد في العاصمة الكينية نيروبي، بان ما تقوم به إسرائيل اليوم بسياسات التمييز العنصري شبَّه ما قام به النظام العنصري سابقًا في بلاده، مؤكدًا أن ما يحدث في فلسطين هو "اضطهاد سياسي مغلَّف بلغة دينية زائفة". وقال في كلمته: "إسرائيل التوراتية كانت تُعاقب على عصيانها وتُنفى عندما تبتعد عن العدل، أما إسرائيل اليوم فتتصرف بلا محاسبة ولا احترام للقانون الدولي." واشار إلي أن استخدام النصوص الدينية لتبرير القمع السياسي أو الحروب هو تحريف خطير للإيمان المسيحي، مشيرًا إلى أن اللاهوت ذاته كان يُستخدم في جنوب إفريقيا لتبرير الفصل العنصري. "يسوع ليس قبليًّا... ومحبته تشمل الجميع" وأكد القس تشيكان أن جوهر الإيمان المسيحي يقوم على المساواة بين البشر، قائلًا: "الله خلقنا جميعًا — يهودًا وأممًا — والمسيح ليس قبليًّا، بل يحب الجميع بالقدر نفسه." وشدد على أنه لا يمكن أن يكون المرء "شعب الله" بينما يمارس سياسات تتناقض مع طبيعة الله القائمة على الرحمة والعدل، مضيفًا: "لا يمكن أن نبرر قتل الأبرياء أو تدمير الشعوب بذريعة الإسراع في مجيء المسيح الثاني. فالمسيح سيأتي في وقته، وليس على دماء الآخرين." دعوة لإصلاح السياسات وإنهاء الظلم في فلسطين واختتم القس تشيكان كلمته بالدعوة إلى تغيير جذري في السياسات الدولية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبرًا أن استمرار دعم الاحتلال يهدد القيم المسيحية والإنسانية على حد سواء. وأكد أن الكنائس الإفريقية مدعوة اليوم إلى أن تكون صوتًا للحق والعدالة، وأن تقف في صف الشعوب المقهورة لا في صف الأنظمة القمعية، قائلًا: "لا يمكنك أن تكون شعب الله وتمارس أعمالًا تناقض طبيعة الله".