جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفها الرافض لأي تسوية سياسية في الشرق الأوسط مع بقاء حركة "حماس"، معتبرة أن وجودها يشكل العقبة الأساسية أمام إنهاء الحرب في قطاع غزة. وقال المندوب الأمريكي الدائم لدى الأممالمتحدة، مايك والتز، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لبحث الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية: "لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط إذا بقيت حماس موجودة"، مؤكدًا أن واشنطن ترى في القضاء على الحركة شرطًا رئيسيًا لوقف القتال وفتح الطريق أمام أي عملية سياسية. ويأتي هذا الموقف الأمريكي في وقت يتصاعد فيه الجدل داخل الأممالمتحدة بشأن آفاق تنفيذ حل الدولتين، بعد اعتراف عدد من الدول الغربية مؤخرًا بدولة فلسطين، بينها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا والبرتغال وبلجيكا، وسط رفض إسرائيلي وأميركي متكرر لهذه الخطوات. ويرى مراقبون أن الموقف الأمريكي يعكس ثباتًا في السياسة الخارجية تجاه غزة، إذ سبق لمسؤولين أميركيين أن ربطوا مستقبل القطاع والأمن الإقليمي بضرورة "القضاء على البنية العسكرية والسياسية لحماس"، بالتوازي مع دعم واشنطن لإجراءات إسرائيل العسكرية. وفي المقابل، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذرت منظمات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وارتفاع أعداد القتلى والجرحى بين المدنيين، إضافة إلى انهيار البنية التحتية الأساسية. وبينما تتمسك الولاياتالمتحدة بطرحها القائم على شرط "إنهاء وجود حماس"، تؤكد أطراف عربية ودولية أخرى أن الطريق إلى السلام لا يمكن أن يمر عبر الحلول العسكرية وحدها، بل عبر العودة إلى المفاوضات الجادة لتنفيذ حل الدولتين وضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.