أنس الشريف.. لماذا قتلوه؟ أكاذيب إسرائيلية وراء اغتياله

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في غارة جوية استهدفت مدينة غزة، متهماً إياه بقيادة خلية تابعة لحركة حماس مسؤولة عن إطلاق صواريخ على أهداف إسرائيلية.
وأكد الجيش أن وثائق استخباراتية عُثر عليها في القطاع تثبت، بحسب روايته، انخراط الشريف في نشاطات عسكرية، بينها قوائم بأسماء وأدلة تدريب ورواتب، وهو ما حاولت قناة الجزيرة وفق البيان الإسرائيلي نفيه.
لكن المشهد على الأرض حمل رواية مختلفة؛ إذ أفاد التليفزيون الفلسطيني بأن القصف استهدف خيمة للصحفيين أمام مستشفى الشفاء، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة صحفيين: أنس الشريف، ومحمد قريقع (مراسلا الجزيرة)، والمصوران إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إضافة إلى إصابة مراسل قناة الكوفية محمد صبح.
اغتيال الشريف جاء بعد حملة تحريض إسرائيلية ضده وتحذيرات أممية من تعرّض حياته للخطر، حيث كان من الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمال قطاع غزة لتوثيق العدوان ونقل تفاصيل الحرب وحصار التجويع.
الوصية الأخيرة
عقب استشهاده، نُشرت وصيته الأخيرة التي بدأها بالقول: "إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي". الرسالة جسدت تمسكه بنقل الحقيقة بلا تحريف رغم الخطر، ووصّى فيها بفلسطين التي وصفها ب"درة تاج المسلمين"، وأوصى بأسرته، متحدثاً عن حلمه برؤية ابنته شام تكبر، وعن ابنه صلاح الذي تمنى أن يكون له سنداً، وعن زوجته التي واجهت الحرب بثبات، ووالدته التي كانت دعواتها درعه الروحي.
الفصائل الفلسطينية، بينها حماس والجهاد الإسلامي، نعت الشهيدين الشريف وقريقع ووصفت اغتيالهما بأنه جريمة حرب متعمدة ورسالة تخويف للإعلاميين، فيما أثار الحادث موجة تنديد فلسطينية ودولية، وسط اتهامات بأن الصمت الدولي يشجع إسرائيل على مواصلة استهداف الصحفيين.
ويأتي هذا الاغتيال ضمن سلسلة استهدافات طالت صحفيين من قناة الجزيرة في حرب غزة، منهم إسماعيل الغول وحسام شبات، ما يثير أسئلة حول منهجية استهداف الإعلام الميداني ودوره في توثيق الانتهاكات.