صادق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الأربعاء، على قانون يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية الأربعاء، في أعقاب الضربات الجوية الأميركية على ثلاث منشآت نووية في البلاد. وكان البرلمان الإيراني قد أقر هذا القانون، ووافقت عليه هيئة الرقابة الدستورية.
المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بعد إقرار القانون، سيشرف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على تنفيذه. ولم يُصدر المجلس أي تصريح علني، لكن بزشكيان هو رئيسه، لذا فإن أمره المعلن يُشير إلى أن القانون سيُطبّق. وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء اليوم الأربعاء "إن الحكومة ملزمة بتعليق أي تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الفور على أساس معاهدة حظر الانتشار النووي وضماناتها، حتى يتم استيفاء شروط معينة، بما في ذلك ضمان أمن المنشآت والعلماء". راقبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية برنامج إيران النووي لسنوات. تزعم طهران أن البرنامج لأغراض سلمية ومدنية، لكن القوى الغربية تشتبه في سعي إيران إلى صنع قنبلة نووية. وبلغ التوتر ذروته الشهر الماضي عندما شنت إسرائيل غارات جوية على إيران لشل بنيتها التحتية النووية. ودخلت الولاياتالمتحدة الصراع بعد ذلك بإرسال قاذفات بي-2 لإسقاط قنابل "خارقة للتحصينات" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوما، والتي انتهت بوقف إطلاق النار يوم الثلاثاء الماضي. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية، تم بث جزء منها الثلاثاء، إن منشأة فوردو النووية تضررت "بشكل خطير وكبير" جراء القصف الأميركي، مضيفا أن الصورة الكاملة لا تزال غير واضحة. قال عراقجي: "لا أحد يعلم على وجه الدقة ما حدث في فوردو. ومع ذلك، ما نعرفه حتى الآن هو أن المنشآت تضررت بشدة"، مضيفًا:"إن منظمة الطاقة الذرية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم حالياً بالتقييم والتقييم، وسيتم تقديم تقريرها إلى الحكومة." تضرر البرنامج النووي الإيراني وزعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربات على فوردو "قضت تماما وكاملة" على البرنامج النووي الإيراني، لكن المسؤولين الأمريكيين أقروا أيضا بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتشكيل تقييم كامل. كانت فوردو معقل البرنامج النووي الإيراني، وأصبحت تعتبر رمزاً للتحدي من جانب النظام الحاكم للمجتمع الدولي، فضلاً عن كونها ورقة مساومة في الدبلوماسية، كما جعلت التحصينات الشديدة للموقع من المستحيل تقريبًا مهاجمته دون أسلحة متطورة قادرة على اختراق المخابئ، وهو شيء لا تمتلكه سوى الولاياتالمتحدة. ونقلت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد الماضي عن مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية سرية متداولة داخل الحكومة الأمريكية قولها إن الاتصالات الإيرانية التي تم اعتراضها قللت من حجم الأضرار الناجمة عن الضربات الأمريكية. كان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قد صرّح سابقًا بأن الضربات الأمريكية حققت "نجاحًا باهرًا"، رافضًا بغضب ما وصفه ب"الأخبار الكاذبة" التي تشكك في فعاليتها. وقد سُرّب تقرير استخباراتي أمريكي أولي إلى الصحافة في الأيام التي تلت الهجمات.