يبدو أن «مطرقة» واشنطن لم تكن قوية بالدرجة الكافية لإنهاء برنامج إيران النووي، حيث لا تزال سلمية المنشآت النووية التي تعرضت للضربات الأمريكية، محاطة بالغموض، ففي الوقت الذي تؤكد فيه إيران أنها لم تتضرر، يشدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأن الضربة ناجحة وأدت إلى تدمير هذه المنشآت مهاجما التصريحات المناقضة له، لكن تقييم استخباراتي أمريكي دعم تأكيد طهران. وفجر الأحد الماضي، هاجمت الولاياتالمتحدة، منشآت إيران النووية وهي فوردو ونطنز وأصفهان، في عملية أسمتها «عملية مطرقة منتصف الليل»، فيما أظهرت صور للأقمار الصناعية، قبل الضربة بنحو يومين اصطفاف شاحنات عند منشأة «فوردو»، لتثار التكهنات حو نقل إيران لموادها النووية قبل عملية واشنطن ضدها. الضربة أخرت برنامج إيران ل شهور فوفقا لشبكة ال«abc» الأمريكية، قد أشار شخصين مطلعين، إلى تقييم استخباراتي مبكر كشف أن الضربات لم تقضي على البرنامج النووي ل إيران بشكل كامل، وربما أدت فقط إلى تأخيره لعدة أشهر. واستندت التسريبات إلى أن الضربة لم «تُبَدِّد» قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، خاصة في منشأة «فوردو» المحصّنة داخل جبل. وشرحت الشبكة الأمريكية أن التقرير، المصنف سرّيًا، أعدته وكالة استخبارات الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية، منوهة أن النتائج قد تتطور مع قيام وزارة الدفاع ودوائر الاستخبارات بجمع المزيد من المعلومات. ويتكوف يعتبرها «خيانة» على إثر ذلك، اقترح المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إجراء تقييم استخباراتي أولي للقدرات النووية الإيرانية بعد تسريب معلومات عن الضربات الأمريكية، واصفا مثل هذه الخطوة بأنها «خيانة». وقال ويتكوف، مع «قناة فوكس نيو»،: «حسنًا، لا شك أن تسريب هذا النوع من المعلومات، أيًا كانت، أو أيًا كان الجانب الذي انتقده، أمرٌ مُشين، إنه خيانة، لذا يجب التحقيق فيه». وعندما سُئل عما إذا كانت إيران قادرة على استئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم خلال بضعة أشهر، أجاب ويتكوف أن ذلك «أمر غير قابل للتصور على الإطلاق». ولطالما أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن الضربات نجحت في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، والتي كان آخرها تصريحه، اليوم، بأن :«لو لم ندمر المنشآت الإيرانية ما كان ممكنا التوصل إلى تسوية مع الإيرانيين». 400 كيلو من اليورانيوم مصيرهم مجهول ما يعزز هذه التسريبات والتأكيدات الإيرانية هو حديث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، إن الوكالة لا تعلم مكان وجود ما يزيد على 400 كيلوجرام، من اليورانيوم المخصب «المحتمل»، بعدما أكد مسؤولون إيرانيون أنه نقل كإجراء وقائي قبل شن ضربات أمريكية على منشآت نووية في إيران. واليوم الأربعاء، صوت البرلمان الإيراني، على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهما إياها بالتورط في المشاركة باستهداف منشآتها النووية، حيث هاجم محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني الوكالة الدولية، واصفا إياها ب:«أنها باعت مصداقيتها بثمن بخس».