مع بداية كل عام هجري، تلوح في الأفق فرصة جديدة، تفتح فيها أبواب الطاعة، وتعرض فيها صفحة بيضاء تنتظر ما يكتب فيها من خير، يهل شهر المحرّم حاملًا معه روحًا مختلفة، ومكانة خاصة في قلب الزمان، إنه ليس مجرد رقم في التقويم، بل موسم مبارك خصه الله بالفضل، وميزه بالصيام والعمل الصالح، وجعل فيه يوما يكفر سنة كاملة، وفيما بلي أبرز فضائل هذا الشهر الكريم: أول شهور السنة الهجرية شهر المحرم هو أول شهور التقويم الهجري، وهو من الأشهر الأربعة الحرم التي عظمها الله تعالى، وجعل فيها الأجر مضاعفًا والعمل الصالح فيها أحب إليه. شهر مضاف إلى اسم الله وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ب "شهر الله المحرم"، وهو الشهر الوحيد الذي نسب إلى الله مباشرة، مما يدل على شرفه وعلو مكانته في الإسلام. أفضل الصيام بعد رمضان قال النبي صلى الله عليه وسلم، "أفضل الصيام بعد رمضان، صيام شهر الله المحرم"، فهو موسم مفتوح لصيام النوافل، واغتنام الأجر الكبير. صيام يوم عاشوراء اليوم العاشر من المحرم (يوم عاشوراء) له فضل عظيم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم، "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ويستحب صيام يوم قبله (تاسوعاء) أو يوم بعده مخالفة لليهود. ذكرى نجاة موسى عليه السلام في يوم عاشوراء نجى الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون، وهو يوم يحمل في طياته معاني النصر والثبات على الإيمان. مضاعفة الأجر في العمل الصالح كونه من الأشهر الحرم، فإن العمل الصالح فيه أعظم أجرًا، والظلم فيه أعظم إثمًا، كما قال تعالى: "فلا تظلموا فيهن أنفسكم". بداية روحية جديدة بما أن شهر المحرم هو بداية السنة الهجرية، فهو فرصة عظيمة لمراجعة النفس، والتوبة، وفتح صفحة جديدة مع الله.