قادة مجلس الكنائس العالمي يشددون على أهمية التركيز على ضحايا العنف

شدد قادة مجلس الكنائس العالمي (WCC) في ظل عالم تتزايد فيه حدة الانقسام والعنف، على أهمية مواصلة إيصال صوت الضحايا، مؤكدين أن رسالة المجلس ما زالت تجد صداها حول العالم، رغم الألم والاضطراب السياسي والاجتماعي الذي يعيشه كثيرون.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي ضمن اجتماعات اللجنة المركزية للمجلس المنعقدة حاليًا في جنوب أفريقيا.
دعوة للتركيز على الضحايا بدلًا من صُنّاع العنف
قال الأسقف الدكتور هاينريش بيدفورد-ستروم، رئيس اللجنة المركزية للمجلس، إن مستقبل تأثير المجلس يعتمد بدرجة كبيرة على الإعلاميين والكنائس حول العالم الذين ينقلون هذه الرسائل.
وأضاف:"كثيرًا ما نتحدث في وسائل الإعلام عن صُنّاع القرار ومسبّبي العنف، ولكن حان الوقت للتركيز على الضحايا."

حملة "خميس بالأسود" تواصل التأثير عالميًا
من جانبها، أعربت نائبة رئيس اللجنة، القسيسة ميرلين هايد-رايلي، عن إيمانها بأن العالم يستمع بالفعل، وقالت:"ليست كل البشرية تنصت، لكن عددًا كبيرًا يفعل. هناك رسائل من المجلس يتم تبنيها عالميًا، مثل حملة 'خميس بالأسود' التي تدعو لعالم خالٍ من الاغتصاب والعنف."
كما أكد الأمين العام للمجلس، القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي، أن الناس يتفاعلون مع ما يسمعونه:"الناس يفكرون ويشعرون، لكنهم ليسوا سعداء، إنهم مكسورون. والمشكلة أن السياسيين لا ينصتون لصوت الألم والمعاناة."

"سنستمر حتى يستمعوا": الكنيسة كصوت موثوق للناس
قال رئيس مجلس الكنائس في جنوب أفريقيا، الأسقف سيثيمبيل سيبوجا: "الناس ما زالوا يثقون بالكنيسة. نحن نؤمن أن صوت الكنيسة هو صوت صادق. وسنواصل الحديث حتى يستمع العالم."
وشدد الأسقف الدكتور فيكن آيكازيان، نائب رئيس اللجنة المركزية، على أن الكنائس تطلب التوجيه من المجلس: "الكنائس تتابع وتستمع وتُقدّر مجلس الكنائس العالمي."
وفي تصريحات خلال المؤتمر الصحفي، أكد بيدفورد-ستروم أن العالم بحاجة إلى علامات للوحدة في زمن تتزايد فيه الكراهية واليأس. وقال:"نحن نشارك في مسيرة العدالة والمصالحة والوحدة، ونحتاج إلى أن نُظهر علامات حقيقية على تلك الوحدة."
وأضافت هايد-رايلي:"العالم يعاني من أزمات هيكلية تمس الإنسان وكرامته، ونحن نؤمن بأن المجلس له دور محوري في مخاطبة هذه القضايا."
ووصف آيكازيان المجلس بأنه "صوت من لا صوت لهم"، مضيفًا: "مجلس الكنائس العالمي هو نعمة للبشرية."
أما الأمين العام بيلاي، فأشاد بالسياق التاريخي والاجتماعي الذي تمثله جنوب أفريقيا، وقال: "لدى جنوب أفريقيا الكثير لتُعلّمه لنا عن بناء السلام والعمل المشترك."