القى وزير العمل محمد جبران كلمة مصر، اليوم الأربعاء بمؤتمر العمل الدولي ، المنعقد بقصر الأممالمتحدة ،خلال هذه الأيام في دورته رقم 113 ، بمشاركة ممثلين عن 187 دولة حول العالم أعضاء في المنظمة. جاء ذلك بحضور السفير علاء حجازي مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة، حيث يترأس الوزير جبران وفد مصر الثلاثي المكون من ممثلي الحكومة وأصحاب الأعمال والعمال في هذا "المؤتمر الدولي". تحديات غير مسبوقة وقال الوزير، إن هذا المؤتمر ينعقد في ظل أوضاع سياسية واقتصادية عالمية تتسم بحالة من عدم اليقين، فالإقتصاد العالمي يواجه تحديات غير مسبوقة في ظل زيادة التوترات الجيوسياسية والتجارية والتغيرات المناخية، وما يصاحبها من آثار سلبية على كافة بلدان العالم، الأمر الذي يستوجب بناء شراكات تُساهم بشكل جاد فى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز دور المؤسسات الدولية في دعم البلدان النامية في مساعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وزيادة فرص العمل واستدامتها. وأكد الوزير جبران في كلمته، أن تهيئة بيئة مواتية للاستثمار وإعلاء مبدأ الحماية الاجتماعية وتحقيق الأمان الوظيفي، وتعزيز الإمتثال لمعايير العمل الدولية، وتنمية مهارات الشباب، ستظل أولوية فى كافة التشريعات والسياسات الوطنية. وأشار الوزير إلى أن رئيس الجمهورية، صادق على إصدار قانون العمل الجديد، ليتضمن تطورًا غير مسبوقاً في حماية الحقوق العمالية، وتحقيق التوزان والعدالة بين طرفي العملية الإنتاجية، وقد جاء القانون بعد حوار اجتماعي شارك فيه جميع أصحاب المصلحة، بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية. وتابع: كما تم إطلاق المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي بتشكيله المتوازن، وواصلت الحكومة سياساتها بهدف توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، لاسيما التي تتعلق بالعمالة غير المنتظمة، وكذا رفع الحد الأدنى للأجور ،كما تستعد وزارة العمل لإطلاق الإستراتيجيتيّن الوطنيتيّن للتشغيل،وللسلامة والصحة المهنية،والمضى قدماً فى سبيل إصدار قانون لحماية العمالة المنزلية.. وأضاف الوزير أنه لمواجهة التحديات الراهنة التى تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد العالمى، تقوم الحكومة المصرية بإصلاحات هيكلية بهدف تحقيق استقرار الإقتصاد الكلى والإنتقال تدريجيًا وبشكل متوازن من الإقتصاد المبنى على الإستثمار فى البنية التحتية إلى الاستثمار في الاقتصاد الإنتاجي، كالزراعة والصناعة وتطوير الخدمات اللوجستية والتصدير، لاسيما في القطاعات غير البترولية،حيث شهد هذا الاصلاح تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، وساهم بشكل فعال فى خفض معدلات البطالة من 13% عام 2014 إلى 6.3 % خلال العام الجارى . تقرير منظمة العمل الدولية "جيلبرت هنجبو" وبشأن تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هنجبو قال جبران :"لقد إطلعت بإهتمام بالغ على تقرير المدير العام لهذه الدورة، والذي يأتي بعنوان: (الوظائف والحقوق والنمو: توطيد الصلة)، وما تناوله من رؤى هامة بشأن سُبل تعزيز الروابط بين الوظائف والحقوق والنمو الإقتصادى، والحد من تبعات التغيرات التكنولوجية والتجارية على عالم العمل وتعزيز الوظائف اللائقة، مع التركيز على علاقة التغيرات الديمغرافية بالحماية الإجتماعية والإقتصادية، وتأثيرها على العلاقة بين الوظائف والحقوق والنمو الإقتصادى،علاوة على التحديات المتزايدة المرتبطة بإرتفاع تكاليف المعيشة، وتنامى الديون، وتقليص الحيز المالى للحكومات، وهو ما يستوجب وضع توصيات هذا التقرير موضع التنفيذ على أرض الواقع". القضية الفلسطينية وعن القضية الفلسطينية قال الوزير :"فى الوقت الذى نُثمن فيه قرار مجلس إدارة المنظمة المعروض على المؤتمر لتعديل مركز فلسطين الحالي من حركة تحرير إلى دولة غير عضو لها صفة مُراقب، إلا أنه مازال يتعرض عمال وشعب فلسطين فى الضفة الغربية وقطاع غزة لجرائم وحشية تستهدف إبادتهم ودفعهم إلى التهجير ومغادرة أرضهم قسراً، تحت وطأة آلة الحرب الإسرائيلية وسياسات الحصار والتجويع، فلا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشيد ونفتخر بصمود الشعب الفلسطينى ورفضه القاطع للتهجير وتمسكه بأرضه، وندعو إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بقطاع غزة، والسماح بفتح المعابر والدخول الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية". لا سلام بدون وقف العمليات العسكرية الغاشمة وأكد الوزير أنه لا سلام دائم وشامل فى الشرق الأوسط ما لم يتم وقف العمليات العسكرية الغاشمة التي تهدد الأمن والإستقرار الاقليمى، وإنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية على حدود الرابع من يونيه عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية،وهو السبيل الأمثل للخروج من دائرة العنف التى تهدد إستقرار المنطقة بأسرها، كما نطالب كذلك بوقف كافة الإعتداءات على الأراضي العربية المحتلة، ونؤكد تطلعنا إلى تكثيف المنظمة لبرامجها ومواصلة دعمها لأطراف العمل الثلاثة في الأراضي العربية المحتلة في كل من لبنان وسوريا.