تصاعدت موجة الغضب الشعبي في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أغلق محتجون شبان معظم الطرق المؤدية إلى مقر حكومة عبد الحميد الدبيبة بطريق السكة، في مظاهرات ليلية اندلعت في سبع مناطق، أبرزها الفرناج، فشلوم، جنزور، وزناتة. وأضرم المحتجون النار في إطارات السيارات، ورددوا هتافات تطالب برحيل الحكومة احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وتفشي نفوذ الميليشيات. وتزامن ذلك مع انتشار أمني مكثف لمنع المحتجين من التقدم نحو المقر الحكومي، وسط دعوات واسعة للخروج في "جمعة غضب" بميدان الشهداء للمطالبة بإسقاط الحكومة. ورغم أن "حراك أبناء سوق الجمعة" نفى مسؤوليته عن أعمال التخريب، مؤكداً رفضه للعنف، إلا أن منظمات حقوقية أبدت قلقها من تجاوزات المتظاهرين، معتبرة أن إشعال الإطارات وقطع الطرق يُضعف مطالبهم المشروعة. رسالة مفتوحة من جانب آخر، وجّه أكاديميون ومهنيون ليبيون رسالة مفتوحة إلى حكومة الدبيبة، دعوها فيها إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات المسلحة، محذرين من انهيار أمني شامل في العاصمة، ومتهمين المجموعات المسلحة بتعطيل الدراسة، وتهديد المؤسسات والمواطنين بالسلاح. وطالب البيان بحل "قوة الردع الخاصة" و"ميليشيات العمليات والأمن القضائي" التي يتزعمها المطلوب دولياً أسامة نجيم، معتبرين استمرار وجودها تحدياً للدولة. في المقابل، أكدت وزارة الداخلية استمرار تنفيذ الترتيبات الأمنية المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى نشر وحدات في مناطق التماس. وفي ظل هذه التوترات، ناقش السفير الروسي في ليبيا مع رئيس أركان قوات حكومة الوحدة، محمد الحداد، سبل تثبيت الأمن وتفادي العودة للاقتتال، في وقت توصف فيه الهدنة الحالية ب"الهشة".