أدت اشتباكات بين جماعات مسلحة متنافسة إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل فى العاصمة الليبية طرابلس ليل الإثنين الماضي، حيث ذكرت وسائل إعلام أن زعيم فصيل مسلح كان من بين القتلى. وقال مركز الطوارئ والدعم فى طرابلس، إنه تم انتشال ست جثث من مواقع الاشتباكات فى محيط أبو سليم، وهى المنطقة التى شهدت اشتباكات دامية بين الفصائل المسلحة، وهو عبارة عن حى مكتظ بالسكان فى جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وهو مركز لتموضع عسكرى لجهاز الدعم والاستقرار، وهى جماعة مسلحة مؤثرة. وذكرت قناة الأحرار الليبية وموقع الوسط الإخبارى أن زعيم الجماعة عبد الغنى الككلي، المعروف بغنيوة قتل فى تلك الليلة داخل معسكره الذى يقوده. وكان قد سمع دوى إطلاق نار كثيف وانفجارات فى عدة مناطق خلال الليل، بينما أفاد سكان أن دوى إطلاق نار تردد صداه فى أنحاء المدينة، وحثت السلطات السكان على البقاء فى منازلهم تجنبًا لتعرضهم للإيذاء نتيجة العمليات العسكرية التى كانت تجرى فى ذلك الوقت. وقالت وسائل إعلام محلية: إن الاشتباكات اندلعت فى الضواحى الجنوبية بين جماعات مسلحة من طرابلس ومنافسين من مصراتة، وهى مدينة ساحلية رئيسية تقع على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة. يأتى ذلك فى الوقت الذى تكافح فيه ليبيا للتعافى من سنوات من الاضطرابات منذ ثورة عام 2011 التى أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي، وهى مقسمة حاليًا بين حكومة انتهت ولايتها فى طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وإدارة منافسة فى الشرق بقيادة المشير خليفة حفتر. رغم الهدوء النسبى الذى شهدته السنوات الأخيرة، تندلع اشتباكات بين الحين والآخر بين جماعات مسلحة تتنافس على السيطرة على الأراضي. ففى أغسطس 2023، قُتل 55 شخصًا فى اشتباكات بين فصيلين قويين فى طرابلس. وأعلنت عدة أحياء فى العاصمة وضواحيها إغلاق المدارس حتى إشعار آخر. ودعت وزارة الداخلية فى طرابلس جميع المواطنين إلى البقاء فى منازلهم حفاظًا على سلامتهم، وبحلول صباح الثلاثاء، قالت السلطات إن القتال أصبح تحت السيطرة. ودعت بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا إلى الهدوء. وقالت فى بيان: "تشعر البعثة بالقلق إزاء تطورات الوضع الأمنى فى طرابلس، مع اشتداد المعارك بالأسلحة الثقيلة فى المناطق المدنية المكتظة بالسكان". وحثت "جميع الأطراف على وقف القتال فورًا"، محذرة من أن "الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب". وتابعت: "إن بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا تدعم بشكل كامل جهود شيوخ وقادة المجتمع لتهدئة الوضع". من هو الككلي؟ اندلعت الاشتباكات فى ليبيا بعد الإعلان عن مقتل عبدالغنى بلقاسم الككلي، المعروف ب«غنيوة»، وهو الحدث الذى يعتبره البعض نقطة تحول فارقة فى تاريخ الصراع الليبى المسلح بين الجماعات المتشددة هناك، حيث يعد الككلى أحد أبرز قادة الفصائل المسلحة فى مناطق الغرب الليبي، وظل طوال الفترة الماضية يرى رقماً صعباً فى المعادلة الأمنية الليبية. عبد الغنى الككلى المنحدر من مدينة بنغازى ونشأ فى العاصمة الليبية طرابلس كون تشكيلًا مسلحًا وانغمس فى الصراع المسلح فى ليبيا، لكنه فى أحيان كثيرة كان يتم سجنه، فسجن طوال 14 عاماً بتهمة القتل. لكن فى ظل الثورة الليبية عام 2011 والتى أطاحت بحكم الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى عمل الرجل على تشكيل ميليشيا «الأمن المركزي»، بعد أن شهد فراغ الدولة وانتشار السلاح بكثرة. وفى عام 2021 أعلن المجلس الرئاسى تحويل القوة التى يتزعمها غنيوة إلى كيان عسكرى شبه حكومي، لكنه ظل محل شكوك نتيجة اتهامات طالت التشكيل بارتكات انتهاكات ضد حقوق الإنسان، كما شارك الككلى بتشكيلاته العسكرية فى معارك «فجر ليبيا» التى اندلعت عام 2014.