تحفظات على التصنيف الجامد للكرادلة.. جدل واسع حول خلافة البابا.. 9 أسماء بارزة مرشحة للكرسى الرسولى أفادت وكالة "رويترز" بأن هناك عددا من الكرادلة الذين يتم تداول أسمائهم كأسماء بارزة محتملة لخلافة البابا فرنسيس الذي أعلن الفاتيكان وفاته اليوم الاثنين عن عمر ناهز 88 عاما. وحسب الوكالة فقد برزت أسماء 9 مرشحين محتملين، وهم: 1- جان مارك أفيلين (66 عاما) - رئيس أساقفة مارسيليا، فرنسا يُعرف في الأوساط الكاثوليكية الفرنسية ب"يوحنا الرابع والعشرين" بسبب تشابهه مع البابا يوحنا الثالث والعشرين. يتميز بطبيعته المرحة وقربه الفكري من البابا فرنسيس، خاصة في قضايا الهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي. وُلد في الجزائر لعائلة إسبانية هاجرت إلى فرنسا، ويحمل دكتوراه في اللاهوت. إذا تم انتخابه، سيكون أول بابا فرنسي منذ القرن الرابع عشر. 2- الكاردينال بيتر إردو ( 72 عاما) - هنغاري يُعتبر مرشحًا توافقيًا بين المحافظين والتقدميين. خبير في قانون الكنيسة، يتحدث عدة لغات بطلاقة بما في ذلك الإيطالية. على الرغم من مواقفه المحافظة، لم يتصادم علنًا مع البابا فرنسيس. قد تساعد خبرته في إذابة الجليد بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية. 3- الكاردينال ماريو غريتش (68 عامًا) - مالطي الأمين العام لمجمع الأساقفة، تحول من المحافظة إلى تبني إصلاحات البابا فرنسيس. دعا الكنيسة لأن تكون أكثر تقبلًا لأفراد مجتمع الميم. يتمتع بشبكة علاقات واسعة بين الكرادلة، وقد يكون خيارًا توافقيًا. 4- الكاردينال خوان خوسيه أوميلا (79 عاما) - إسباني رئيس أساقفة برشلونة السابق، عرف بتواضعه والتزامه بالعدالة الاجتماعية. واجه انتقادات بسبب تعامله مع قضايا الاعتداءات الجنسية في الكنيسة الإسبانية. يعتبر من المقربين للبابا فرنسيس. 5- الكاردينال بيترو بارولين (70 عاما) - إيطالي وزير خارجية الفاتيكان، يعتبر المرشح الأوفر حظا. يتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة وقدرة على إيجاد حلول وسط. إذا تم انتخابه، سيعيد البابوية إلى الإيطاليين بعد ثلاثة بابوات غير إيطاليين متتاليين. 6- الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي ( 67 عاما) - فلبيني يُلقب ب"فرنسيس الآسيوي"، قد يكون أول بابا من آسيا. يتمتع بخبرة رعوية وإدارية واسعة، ويتحدث عدة لغات بطلاقة. واجه انتقادات بسبب فضيحة في منظمة كاريتاس الدولية. 7- الكاردينال جوزيف توبين (72 عاما) - أمريكي رئيس أساقفة نيوارك، يتمتع بمواقف متفتحة تجاه مجتمع الميم. تعامل باحترافية مع فضيحة الاعتداءات الجنسية التي شهدتها أبرشيته. إذا تم انتخابه، سيكون أول بابا أمريكي. 8- الكاردينال بيتر توركسون (76 عاما) - غاني قد يكون أول بابا من أفريقيا جنوب الصحراء. يتمتع بخبرة رعوية ودبلوماسية واسعة، وقدرة تواصل ممتازة. خدم في عدة مناصب رفيعة بالفاتيكان. 9- ماتيو ماريا زوبي (69 عامًا) - إيطالي رئيس أساقفة بولونيا، يُعرف ب"الكاهن الشارعي" لاهتمامه بالفقراء والمهاجرين. قريب من مجتمع سانت إيجيديو للسلام. قاد وساطات دبلوماسية مهمة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية. يذكر أن عملية انتخاب البابا الجديد تتم عبر المجمع المغلق الذي يجمع الكرادلة الناخبين تحت قبة كنيسة سيستينا، حيث يستمر التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين. خطا التصنيف الجامد واستعرض الكاتب "شربل انطون "اسماء المرشحين برؤية اعمق قائلا أتابع موضوع خلافة البابا الحبيب فرنسيس منذ مدة مع بعض الأصدقاء في الفاتيكان، لا سيما الكرادلة والأساقفة منهم. رتبتُ أبرز (وليس جميع) الكرادلة المرجحين لخلافة البابا حسب العمر والقارة، والتوجه العام للشخص؛ وهنا يجب توخّي الحذر تفاديًا لأي خطأ قاتل في الاتجاه نحو التصنيف الجامد. فكلمة مُحافظ أو يميني في السياسة لا تنطبق على الفاتيكان، وهي واسعة جدًا، وقد تحتمل التقليدي وربما الرجعي.. وكذلك تصنيف كاردينال على أنه "ليبرالي" أو "تقدّمي" أو " يساري" لا يعني فورًا أنه مع زواج المُثليين أو تغيير الجنس... فالتعابير هذه دقيقة جدًا وحساسة في الفاتيكان، المليء بالأفكار الفلسفية واللاهوتية والخالي من الأحزاب. فالكنيسة الكاثوليكية كيان عالمي ضخم وقديم، ولكن عقائدها واضحة جدًا وتنظيمها مُحكم، وكذلك قوانينها، والبابا سيلتزم بكل ذلك. الترجيحات تقول إن البابا العتيد قد يكون واحدًا من هؤلاء الكرادلة: الوسطيون والليبراليون والتقدميون الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، 70 عامًا: من أبرز شخصيات الفاتيكان حيث يشغل منصب أمين سر الدولة منذ عام 2014 حين عيّنه البابا فرنسيس، وبالتالي فهو المسؤول الثاني بعد البابا. الكاردينال بارولين وسطي مُعتدل، ومقبول جدًا من كل أطياف الكرادلة. الكاردينال الإيطالي بيار-باتيستا بيتسابالا، 60 عامًا: وهو المسؤول الأول عن شؤون الشرق الأوسط في الفاتيكان. من أبرز المرشحين لخلافة فرنسيس، على الرغم من أنه لم يصبح كاردينالًا إلا في عام 2023. شخصية معتدلة، من الصعب تصنيفه بشكل قاطع على أنه "ليبرالي" أو "محافظ" بسبب إحجامه عن الانخراط علنًا في النزاعات العقائدية. الكاردينال الالماني راينهارد ماركس، 71 عامًا: رئيس أساقفة ميونيخ. اختاراه البابا فرنسيس كمستشار رئيسي في عام 2013. وفي وقت لاحق، تم تعيين ماركس لرئاسة المجلس المشرف على مالية الفاتيكان خلال الإصلاحات والتقشف. يُعتبر عمومًا جزءًا من الجناح الأكثر ليبرالية في الكنيسة الكاثوليكية. وقد دعا إلى الإصلاح داخل الكنيسة، لا سيما فيما يتعلق بقضايا مثل العزوبة والمثلية الجنسية وهياكل السلطة. الكاردينال الإيطالي ماتيو ماريا زاببي، 69 عامًا: من أبرز المرشحين الذين يعكسون وجهة نظر البابا فرنسيس بأن الكنيسة يجب أن تكون ممثلة للفقراء وداعمتهم. وسطي معتدل. شخصية ليبرالية من التيار التقدّمي في الكنيسة الكاثوليكية. الكاردينال الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي، 67 عامًا: عيّنه البابا فرنسيس نائبًا للرئيس في "دائرة البشارة" في الفاتيكان، وهو منصب رفيع جدًا على امتداد الكنيسة الكاثوليكية. يطلق عليه المعلقون لقب "فرنسيس الآسيوي"، بسبب قناعاته، والتزامه بالعدالة الاجتماعية. وهو يُعتبر منذ سنوات عديدة المرشح الأوفر حظًا لمنصب البابا. وقد يكون أول بابا من أصل آسيوي. الكاردينال الفرنسي جان مارك أفلين، 66 عامًا: يُقال إنه الكاردينال "المُفضّل" لدى البابا فرنسيس لخلافته. ويقول المراقبون إنه عالمٌ ولطيف. ويصفونه بأنه "مُنافسٌ خطير" على منصب البابوية. الكاردينال أفلين "يحظى بتقدير خاص" لدى الأوساط الكنسية والسياسية "اليسارية"، ويدعم "اللامركزية القوية" للكنيسة. يعتقد بعض المراقبين أن المنافسة ستكون محصورة بينه وبين الكاردينال الفيليبيني تاغلي. الكاردينال ماريو غريش، من مالطا، 68 عامًا: الأمين العام لسينودس الأساقفة. كان يُنظر إليه بدايةً على أنه محافظ، لكنه أصبح من أبرز المنادين بأفكار البابا فرنسيس في الكنيسة الكاثوليكية، خاصة لناحية إيجاد حلول لأزمات الأسرة المعاصرة. المحافظون الكاردينال الهنغاري بيتر إردو، 72 عامًا: خبير في القانون الكنسي. كاردينال أوروبي محافظ، يتوق للعودة إلى المُحافظة التي اتسم بها الباباوات يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر. الكاردينال الأفريقي فريدولين أمبونجو، 65 عامًا: رئيس أساقفة كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. أمبونجو هو أحد الأعضاء التسعة في مجلس الكرادلة، وهي مجموعة استشارية للبابا فرنسيس. كاردينال مُحافظ، كتب عام 2023 أن "زواج الأشخاص من نفس الجنس هو شرٌ جوهري". الكاردينال الهولندي ويليم جاكوبس آيك، 71 عامًا: طبيب ولاهوتي وإداري بارع، محافظ تقليدي، يدعو إلى الالتزام بالعقيدة الكاثوليكية بشكل مطلق وإن لم تكن تحظى بشعبية في كل الأوقات. ويعارض منح البركات الكنسية للأزواج من نفس الجنس. وهو ضد ما يسمى ب "العلاج الجندري". كما أنه لا يدعم الرسامة الكهنوتية للنساء. الكاردينال السيريلنكي مالكولم رانجيث، 77 عامًا: رئيس أساقفة كولومبو، سريلانكا. شخصيته متوافقة مع البابا بنديكتوس السادس عشر، واهتمام البابا فرنسيس بالفقراء والبيئة. الكاردينال الغيني روبرت سارة، 79 عامًا: الرئيس المتقاعد لمكتب الليتورجيا في الفاتيكان، لطالما اعتُبر الأمل الأمثل لبابا أفريقي. لكنه متقدم في العمر الآن. ويرى بعض المراقبين أنه رغم أهميته فإن " العمر يقتل حظوظه". المحافظون يحبونه كثيرًا، وهو يتوق للعودة إلى أيام بابوية يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر. واكد شربل انطون ان هذا ترتيب أوّلي، قد تضاف له أو تلغى منه عدة أسماء قريبًا. وهو بالطبع يحتمل الخطأ كما الصواب. لكن تبقى المسألة الأصعب هي خلافة بابا بحجم فرنسيس. لذلك فالبابا العتيد قد يُظلم في بداية حبريته عندما ستتم مقارنته بسلفه الكبير فرنسيس أو بالقديس يوحنا بولس الثاني. تحفظات وتعليقا على تداول اسماء الكردالة وحالة الترجيح والرفض قال الاسقف الكلداني الكاثوليكي ان له تحفظات علي ذلك الاسلوب وجاء في نص تعليقه أتابع بقلق وأسف ما يُنشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع ترشيح الكرادلة كأسماء محتملة للكرسي الرسولي. وإذ أكنّ لكافة الكرادلة الاحترام والتقدير، إلا أنني أجد أن الجو العام المصاحب لهذا التداول الإعلامي لا يحمل الروح الكنسية التي تليق بهذا الحدث الروحي الكبير.إن الكنيسة، في عمقها، ليست ساحة لتسويق الأسماء ولا ميدانًا للتنافس القومي أو الإعلامي. انتخاب الحبر الأعظم هو فعل روحي أولًا وأخيرًا، يُقترن بالصلاة، بالصمت، وبعمل الروح القدس في ضمائر الكرادلة المجتمعين في المجمع السري. الترويج لشخصيات كنسية وكأن المنصب البابوي جائزة أو حق مكتسب، يفرغ الحدث من قدسيته، ويضع الكنيسة في مناخ من الضجيج الدنيوي الذي لا يشبهها. وما يزيد من عمق التحفظ في هذا التوقيت تحديدًا، هو أن البابا الراحل فرنسيس، الذي خدم الكنيسة بأمانة واتضاع، لم يُدفن بعد. وإن روح الوفاء لذكراه، والاحترام لتاريخه، يقتضيان أن نمنح الكنيسة وقتًا للصلاة والحزن والتأمل في معاني الرسالة التي ختمها هذا الراعي بروح المسيح. إن التسرّع في فتح باب التكهّنات والترشيحات، لا يسيء فقط إلى مسار اختيار الحبر الأعظم، بل يُضعف أيضًا من هيبة اللحظة وفهمنا لقدسيتها. وإني أضيف تحفظًا آخر لا يقل أهمية، وهو في جوهره لاهوتي وروحي: البابا لا يُقاس بالكفاءة ولا يُنتخب بناءً على الشهادات أو الخبرات وحدها. فالمعيار الأسمى لاختيار الحبر الأعظم هو انفتاحه على الروح القدس، واتضاعه العميق، واستعداده الكامل ليكون خادمًا للكنيسة الجامعة، لا مديرًا لها. لقد اختار الرب بطرس الصياد لا الفريسي العالم، وهذا التمييز يبقى في قلب الإيمان الكاثوليكي. كما أن ربط المنصب بعوامل قومية أو وطنية يخلق تصورًا خاطئًا عن دور البابا كراعٍ للكنيسة الجامعة، وليس ممثلًا لأمة أو جماعة بعينها. الكنيسة الكاثوليكية تتجاوز الحدود والجغرافيا، والبابا هو خادم للخراف أجمعين، وليس سفيرًا لبلد أو شعب. إن تحويل لحظة روحية بامتياز إلى مساحة لترويج الأسماء أو دعم "مرشحين"، يُفقدنا هدوء الروح وعمق الرجاء، ويجعل من البابا القادم منتجًا لتحليلات دنيوية لا استجابة لنداء السماء. لهذا، أرجو من الإعلاميين والمؤمنين، أن يعودوا إلى روح الصلاة والتجرد.