إعادة ترتيب بيت الحكم السعودي بتلقي مقرن البيعة اليوم

وسط ترحيب رسمي وشعبي، قرر الملك عبدالله بن عبد العزيز التنازل عن الحكم لأخيه سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد الحالي، وتباعا سيكون الأمير مقرن وليًا للعهد في خطوة اعتبرت إعادة لترتيب بيت الحكم السعودي مما يؤكد استقرار مؤسسة الحكم الملكية في المملكة العربية السعودية، وأن المناصب القيادية في قمة هرم الدولة السعودية الثالثة سيبقى مستقرًا لعقد وربما أكثر.
وكانت الحالة الصحية للملك "عبدالله" قد ساءت بشكل كبير خلال لقائه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" مما اضطره لاستخدم أنبوب تنفس صناعي "أوكسجين" خلال اللقاء، كما ذكرت مصادر سعودية أن خادم الحرمين قد ناقش مع الرئيس الأمريكي خطوات ترتيب انتقال سلس للسلطة دون مشاكل في ظل تقدم قادة المملكة في السن وما يعانونه من مشاكل صحية نظرا لأهمية استقرار المملكة للنظام الأمريكي كونها أول بلد مصدر ومنتج للنفط في العالم.
ويتلقى الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، البيعة في قصر الحكم بالرياض اليوم وغدًا بعد صلاة الظهر، فيما تواصلت ردود الفعل الرسمية والشعبية، المرحبة بقرار المقام السامي تعيين سموه وليًا لولي العهد.
وقال سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ إن القرار الملكي يؤكد اهتمام ولاة الأمر باستقرار البلاد وصون المجتمع السعودي المحافظ من أي أمور قد تؤثر عليه في حاضره ومستقبله.
وأشاد المجلس الأعلى للقضاء بالأمر الملكي، وقال الشيخ سلمان النشوان الأمين العام للمجلس: إن القرار يؤكد حرص الدولة المباركة على رفع راية الشرع ووحدة الوطن وتقوية لحمته وقطع أسباب الخلاف والنزاع وتوطيد أركان الدولة بما يعزز استقرارها واستمرار مسيرتها الخيرة.
من جانبه أكد مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور فهاد الحمد، أن قرار خادم الحرمين "قرار حكيم ومهم صدر عن قيادة واعية لأهمية الاستقرار في هذه الدولة المباركة واستمرار سلاسة انتقال الحكم منذ أن أرسى قواعدها الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه-".
وتجدر الإشارة إلى أن الأمير مقرن (69 عاما) كان قد تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و2012 وهو من المقربين جدا من الملك ومحل ثقته.
كما يعرف الأمير مقرن بميوله الفلكية والرصد الفلكي، والقراءة، والثقافة، وأبحاث الزراعة، إضافة إلى اهتماماته باستخدامات التقنية، والحكومة الإلكترونية وتطبيقاتها، وكذلك الشعر العربي، والذي يمتلك مكتبة كبيرة فيها ما يزيد على عشرة آلاف كتاب، تولى عدة مناصب إدارية وتنفيذية عليا، قبل أن يصبح وليًا لولي العهد.