أكد الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك تطورات على الساحة الدولية أدت إلى التقارب الأمريكي الإيرانى الظاهر الآن، أولها: أن أمريكا تعانى أزمات اقتصادية شديدة ولم يعد لديها قدرة لخوض حروب كالأفغانية أو العراقية، وثانيها: أن واشنطن أصبحت تدرك أن الخطر الحقيقى قادم من الهند والصين حيث جنوب شرق آسيا والمنافسين الجدد لها. وأوضح إدريس فى تصريحات خاصة ل"بوابة نيوز" أن هدف أمريكا من تثبيت علاقتها مع إيران يأتى على خلفية التحول الذى طرأ على استراتجيتها نحو القارة الأوروبية، وإقليم الشرق الأوسط، مضيفا أن مبدأ تأمين المصالح فرض على أمريكا سياستين فى المنطقة، أولهما: خلق تحالف إقليمي جديد مع الإخوان فى مصر وتركيا وقطر، وثانيهما: التوجه لإيران لتسكين الأزمات التى تزعجها فى مثل الأزمة الحالية فى سوريا والعراق ولبنان، ومن ثم تتجه أمريكا لحل مشاكلها الاقتصادية مع منافسيها. وأضاف إدريس أن أمريكا سعت لتحسين علاقتها مع إيران، لأنها أدركت أنها القوى الوحيدة فى المنطقة القادرة على تسكين أزمات الشرق الأوسط في أثناء غيابها، مشيرا إلى أن اللجوء الأمريكي لإيران لجوء اضطراري لا تحالفي. وأشار إدريس إلى أن هناك تخوفات كبيرة من الجانب الإسرائيلي إزاء العلاقات الأمريكية الإيراينية الحالية، تكمن فى أن هناك حرصا إسرائيليا على أن تصبح الأزمة النووية ضمن قضايا الصراع الكبرى على الساحة الدولية حتى لا تبقى فلسطين قضية أولى، وبالتالى القضاء على القضية الفلسطينية برمتها، مضيفاً أن إسرائيل لا تقبل أن تكون إيران منافسا محتملا لها. ولفت إدريس إلى أنه مثلما ترفض إسرائيل المخطط الأمريكي، الرامى إلى التقارب من إيران، ترفضه السعودية أيضاً بشكل قطعي، موضحاً أن ذلك الرفض وضع أوباما أمام مأزق كيف ينفذ مخططه ويرضى حلفاءه فى نفس الوقت. وأفاد إدريس أنه على الجانب الإيرانى هناك استفادة كبيرة من تقاربها مع أمريكا، أولها: الإفراج عن بعض الأموال التى جمدتها القوى الكبرى فى ظل برنامج إيران النووى والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مضيفاً أن إيران تسعى لاعتراف أمريكي بإيران كشريك فى إدارة أزمات المنطقة.