نكتب عندما نشعر.. نكتب لأنفسنا لكي تبقى على قيد الحياة.. ونكتب لكم ليبقى الحلم خالدا في عقولكم.. ونسطر تلك الكلمات حتى نذكركم ونذكر أرواحكم بكتابات نسجت خيوطها من أجلكم.. لصديق جعل من أوقاتنا رحلة وجدانية في عالم لا يعرف النفاق أو الملل.. مثل أحلام اليقظة والليالي الشتوية التي لا تخون البؤساء في الشوارع المظلمة.. مثل البرق يضيء الأمل بداخلهم.. والرعد يوقظ الأفكار في عقولهم. لم يكن الكاتب والناقد والأديب مصطفى بيومي، مجرد جسر ينقلنا بين عوالم الكتابات الأدبية بل مهندسا وضع الروابط القوية بينه وبين أصدقائه القراء، عبر أعمال ثرية حولت حياتنا المنعزلة إلى شغف وتلهف لطرح الأسئلة والاستفسارات. في تكريم يليق بالكبار، نظمت مؤسسة «البوابة نيوز» احتفالية محبة ورسالة تقدير ليس ل«مصطفى بيومي» فقط بل لعشاقه وأصدقائه، ولكل المشردين الذي وفر لهم مأوى آمن بين سطور وريقاته. لقد كان تكريما يليق بمؤسسة كبيرة وكاتب وصحفي كان جزءا أصيلا من نجاح منظومة تفتخر بشركائها ممن ساهموا بأفكارهم وآرائهم منذ أن كانت مجرد فكرة. مائدة فكرية دسمة قدمها «بيومي» تليق بمختلف الأذواق والطبقات عبر كتابات متعددة في الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية منها: الآداب، وأدب ونقد، وإبداع، وفصول، والقاهرة، والهلال، وأخبار الأدب، وروز اليوسف، وصباح الخير، والمصور، والكواكب. كان ولا يزال يجمعنا مصطفى بيومي لنتسامر حول «لعبة الحب» يجمع لنا «الصورة» من «حياة مواطن» في ليلة مليئة ب«أحلام سرية» تطارد «ناس من المنيا» لتخبرهم بأسرار «عصير الشخصية المصرية» في مشوار «كشف الأقنعة» ليروي أمجاد أعلام هذا الوطن في مختلف المجالات، ما بين طلعت حرب «الاقتصادي العصامي» ومحمد أحمد فرغلي و«ملك القطن» تقف فاطمة اليوسف برفقة صانعة البهجة آسيا داغر، يتحدثوا عن أيام «المجد والدموع» في حياة الفنان محمد فوزي. تفاصيل كثيرة نقلها إلينا مصطفى بيومي في لغة تليق بالمثقفين والعوام، قصص نجاح الملوك والزعماء والرؤساء ورواد الاستثمار في أرض المحروسة. ورغم غزارة الإنتاج الذي يتخطى ال 60 كتابا ما بين الأدب والاقتصاد والتاريخ وكرة القدم يعزف فيها سيمفونية نقدية يبرز ملامح الشخصيات لكبار الأدباء والشعراء، إلا أن نجيب محفوظ يظل مثل «جاثوم» يطارد تاريخ مصطفى بيومي عبر أعمال متعددة ما بين «الحلم والكابوس». صحيح أن أديب نوبل غزا العالم برواياته وحكاياته وأخباره لكن مصطفى بيومي زاد بريق الأعمال بتشريح دقيق للشخصيات ما بين الفكاهة ومعجم الأعلام والشخصيات، وكشف لنا عن «المسكوت عنه» في أعمال «سيد الحرافيش». لا أظن أن العلاقة ما بين نجيب محفوظ ومصطفى بيومي، تقتصر على النقد الأدبي، بل لقاء تتلاقى فيه الأرواح والأجساد والأفكار.. ما بين «روح نجيب» و«عقل بيومي».