حظى الأديب العالمى نجيب محفوظ، بتقدير كبير على المستويين المحلى والعالمي، ونالت أعماله الأدبية تقديرا كبيرا من مختلف الكتابات النقدية، ولقد اهتم كثير من المثقفين بتسجيل بعض أجزاء من حياته فى كتب مثل جمال الغيطانى الذى أصدر العديد من الكتب عن محفوظ أبرزها «نجيب محفوظ يتذكر» وأيضا كتاب «المجالس المحفوظية»، وسجل الأستاذ رجاء النقاش الكثير من سيرته فى كتابه «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ»، لكننا لم نجد عملا كاملا يوثق حياة محفوظ، ويعتبر بحق سيرة ذاتية مكتملة، وربما كان ذلك لأنه قد سجل أطوار حياته المختلفة فى معظم رواياته وبث روحه وذاته داخل مختلف شخصياته. قال الكاتب والروائى يوسف القعيد: إن كتاب رجاء النقاش «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» يكفى كى يوضح لنا السيرة الذاتية لمحفوظ حيث تمكن فيها من الحديث عن كل جوانب حياته، كما عَبر محفوظ عن نفسه بشدة فى الثلاثية ومَثَل كمال أحمد عبدالجواد فيها دور نجيب محفوظ. وأضاف القعيد، أنه يوجد تقصير من وزارة التربية والتعليم حيث إنها لم تتحدث عن محفوظ بصورة تليق به وليس نجيب محفوظ فقط بل هناك الكثيرون من الكتاب الذين لم تلتفت لهم الوزارة لتتحدث عنهم، وإذا تحدثت عنهم لم تتحدث بشكل يليق بهم، ولقد فقدت سيرة طه حسين روحها ونهجها عندما اختصرتها الوزارة. ومن جانبه قال الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة: إن نجيب محفوظ لم يكتب سيرته الذاتية بشكل واضح ولا بمعنى تقليدي، ولكنه قدم سيرته الذاتية بأشكال متعددة خلال الحوارات التى أجريت معه، وتكلم فيها عن تفاصيل كثيرة فى حياته كلها، وعن أساتذته وأصدقائه وتجاربه وانشغالاته. وأضاف، أن هناك عملين تكلم فيهما نجيب محفوظ وكتب عن سيرته الذاتية بشكلين مختلفين؛ العمل الأول الكتاب الحوارى الذى كتبه رجاء النقاش، وكان نتاجا لساعات طويلة جدًا وتحدث فيها نجيب عن أغلب تفاصيل حياته، سجلها رجاء النقاش ثم صاغها على هيئة موضوعات تتصل بالتجارب الكبرى الأساسية فى حياة نجيب محفوظ، والعمل الآخر القريب من سيرة محفوظ «أصداء السيرة الذاتية»، وهو شكل جميل وجديد للكتابة، أقرب أن يكون قصصا قصيرة جدا، فيها السرد وروح الحكمة. وتابع أنه على وزارة التربية والتعليم أن تزيد الاهتمام بنجيب محفوظ فى مراحل التعليم وليس هو فقط بل الكثير من الكتاب التى لم تُلتفت إليهم الوزارة لتدرس مناهجهم ولا بد من وجود سيرة ذاتية لتتحدث عن نجيب محفوظ، وكيف يُدرس الأدب دون أن تحتل سيرة محفوظ مكانته فيه، وهو الذى أضاف للأدب بصورة كبيرة. وعبر الكاتب والروائى عبدالوهاب الأسوانى عن رأيه قائلا: إن نجيب محفوظ لا يحتاج أبدًا إلى سيرة ذاتية لتُكتب عنه، حيث عبر نجيب عن نفسه فى الكثير من أعماله وخاصة فى ثلاثيته والتى مثل فيها بيته بالمعنى الحرفى للكلمة، وأدى كمال أحمد عبدالجواد فيها دور نجيب من الطفولة إلى المراهقة والشباب ثم الرشد. وأضاف، أن مقالات محفوظ الكثيرة والتى كان يتحدث فيها عن نفسه وعن حياته بالكثير من التفاصيل، أظهرت جزءا من سيرته، وخصوصًا كتاب «صفحات من مذاكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته» الذى كتبه الناقد رجاء النقاش حيث تحدث فيه نجيب محفوظ عن حياته كلها وبالتفاصيل.