دعا مجلس جامعة الدول العربية - على مستوى القمة - في مشروع قراره حول الأزمة السورية، مجلس الأمن الدولي إلى أن يتحمل مسؤولياته إزاء حالة الجمود التي أصابت مسار المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، وطلب المجلس من الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي، مواصلة مشاوراته مع الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، والممثل الخاص الأممي والعربي المشترك إلى سوريا "الأخضر الإبراهيمي"، ومختلف الأطراف المعنية، وذلك من أجل التوصل إلى إقرار تحرك مشترك يفضي إلى إنجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية، وإقرار الاتفاق حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفق ما نص عليه بيان جنيف 1. وأكدت القمة - في مشروع قرارها الذي أعده وزراء الخارجية العرب، أمس الأحد - مجدّداً على قرار قمة الدوحة والمجلس الوزاري العربي وما نص عليه، بشأن الترحيب بشغل الائتلاف السوري المعارض لمقعد سوريا في الجامعة العربية، والاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري - وهذه الفقرة تحفظت عليها كلٌّ من الجزائر والعراق ونأى لبنان بنفسه عن هذين القراراين - وكذلك ودعوة الأمانة العامة إلى مواصلة مشاورتها مع الائتلاف السوري المعارض بشأن مقعد سوريا في الجامعة، وذلك طبقاً لأحكام الميثاق واللوائح الداخلية للمجلس، وعرض تلك المشاورات على اجتماع قادم لوزراء الخارجية، كما رحبت القمة في مشروع قرارها بقرار مجلس الأمن رقم 2139 بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا، ودعوة مجلس الأمن الدولي إلى تفعيل بنود هذا القرار واتخاذ التدابير اللازمة لفرض الوقف الفوري لإطلاق النار، وجميع أعمال العنف والإرهاب والتدمير والاستخدام العشوائي المفرط للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وذلك بهدف تسهيل عملية الإغاثة ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق المتضررة والمحاصرة في سوريا، ورحبت القمة بنتائج المؤتمر الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا - والذي انعقد تحت رعاية أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في 15 يناير الماضي - ودعوة الدول المانحة إلى سرعة الإيفاء بتعهداتها ومساعدة الدول المجاورة لسوريا في جهودها لإغاثة واستضافة اللاجئين والنازحين. وطلبت القمة في مشروع قراراها، من الجامعة العربية مواصلة جهودها مع الدول المضيفة للاجئين والنازحين السوريين وذلك لتوفير الدعم اللازم لتلك الدول، هذا وسجل وفد لبنان موقفه من تطورات الأزمة السورية، حيث اعتبر أنه - في ظل عدم التوافق السوري السوري على الكثير ممّا ورد في هذا القرار - وهو ما لا يؤمن مصلحة لسوريا ولا يعطي مصلحة للجامعة العربية في لعب أي دور أو أخذ أيّة مبادرة مساعدة للمصلحة السورية، فقد أكد الوفد اللبناني على موقف لبنان بالنأي بنفسه عن هذا القرار، ومن ناحية أخرى رفع وزراء الخارجية العرب مشروع قرار إلى القمة حول "الانعكاسات السلبية والخطيرة المترتبة على لبنان جرّاء أزمة النازحين السوريين"، ويتضمن المشروع دعم القمة لجهود الحكومة اللبنانية - ماديّاً وتقنيّاً - في توفير احتياجات النازحين ومساعدتها في احتياجاتها والطلب إلى الدول العربية بضرورة السعي إلى المشاركة في تحمل الأعباء من مختلف جوانبها المادية، وأكدت القمة في مشروعها على أن وجود النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية مؤقت، والعمل على عودتهم إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن أمر ضروري. هذا ومن المقرر أن يشارك المبعوث الأممي والعربي المشترك، الأخضر الإبراهيمي، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية غدا الثلاثاء، بإلقاء كلمة أمام القادة العرب حول الأوضاع في سوريا والجهود العربية والدولية المبذولة لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة، فيما يلقي رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد عاصي الجربا، كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للقمة أيضاً، يحدد فيها رؤية الائتلاف للوضع الراهن في سوريا والبدائل المتاحة لحل الأزمة الراهنة، وقال مصدر مسؤول إن مشاركة الجربا ستكون قاصرة على إلقاء الكلمة دون شغل مقعد الجمهورية العربية السورية في القمة أو في الجامعة العربية.