وجدت دراسةٌ حديثة أنَّ مرضى التصلُّب المُتعدِّد، الذين لديهم مستوياتٌ مُنخفضة من الفيتامين د في الدم، تكون الآفاتُ الدماغية عندهم أكثر، مع علامات مَرضيَّة تُشير إلى شكل فعَّال من المرض. التصلُّبُ المُتعدِّد هو مرضٌ من أمراض المناعة الذاتية، يُؤدِّي إلى تلف الجزء الخارجي من الألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي؛ ويُمكن أن تشتملَ الأعراضُ على الإعياء والإحساس بالخَدر في الأطراف ومشاكل في التوازن والتناسق والرؤية والألم، وحتَّى الشَّلل. تُشير النتائجُ الحديثة إلى وجود رابط مُحتَمل بين المقدار المأخوذ من فيتامين د وخطر العجز طويل الأمد الناتج عن التصلُّب المُتعدِّد. قام الباحِثون بتحليل بيانات مأخوذة من دراسةٍ استغرقت خمس سنوات، لما يقرب من 500 مريض مصاب بالتصلُّب المُتعدِّد، ووجدوا أنَّ كلَّ زيادة قدرها 10 أجزاء من بليون من الغرام (10 نانوغرامات) في الميليلتر في مستويات الدم من فيتامين د ترافقت مع خطر أقل بنسبة 15 في المائة لحدوث آفات في الدماغ، وخطر أقل بنسبة 32 في المائة لوجود بُقع تدلُّ على نشاط المرض. تتطلَّب هذه البُقعُ الخاصَّة بنشاط المرض علاجًا دوائيًَّا للتقليل من خطر التلف العصبي الدائم. كما وجدت الدراسةُ أيضًا أنَّ المستويات العالية من فيتامين د ترافقت مع نسبة أقل من العجز الذي يتلو المرض. بقيت تأثيراتُ مستويات فيتامين د حتى بعدَ أن أخذ الباحثون بعين الاعتبار وجودَ عوامل أخرى يُمكِن لها أن تُؤثِّرَ في تطوُّر المرض، كالتدخين والعلاج الحالي للتصلُّب المتعدِّد والعمر والجنس. قال أحد مُعدِّي الدراسة إنَّه يبقى من المُبكِّر جدًا النصح باستخدام مُكمِّلات فيتامين د في العلاج. وقالت المشرفة على الدراسة، الدكتورة إيلين موري: "رغم أنَّ المستويات القليلة من فيتامين د ترافقت مع المزيد من الالتهاب والآفات في الدماغ، لكن لا يوجد دليلٌ على أنَّ استخدام مُكمِّلات هذا الفيتامين سيعمل على الوقاية من تلك الأعراض... وإذا كان بمقدورنا أن نُبرهِن على هذا عبر التجربة الحالية، سنتمكَّن من تغيير الطريقة التي يُعالَج فيها مرضى التصلُّب المُتعدِّد". رغم أنَّ الدراسةَ وجدت ارتباطًا بين المستويات المرتفعة من فيتامين د وتناقص أعراض التصلُّب المُتعدِّد، لم تُبرهِن على وجود علاقة سبب ونتيجة.