بيَّنت دراسة حديثة أنَّ النساءَ أكثر ميلًا من الرِّجال بأربع مرَّات للسعي نحو جراحةِ إنقاص الوزن. وجد الباحِثون أنَّ الرِّجالَ يكونون أكبرَ في السنِّ وأكثرَ بدانةً وصحَّتُهم أسوأَ من النساء عادةً، عندما يقومون بزيارة الأطبَّاء بخصوص هذا الإجراء الجراحيّ. قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور محمَّد على، رئيسُ قسم جراحة السِّمنة في جامعة كاليفورنيا بدافيس: "من المهم بالنسبة إلى الرِّجال إدراكُ أنَّ البدانةَ تُشكِّلُ تهديدًا على الصحَّة ومتوسِّط العُمر. وتُؤدِّي الزيادةُ، التي تصل إلى 45 كيلو جرامًا أو أكثر، على الوزن المثالي للجسم إلى مُشكلاتٍ علاجيَّة، تجعل من الضروري إحالة الإنسان إلى الجرَّاح". "بالرغم من أنَّ جراحةَ إنقاص الوزن تستطيع مُساعدةَ الرجال الذين يُعانون من البدانة، يحتاج الجرَّاحون إلى تقييم الفوائد المُحتَملة في مُقابل خطر المُضاعفات التي تأتي بعدَ الجراحة". "ولكن، يقلُّ هذا الخطرُ بشكل ملحوظ إذا أُحِيلَ الذكورُ الذين يُعانون من البدانة إلى اختصاصيي جِراحة إنقاص الوزن قبلَ إصابتهم بمضاعفاتٍ مَرَضية خطيرة". تفحَّص الباحِثون بيانات نحو 1400 مريض خضعوا إلى التقييم بالنسبة لجراحة إنقاص الوزن في جامعة كاليفورنيا، بين العامين 2002 و2006؛ ووصلت نسبةُ النساء بينهم إلى ما يقرُب من 82 في المائة. كان لدى المرضى الذكور مشاكلُ صحيَّة تتعلَّق بالبدانة أكثر منها عند النساء (نحو 4.5 في المائة في مقابل 4.2 في المائة)؛ كما كانت أشكالُ هذه الحالات أكثرَ خطورة لديهم. على سبيل المثال، كان الرجالُ أكثرَ ميلًا للإصابة بارتفاع ضغط الدَّم (69 في المائة في مقابل 55 في المائة) والسكَّري (36 في المائة في مقابل 29 في المائة) وانقطاع النَّفس الانسدادي في أثناء النَّوم (72 في المائة في مقابل 46 في المائة). وكانت المُتلازمةُ الاستقلابيَّة أيضًا، وهي توليفةٌ من حالاتٍ تزيد من خطر أمراض القلب، أكثرَ شيوعًا بين الذكور (21 في المائة في مقابل 15 في المائة). وكان الرجالُ أكثرَ ميلًا أيضًا لإظهار مُؤشِّر أعلى لكتلة الجسم، حيث وصل متوسِّطُ هذا المُؤشِّر عند الرجال إلى 49 تقريبًا، بينما كان أقلَّ من 47 عند النساء؛ مع العلم أنَّه إذا تجاوز هذا المؤشِّرُ درجة 40، يُعدُّ الشخصُ مُصابًا ببدانة شديدة. كان المرضى من الذكور أكبرَ من المريضات الإناث بنحو سنتين؛ وكانوا أكثرَ ميلًا لأن يتجاوزوا العقدَ الخامس من العُمر. ومن الجدير بالذكر أنَّه في الوقت الذي قام فيه الباحثون بالدراسة، خضعت نسبة 70 في المائة من المرضى إلى جراحة إنقاص الوزن، لكن كانت نسبةُ الرجال بينهم 14 في المائة فقط.