علاقة محتملة بين إحدى المواد الكيميائية في اللحوم والإصابة بمرض القلب

تحتوي اللحومُ الحمراء على كمِّيات عالية من مادَّة تُدعى الكارنيتين.
حذَّر موقعُ ميل الإلكتروني قائلًا: "إنَّ وفرةَ أحد العناصر الغذائية في اللحوم الحمراء... قد يرفع من خطر الإصابة بمرض القلب".
استند هذا الخبرُ إلى دراسة أُجريَت على مادَّة الكارنيتين، الموجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، وفي بعض المكمِّلات الغذائية.
هناك اعتقادٌ سائدٌ وهو أنَّ الغذاءَ الذي يحتوي على كمِّيات عالية من اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب؛ ولكن، هناك دراسةٌ حديثة شكَّكت في هذه المعلومة، حيث قالت إنَّ اللحومَ المصنعَّة فقط هي الذي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. بحثت هذه الدراسةُ في أحد العوامل التي من المفترَض أنَّها قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب تناول اللحوم الحمراء أو المُصنَّعة.
وبعدَ سلسلةٍ من التجارب، وجد الباحثون أدلَّةً على أنَّ بكتيريا الأمعاء تحوِّل بشكلٍ طبيعي مادَّةَ الكارنيتين إلى مادَّة تُسمَّى أكسيد -ن- ثلاثي ميثيل أمين (أو TMAO). ومن المعروف أنَّ هذه المادةَ تساهم في تصلُّب الشرايين - وهو أحدُ عوامل الخطر الرئيسية التي تُسبِّب مرضَ القلب.
تُقدِّم هذه الدراسةُ بشكل عام بعضَ الأدلَّة على وجود ارتباط بين مادَّة الكارنيتين ومرض القلب، ولكن لا تُثبِت وجودَ علاقة سببيَّة مباشرة بينهما.
حتَّى لو كان لمادَّة الكارنيتين هذا التأثير، فإنَّ الالتزامَ بالتوصيات الصحيَّة الحالية (أي ألاَّ يزيدَ استهلاكُ الشخص على 70 غرامًا من اللحوم الحمراء أو المصنَّعة يوميًا) قد يعني أنَّ الشخصَّ يستهلك مستوى متدنِّيًا من مادَّة الكارنيتين، وبذلك لا يتعرَّض للخطر الذي ذكرته هذه الدراسة، والتي تتحدَّث عن استهلاك كمِّيات أكبر من مادة الكارنيتين.