"الأهرام": العلاقات المصرية الهندية تتسم بأنها شراكة متميزة وممتدة عبر التاريخ

ذكرت صحيفة (الأهرام) أن العلاقات المصرية الهندية تتسم بأنها علاقات شراكة متميزة وممتدة عبر التاريخ، ولها ركائز عديدة، في ظل القواسم الحضارية والمصالح المشتركة التي تجمع البلدين، كقوتين فاعلتين في محيطهما الإفريقي والآسيوي.
وأوضحت "الأهرام" -في افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "ركائز الشراكة المصرية الهندية"- أن مصر والهند ذات تاريخ وحضارة عريقة ساهمتا في تقدم البشرية، كما ساهم التعاون المصري الهندي في تحقيق الأمن والاستقرار الدولي، حيث أسست الدولتان حركة عدم الانحياز التي شكلت عامل توازن في النظام الدولي سواء خلال الحرب الباردة أو ما بعدها، وتبني البلدان سياسة الحياد بعيدا عن الاستقطابات الحادة التي يشهدها النظام الدولي الحالي بين القوى الكبرى، وهو ما عكسته الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقالت الصحيفة إن موقف البلدين اتسم بالحياد الإيجابي والانحياز إلى الدبلوماسية والحوار في تسوية الأزمة، وبالتالي يمثل التنسيق المصري الهندي عامل ضبط واستقرار في العلاقات الدولية ودعم السلم والأمن الدوليين.
وأضافت الصحيفة أن مواقف مصر والهند تتقارب أيضًا في ضرورة معالجة التحديات العالمية خاصة جائحة كورونا، وكذلك مواجهة التغيرات المناخية وأهمية أن تلتزم الدول الكبرى بالوفاء بتعهداتها سواء في تقليل الانبعاثات الحرارية أو مساعدة الدول النامية، خاصة الدول الإفريقية، في مواجهة التداعيات السلبية لتلك التغيرات وتمكينها من التكنولوجيا المتقدمة للتوسع في الاقتصاد الأخضر ومصادر الطاقة النظيفة.
وتابعت الصحيفة أنه على مستوى العلاقات الثنائية، فقد شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما طفرة كبيرة خاصة في السنوات الأخيرة وتجاوز حجم التبادل التجاري 7 مليارات دولار بزيادة 40% خلال العام الأخير، وهو ما يعكس الرغبة والإرادة المشتركة في تطوير العلاقات في المجالات المختلفة، خاصة في الأمن الغذائي والتكنولوجيا والصناعة والتعليم، في ظل الفرص الواعدة التي يتمتع بها اقتصاد البلدين.
ونوَّهت صحيفة (الأهرام) بأن الهند تعد خامس اقتصاد على مستوى العالم، ولديها العديد من المزايا النسبية خاصة في الصناعات التكنولوجية الدقيقة، ومصر لديها اقتصاد واعد يمتلك العديد من الفرص والاستثمارات الضخمة خاصة في المشروعات القومية الكبرى في محور التنمية في قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرهما، والتي تمثل بيئة جاذبة للاستثمارات الهندية، حيث يوجد في مصر أكثر من 450 شركة هندية باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار.
وأكدت الصحيفة أن زيارة وزير الخارجية الهندي سوبرامنيام جايشانكار ولقاءه مع الرئيس السيسي والمسئولين المصريين، وقبلها بأسبوعين زيارة وزير الدفاع الهندي لمصر، تعكس بلا شك قوة وحيوية العلاقات المصرية الهندية والتشاور والتنسيق المستمر سواء على صعيد تطوير العلاقات الثنائية أو على صعيد معالجة القضايا الإقليمية والدولية.