فلكلور الحج يرفض الاندثار.. زفة ومزمار بلدي ورايات بيضاء وتابلوهات على جدران المنازل

طقوس مصرية عريقة لتوديع واستقبال الحجاج تحمل الفرح تغمر قلوب من كتب الله لهم الحج تنعكس على استعدادات الحاج لهذه الرحلة النورانية بتجهيز ملابس الحج وإعداد الأطعمة، وتوديع الحجاج فى زفة، ورسومات للكعبة تكسى الجدران، ورايات بيضاء تعلو سيارات الحجاج.
يقول «عمر أحمد» أحد أبناء الصعيد فى حديثه من خلال أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعى، إنه رغم ظهور وسائل تكنولوجية حديثة، إلا أن أبناء الصعيد خاصة فى القرى والنجوع ما زالوا يتمسكون بالكثير من العادات فى توديع الحجاج منها فرقة المزمار البلدى والمنشدين.
وأضاف: «فى الوقت الحالى اختلفت الأمور كثيرًا، وأصبح البعض يطبع التصميمات (البانرات) والتابلوهات والصور عليه الحجاج، مع كتابة كلمات عليها على خلفية الكعبة».
أما حسين سليمان أحد أهالى سينا، فيقول إن الحج فريضة يتمنى الجميع أداءها لذلك من تأتيه هذه النعمة العظيمة يذبح الأغنام ويعد الولائم للضيوف إلى جانب اللحوم على الفقراء والمساكين.
وتعتبر الرسومات والكتابات الجدارية التى تتزين بها بيوت الحجاج تتمثل فى «طائرة وباخرة وجملًا، وصورًا أخرى للكعبة المشرفة والمسجد النبوى الشريف» وبعض الآيات القرآنية وأشهرها قوله تعالى «وأتموا الحج والعمرة لله»، وكذلك بعض التعبيرات المأثورة، منها «حج مبرور وذنب مغفور، ولبيك اللهم لبيك»، والأناشيد التى تتحدث عن الحج، من مظاهر الابتهاج بالحاج والترحيب والتهنئة بسلامة وصوله.
وذكر النحات الكبير زوسر مرزوق، أن الرسوم على الجدران موجودة فى مصر منذ الفراعنة، مؤكدًا أن الرسوم على الجدران انتشرت فى مصر، أثناء فترة عمل كسوة الكعبة، التى كانت يعقد لها احتفال كبير يسمى «يوم المحمل»، كما أن لقب حج كان ذا قيمة، وكان للرسوم على الجدران بمثابة تعبير أو إعلان عن قيام صاحب المنزل بتلك المناسك كنوع من التباهى، كما أن له جانبًا توثيقيًا لمراحل الحج المختلفة، خصوصًا أنه فى الماضى كان يعانى الحاج الأمرين لصعوبة السفر وأداء المناسك.
قال الدكتور عمار أبوبكر المدرس المساعد فى كلية الفنون الجميلة فى الأقصر إن جداريات الحج كان بدايتها عبارة عن كتابات بخط بارز تعلن عن أداء صاح البيت أو أحد أفراده لفريضة الحج ثم تطور الأمر إلى أن أصبح فنًا وظاهرة شعبية تلفت أنظار الباحثين الأجانب أمثال آن باركر وافون نيل اللذين أصدروا كتابًا وثائقيًا حول تسجيلًا للعشرات من جداريات الحج فى صعيد مصر، وأما الرايات البيضاء أحد أبرز طقوس المميزة لرحلة الحج فى مصر، توضع فوق الحافلات التى تقل الحجاج من مدنهم وقراهم إلى المطارات والموانئ عند الذهاب لأداء الفريضة، أو العكس.