أكد الشيخ عبد الحليم محمد خطيب مسجد ذو الجلال بحي المناخ ببورسعيد، أن الانتحاريين الذين يستهدفون المنشآت والأبرياء بغاة وليسوا شهداء. وقال إن بلوغ الأهداف الكبرى ونيل الغايات العظمى في هذه الحياة يستلزم تضحيات جساما، ولا شك أن التضحية بالنفس وبذل الروح أعظم ما يمكن للمرء بذله في سبيل دينه ووطنه، يقابل هذا خيرا كثيرا وثوابا عظيما، فالشهداء أرفع الناس درجة ومنزلة. وأوضح خطيب الجمعة أن الله سبحانه وتعالى ضمن للشهداء إحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم "انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة". وأشار عبد الحليم إلى أن أعظم الناس منزلة في الدنيا والآخرة بعد النبيين والصديقين هم الشهداء، قال تعالى "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا" وأخص الناس منزلة في الدنيا والآخرة هم الذين يقومون بالعمليات التفجيرية الانتحارية ويستهدفون الأبرياء والمنشآت، هؤلاء بغاة مفسدون وليسوا شهداء، وينطبق عليهم وعيد الله تعالى "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ". وفي نهاية الخطبة قال إن الشهداء يقدمون أرواحهم لسعادة البشرية، وهؤلاء يفجرون أنفسهم لإزهاق أرواح بريئة وتدمير منشآت، وأن مصر أرض الأبطال، وبالأخص محافظة بورسعيد، هذه المدينة الباسلة التي قدمت دماء أبنائها الذكية في المعارك المختلفة من أجل تراب هذا الوطن الغالي علينا جميعا.