العالم يحترق.. التغيرات المناخية تلتهم الغابات.. والنيران تجبر الآلاف على مغادرة منازلهم

يشهد العديد من دول العالم في مختلف القارات، موجة حرائق غير مسبوقة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن التغيرات المناخية، ما أسفر عن مصرع العشرات وإجلاء الآلاف من بيوتهم.
وفي أوروبا أصابت حرائق الغابات العديد من دول القارة، حيث اندلعت النيران في غابات تركيا منذ أيام مما أسفر عن سقوط قتلى، لتواجه البلاد أسوأ أزمة حرائق منذ سنوات.
وتم إجلاء آلاف الأشخاص من منازلهم منذ الأربعاء، وشاركت فرق دعم من روسيا وأوكرانيا وإيران وأذربيجان في إخماد النيران بالتعاون مع الفرق المحلية ومتطوعين.
أما اليونان فقد اندلعت الحرائق فى البداية فى منطقة الغابات بمنطقة فاريبومبى التابعة لأخارنيس بالقرب من العاصمة اليونانية أثينا، حتى باتت تهدد الوحدات السكنية بسبب انتشارها السريع، إذ بلغ عدد الحرائق المشتعلة فى جميع أنحاء اليونان أكثر من 500 حريق، مما أجبر السلطات على إخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف الأشخاص.
ومع عدم قدرة الوحدات اليونانية السيطرة على الحرائق، قامت عشرين دولة بإرسال مساعدات. تم إرسال تسع طائرات وحوالي 1000 من رجال الإطفاء و 200 مركبة إلى اليونان من فرنسا وقبرص والسويد وإسبانيا وكرواتيا وجمهورية التشيك وصربيا ورومانيا.
بدورها انتشرت العديد من حرائق الغابات فى مساحات مختلفة من إيطاليا وخاصة المناطق الجنوبية منها، مما أدى إلى إجلاء 1500 شخص، ولا تزال أعمال تبريد الأراضى مستمرة إلى الآن. وقد طلبت إيطاليا من دول الاتحاد الأوروبى إمدادها بطائرات لمكافحة الحرائق إلى جانب الطائرات التى تمتلكها.
أيضا نشب حريق فى إقليم كتالونيا شمال شرقى إسبانيا فى 26 يوليو الماضى، هو الأكبر خلال العامين الأخيرين، وقد أدى إلى تدمير 1657 هكتارًا من الأراضى، وإجلاء 168 شخصًا من الوحدات السكنية الموجودة هناك.
وفي فرنسا اندلع حريق هائل فى إقليم أود جنوبى فرنسا فى 25 يوليو الماضى، وأدى إلى إحراق 850 هكتارًا من الأراضى وإغلاق الطريق بين تولوز وناربون. كما تسبب فى إتلاف خطوط نقل الكهرباء بين فرنسا وإسبانيا والبرتغال.
وفي قارة آسيا فقد اندلعت الحرائق فى منطقة ياقوتيا الروسية منذ بداية شهر يوليو، وتمكنت السلطات من احتوائها إلا أنها، بدأت فى الانتشار مجدداً اعتباراً من الأربعاء، وأرسلت وزارة الدفاع الروسية وحدات إضافية للمنطقة للمساعدة فى إخماد الحرائق. وقد أُعلنت حالة الطوارئ فى المنطقة، بعدما التهمت النيران 1,3 مليون هكتار من الغابات.
كما نشبت الحرائق فى غابات قرية القبيات، شمال لبنان. وأدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، الأمر الذى جعل السلطات تجلى العشرات من السكان وفتحت تحقيقاً فى الحادث.
في قارة أفريقيا، لقى 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرون، فى حرائق غابات بمناطق جبلية شرقى الجزائر العاصمة.
ولا تزال فرق الإطفاء والطائرات المروحية تحاول احتواء عدة حرائق تهدد السكان فى ولاية تيزى وزو، التى تبعد نحو 100 كيلومتر عن العاصمة.
وفى تونس، اندلع حريق وصف بالكبير فى منطقة بنزرت شمالى البلاد، مما أدي إلى القضاء على مساحات كبيرة من الأشجار والنباتات الغابية.
من جهة أخرى، فقد 8 أشخاص على الأقل في أحد أسوأ حرائق الغابات التي تجتاح مناطق شمال ولاية كاليفورنيا الأميركية.
وقالت إدارة مكافحة الحرائق بالولاية إن رجال الإطفاء تمكنوا من احتواء ما يقرب من 20% من حريق ديكسي الذي التهم أكثر من 1800 كيلومتر مربع من الغابات، إضافة لتدمير مدينة تاريخية لاستخراج الذهب، في ثالث أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا.