أعلنت جماعة جهادية تطلق على نفسها اسم "كتائب أنصار الشريعة فى أرض الكنانة" أن عناصرها هم الذين اغتالوا أفراد وضباط الشرطة بمحافظة الشرقية وغيرها، متوعدة في أول بيان لها نشر على صفحتها الرسمية ونقلته معظم المواقع الجهادية العالمية "رجال الشرطة" بالذبح. وكتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة ينتمي معظم عناصرها التي تشكلت من التكفيريين والعائدين من سوريا، وكانت كامنة إلى حد ما قبل 30 يونيو، واتخذت من بعض المحافظاتكالشرقية والدقهلية ودمياط والبحيرة والإسكندرية أماكن تمركز لها، حتى سقط الإخوان، فبدأت العمل في مجموعات عنقودية لاغتيال الشرطة. وأنصار الشريعة التي تتبعها الكتائب، هي تنظيم إقليمي أسسه في مصر يتبع القيادي الجهادي أحمد عشوش الذي قال في تصريحات صحفية ل"البوابة نيوز". قال فيها: إن الإسلاميين الذين يمارسون السياسة كاذبون ومشركون سياسيًا لأنهم تعاملوا مع الديمقراطية الكافرة، والجماعة الإسلامية باعت القضية.. وأنه لن يعذر الإخوان لأنهم يتطلعون للسلطة المجردة عن الدين، كما أن الإسلاميين ركبوا السلطة ليحصلوا المكاسب، وهذه أغرب ثورة في التاريخ وضياعها كان على يد الإخوان وعاد ليؤكد أن كل من لا يحكم بالشريعة فهو كافر.. ولابد من إزاحته بأي شكل، والفكر الجهادي وحده من يقاتل، والقرضاوي لا يعبر عن المسلمين وقد تنازل عن أشياء كثيرة وكبر سنه، كما أن الإعلاميين والصحفيين يجمعون بين الجهل والخيانة، ولا صناعة لهم إلا حرب الله ورسوله. جدير بالذكر: أن عشوش سبق اتهامه في قضايا نقل السلاح والمجاهدين لسيناء بعد تدريبهم في ليبيا. ولكن علي أرض الواقع فعشوش هو من القيادات التكفيرية لانصار الشريعة في مصر وشمال أفريقيا التي تتخذ من بنغازي مركزا لها. أنصار الشريعة تحمل فكرا جهاديا يقترب من فكر القاعدة، وهي جماعة ترفض العملية الديموقراطية والانتخابات ولا تعترف بالدولة وتدعو الى اقامة الخلافة، يقودها عشوش إقليمياً، حيث توجد له أفرع بقيادة أبوعياض في تونس، وفرعين بمدينة بنغازي وسرت وأجدابيا. وكانت الجماعة فى العام 2008 ظهرت أولاً في اليمن، بعد دعوة الفقيه الجهادي أبو المنذر الشنقيطي لحمل تنظيم القاعدة لذات الاسم، ومنذ ذلك التاريخ أصبح تنظيم القاعدة بمئات الأوجه، لكن الوجه الخطير منه هو ذلك التنظيم الذي يحمل وجهاً خدمياً في مصر تحت قيادة السلفي الجهادي سيد أبو خضره، ووجه مسلح يقوده عشوش، تحت اسم "أنصار الشريعة الطليعة المقاتلة" وهو إلى حد ما متواجد أيضًا في ليبيا وتونس واليمن بشكل هو الأكبر من ناحية الضخامة وممارسة العنف. وتنظيم "أنصار الشريعة" المتطرف نظم في سبتمبر الماضي في ليبيا اجتماعا سريا مع تنظيمات "أنصار بيت المقدس" و"أنصار الشريعة" في تونس والمغرب ومصر وممثلين جزائريين عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". ومن المؤكد أن تنظيم انصار الشريعة متورط فى تهريب الرجال والسلاح إلى سيناء، وفي عدد من الهجمات على الجيش والشرطة المصرية، فمنذ ظهور هذه الجماعة انخرطت في أنشطة سرية وكانت أكثر غموضاً من الجماعات الموجودة في سيناء، ولعل تأكيدات بعض الجهات الأمنية أن كتيبة الفرقان أسسها أحمد عشوش تشير لذلك. و"أنصار الشريعة في مصر" تشبه "نسيج العنكبوت"، لكنهم يعرفون بعضهم البعض، عن طريق تلك المعسكرات التي اعترف قوادهم أنهم تلقوا تدريبات فيها فى بنى غازى وفى غزة، وفى سوريا.