* أبوكريم: أصيبنا أثناء قصف غزة وهدفنا تمثيل فلسطين في المحافل الدولية * الإعاقة لم تنه حياة أي إنسان إلا باستسلامه * فريقنا " دراجو البتر " هو الأول في فلسطين والشرق الأوسط بقدم صناعية استطاع كل منهم أن يخطو أولى خطواته إلى النجاح، لم يقفو مكتوفي الأيدي ولم يستسلموا للواقع، يقول أبوكريم "فريق دراجو البتر أثبت للاحتلال أن شباب فلسطين قادر على التحدي" حسن حسين أبوكريم - 38 عاما من غزة - كان أحد المشاركين في الفريق، تواصلت "البوابة" معه لنعرف كيف استطاعوا في ظل ظروف الحرب والحصار أن يشكل هذا الفريق رغم إعاقته، يقول أبوكريم "فريق دراجو البتر" هو مجموعة من شباب غزة الذين أصيبوا ببتر في أقدامهم جراء الحروب المتتالية على غزة من قبل الاحتلال وخصوصا حرب عام 2006 والتي عاشت فيها غزة تحت النيران يقول أبوكريم ل "البوابة" "تعرضت للإصابة في حرب 2006 نتج عنها بتر في الساق اليسرى، وقتها كنت شابا تقريبا 21 عاما، وكنت أدرس في الجامعة وقتها وأمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن فجأة ونتيجة القصف الصهيوني على غزة تغيرت حياتي تماما. يكمل أبوكريم " كان هذا بداية لمرحلة جديدة في حياتي، تعالجت في غزة ومن ثم ذهبت لمصر لأكمل مراحل علاجي، وتلقيت رعاية جيدة في مصر، وبعدها عدت إلى قطاع غزه بعد أن قاموا بتركيب طرف صناعي في قدمي اليسرى ومن هنا بدأت حياتي الجديدة. يحكي أبوكريم أنه أكمل حياته بشكل نمطي في البداية حيث أكمل دراسته وتزوج وأنجب وبدأ يفكر أن الإنسان لا يجب أن يقف عند إصابته كما ذكر لنا، لذا بدأ يفكر في ممارسة الرياضة. يقول أبوكريم "بدأت أفكر في الرياضة، ومارست لعبة الكرة الطائرة جلوس، كما شاركنا في بطولات خارجية بالمملكة العربية السعودية ومارست أيضا كرة السلة، ومنذ عامين شكلنا فريقا لكرة القدم بتر". يؤكد أبوكريم أنه وفي العام الماضي شاركوا كبعثة رسمية في أول مشاركة أوروبية لفريق كرة القدم بتر في دولة فرنسا وقاموا باللعب أمام المنتخب الفرنسي، وبسبب كورونا توقف النشاط الجماعي بشكل عام وتم فرض حظر تجوال على العالم كما تم منع أي تجمعات في فلسطين. وعن بداية فكرة تشكيل فريق دراجو البتر يقول أبوكريم "قام أحد أصدقائنا بشراء دراجة مما جعلنا نتحمس جميعا كشباب وقمنا كمجموعة أولية بتشكيل أول اتحاد دراجي البتر في فلسطين وعلى الشرق الأوسط بالكامل. ويضيف أبوكريم "بدأنا بتشكيل الفريق والعمل عليه، وهذا الجانب عزز لدينا ثقافة الاندماج بشكل عام، فهذه الرياضة مستحدثة على قطاع غزة وشكلت لنا دافعا كبيرا أننا نقود الحالة بنفسنا وإثبات أننا قادرون رغم إصابتنا". ويتابع "الرياضة تعطي دفعة معنوية كبيرة وتوصل رسالة للمجتمع أن الإعاقة لا تمنع من ممارسة الحياة، كما أن ممارستنا للرياضة هي رسالة للمجتمع أننا قادرون على الحياة والدمج ولنا وعلينا حقوق كفيلة أن المجتمع يحفظها، وإذا الإنسان ما سعى سينساه المجتمع وسيظل حبيس إصابته". وعن أهدافهم كفريق أكد أبوكريم أن هدفهم الأول كان الحصول على الاعتراف المحلي وهو ما حدث فعليا حيث اعترفت بهم اللجنة البارالمبية، ويتابع "وحاليا نحاول أن نسعى جاهدين أن ننشر الرياضة بشكل كبير حتى ينضم لنا أشخاص من أقرنائنا من ذوي البتر، وهدفنا أن نمثل فلسطين في المحافل الدولية". وتابع "للأسف لا يوجد أي جهة سواء رسمية أو أهلية أو اجتماعية تقوم برعايتهم، وتلك كانت من أشد الصعوبات التي واجهتهم حيث يقول "كل ما نفعله جهد شخصي منا فحتى الآن لا يوجد أي جهة أو مؤسسة سواء رسمية أو أهلية أو اجتماعية ترعانا. وعن رسالتهم كفريق استطاع تحدي الإعاقه والنجاح يقول "نقول لمن هم مثلنا.. أي إنسان عنده إعاقة لا يستسلم، فالإعاقة لم تنه حياة أي إنسان إلا باستسلامه، فيجب على كل من عاش هذه الظروف أن يفتح لنفسه بابا جديدا للأمل ويعيش حياة أفضل.