شهدت مفاوضات سد النهضة فشلا جديدا بسبب التعنت الإثيوبي، حيث أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر لديها سيناريوهات مختلفة لحماية الأمن المائي، موضحًا أن مصر ستتحرك إذا لحق بها أي ضرر مائي جراء سد النهضة. وكان شكري قد أكد في وقت سابق أن الجانب الإثيوبى حاول في كل موقع أن يتنصل من أي التزام أو يبدي أي مرونة، وكان واضحًا مرواغته وعدم وجود إرادة سياسية تؤدي إلى استئناف المفاوضات. وقد تحدث عدد من الخبراء للبوابة عن طبيعة فشل المفاوضات والسيناريوهات المطروحة للجانب للمصري. قال هاني رسلان، الخبير في الشأن الأفريقي إن مصر حتى هذه اللحظة حريصة على المسار التعاوني وأن يكون هناك اتفاق متوازن يحفظ حقوق ومصالح الدول الثلاثة، ولكن إثيوبيا تستمر في التعنت الشديد. وأضاف رسلان أن الكرة الأن في الملعب الإثيوبي، وفي حال مراجعة مواقفها أو عادت حساباتها فسيكون ذلك أمرا جيدا للأطراف الثلاثة. وأشار إلى أنه في حال استمرارها في تعنتها للنهاية، وهو ما يبدو حتى الآن، فإن الأزمة سوف تنتقل إلى خانة الصراع، وسيكون هناك عدم استقرار واسع في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي كما صرح الرئيس السيسي بشكل حازم، وكان هناك تعويل أن ينهض المجتمع الدولي بمسئولياته وأوضح أنه حتى الآن فإن كل من أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبى لم يضعوا الأزمة في قائمة أولوياتهم، وربما لانشغالهم الواضح في أزمات أخرى تخصهم أو لأنهم لا يمانعون في التعنت الإثيوبي. فيما قال محمد ربيع الباحث في الشأن السياسي إن ازمة سد النهضة تبقى هي القضية المحورية التي تشغل المواطن المصري والحكومة المصرية، ومن هنا فالدولة المصرية بذلت جهود كثيرة من اجل حل الازمة عبر القنوات الدبلوماسية فعلى مدى عقد من الزمان تجري مصر والسودان مفاوضات مع الجانب الإثيوبي حول شروط الملاء والسلامة الانشائية للسد النهضة. وأضاف ربيع أنه حينما يقترب الحل السياسي من خلال اتفاق تتهرب إثيوبيا من التوقيع على اي اتفاقية بهدف المماطلة وعدم الالتزام مع مصر والسودان باي اتفاق إضافة إلى هدف إثيوبيا من ان يصبح السد امر واقع يمكن استخدامه كورقة ضغط على مصر في عدد من القضايا الدولية أو حتى تحيد الموقف المصري اتجاه عدد من القضايا الاقليمية والدولية. وقال إن كل الخيارات اصبحت متاحة الآن امام مصر وهو الامر الذي أكد علية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بان كل الخيارات متاحة ومن وجه نظري ان هذه الكلمات التي عبر عنه الرئيس يعي الجانب الإثيوبي خطورتها الآن ويدرك ان قرار المفاوضات أو الحرب سوف يكون بناء على موقف الجانب الإثيوبي فمصر لديها القدرة الكافية على فعل ما تريد ولكن في اعتقادي سوف تستمر مصر في التصعيد الدبلوماسي والقانوني في ملف سد النهضة وبعيدا عن الخيار العسكري فلجوء مصر لمجلس الامن ومن ثم التصعيد الازمة دوليا يؤكد حسن النية المصرية في التعامل مع سد النهضة الا ان خير الحرب سوف يظل مطروح في حال تضرر مصر من السد الإثيوبي خاصة وان نوايا إثيوبيا باتت واضحة للعلان بانها لا ترغب في ان يتم التوصل إلى اي اتفاق بشان سد النهضة حتى اخر لحظه فالنظام الإثيوبي يحاول ان يظهر امام شعبة وكانه البطل الذي حقق إنجازات للشعب ولكن هذه المماطلة سوف تسبب له المزيد من الخسارة الشعبية في إثيوبيا خاصة وانه الشعب المصري والإثيوبي بينه علاقات تاريخية لا يمكن اغفالها قد تسبب احراج الحكومة الإثيوبية ولذلك فمن المتوقع ان يتوصل الطرفيين لاتفاق بشان سد النهضة وعملية التخزين. كل الخيارات مطروحة فيما قال أنس القصاص، الباحث في قضايا الصراع الدولي والمستشار السابق بالأمم المتحدة، إن إثيوبيا لم تترك لمصر الأم الخيارات سوى الدفاع عن حقها مياه نهر النيل بأي وسيلة ستكون ويبدو أنهم لن يتراجعوا عن موقفهم. وأضاف القصاص في تصريحات للبوابة أن ابي أحمد يريد استغلال ما يحدث لصالحه ويستغل ما يحدث سياسيا في ظل ما يحدث في الداخل الإثيوبي وأشار إلى أنه لا يوجد الأن أي شيء أخر سيحدث، وسيكون هناك بعض الإنذارات العسكرية من الجانب المصري للإثيوبي، خاصة وأن الجانب الإثيوبي بدأ في إجراءات الملئ الثاني.