الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
بث مباشرشاهد الشوط الأول مباراة النصر والفتح في دوري روشن السعودي 2025-2026... كل التفاصيل والقنوات الناقلة
«الوطنية للانتخابات»: إطلاق تطبيق إلكتروني يُتيح للناخب معرفة كثافة التواجد قبل الذهاب للتصويت
من رؤيا إلى واقع.. حكاية بناء كنيسة العذراء بالزيتون
هبوط عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت بالصاغة بعد الانخفاض الجديد
إزالة 10 مخالفات بناء على أملاك الدولة والأراضي الزراعية في الأقصر
وزارة المالية: بدء صرف مرتبات أكتوبر 2025 في هذا الموعد
حركة فتح: حماس تفكر في حكم غزة.. وتتراجع عن نزع سلاحها
زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب مقاطعة سوريجاو دل سور الفلبينية
«تعليم الإسكندرية»: طوارئ استعدادًا لامتحانات شهر أكتوبر.. ومراجعة أنصبة الحصص لمعلمي الأجر
نادية فكرى بعد الفوز بذهبيتى الرواد فى بطولة العالم للأثقال الباراليمبى: وجعوا قلبى وكسروا فرحتى وأفكر فى الاعتزال
لتجميعها دون تصريح.. ضبط 1854 لتر سولار داخل محطة تموين سيارات بالشرقية
تأجيل محاكمة 89 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية لجلسة 23 ديسمبر
هل نستقبل شتاءً باردًا لم نشهده منذ 20 عامًا؟ الأرصاد تُجيب وتكشف حالة الطقس
صناع «father mother sister brother» يحتفلون بعرض الفيلم في مهرجان الجونة (صور)
منة شلبي في أول ظهور بعد تكريمها بالجونة على شاشة النهار مع لميس الحديدي الليلة
3 وزراء ومحافظ القاهرة يشاركون في حفل الاتحاد المصري للغرف السياحية لتكريم الدكتور خالد العناني
بعد جدل «السيد البدوي».. الإفتاء تبين حكم الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين
الرماية المصرية تتألق فى أثينا.. أحمد توحيد وماجي عشماوي رابع العالم
قصور الثقافة تفتتح أول متجر دائم لمنتجات الحرف التراثية في أسوان
مي الصايغ: اعتراض أول شاحنة مساعدات كبّد الهلال الأحمر المصري خسائر كبيرة
عمر محمد رياض يفجر مفاجأة بشأن مسلسل لن أعيش في جلباب أبي
الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على طفلين في الخليل
«الصحة» تبحث التعاون مع وفد عراقي في مجالات تنمية الأسرة والصحة السكانية
يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة آرسنال × فولهام Twitter بث مباشر دون "تشفير أو فلوس" | الدوري الإنجليزي الممتاز 2025-26
الصحة تختتم البرنامج التدريبي لإدارة المستشفيات والتميز التشغيلي بالتعاون مع هيئة فولبرايت
قرار بالسماح ل 42 بالتجنس بالجنسية الأجنبية مع احتفاظهم بالجنسية المصرية
الدفاع الروسية: السيطرة على بلدة بليشييفكا بدونيتسك والقضاء على 1565 جنديًا أوكرانيًا
محافظ الشرقية يثمن جهود الفرق الطبية المشاركة بمبادرة "رعاية بلا حدود"
بدء تقديم خدمات كهرباء القلب والكي الكهربائي بمستشفيي بنها ودمنهور التعليميين
موعد مباراة الأخدود ضد الحزم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة
رامي ربيعة يقود العين ضد بني ياس في الدوري الإماراتي
قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6630 قضية متنوعة خلال 24 ساعة
أحمد مراد: نجيب محفوظ ربّاني أدبيًا منذ الصغر.. فيديو
غادة عادل عن ماجد الكدواني: فنان حقيقي وعميق وحساس وبيحب شغله جدًا
طريقة عمل الفطير الشامي في البيت بخطوات بسيطة.. دلّعي أولادك بطعم حكاية
ضبط لحوم غير صالحة وتحرير 300 محضر تمويني خلال حملات مكثفة بأسيوط
عرض المتهم بقتل زميله تلميذ الإسماعيلية وتقطيعه بمنشار على الطب الشرعى
موقف الدوسري من اللحاق بمباراة الهلال والسد القطري
ما هو حكم دفع الزكاة لدار الأيتام من أجل كفالة طفل؟.. دار الإفتاء توضح
رئيس جامعة القاهرة: مصر تمضي نحو تحقيق انتصارات جديدة في ميادين العلم والتكنولوجيا
مرشح وحيد للمنصب.. «الشيوخ» يبدأ انتخاب رئيسه الجديد
الدويري: خروج مروان البرغوثي سيوحد حركة فتح ويمنح الموقف الفلسطيني زخمًا
الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيه بي موللر ميرسك» العالمية
شخص يحاول سرقة محل ذهب في عز النهار بقنا والأهالي تضبطه
قريبًا.. الحكومة تعلن موعد بدء التوقيت الشتوي في مصر
منافس بيراميدز المحتمل.. المشي حافيا وهواية الدراجات ترسم ملامح شخصية لويس إنريكي
مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية يوافق على إنشاء 3 كليات جديدة
عبير الشرقاوي ترد على تجاهل ذكر والدها: نقابة المهن خسرت كتير
البنك الأهلي ضيفا ثقيلا على الجونة بالدوري
100 مُغامر من 15 دولة يحلقون بمظلاتهم الجوية فوق معابد الأقصر
مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا
زراعة 8000 شتلة على هامش مهرجان النباتات الطبية والعطرية في بني سويف
رئيس وزراء مالطا يشيد بدور مصر في وقف حرب غزة خلال لقائه السفيرة شيماء بدوي
سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025
رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال بشأن قمة ترامب وبوتين يثير جدلًا واسعًا
هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب
زيادة الشيدر 65 جنيها والفلمنك 55، آخر تطورات أسعار الجبن في ثاني أيام ارتفاع الوقود
حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
عظة المطران أنطوان فارس في قداس توليه رئاسة أبرشية أنطلياس
ريم مختار
نشر في
البوابة
يوم 11 - 04 - 2021
بحضور البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعيّ بطريركِ أنطاكيا وسائرِ المَشرقِ قال المطرانِ أنطوان عوكر فارس في عظته اليوم بمناسبة توليه رئاسة الإبرشية: "أصحاب السادة المطارنة السامي احترامهم قدس الرؤساء العامّين، والرئيسات العامّات / الآباءَ الأفاضلَ / الإِخوةَ والأخواتِ / الرِّهبانَ والرَّاهباتِ / أصحابَ المقاماتِ / القادةَ العسكريّين في الجيشِ اللبنانيِّ وقوى الأمن الدَّاخليِّ / الفعاليّاتِ السّياسيّةَ والحزبيّةَ والاجتماعيّةَ والإداريّةَ / الأحبّاءَ المباركين جميعًا".
تأتي هذه التوليةُ في زمنِ القيامةِ، زمنِ إعلانِ غلبةِ اللهِ وانتصارِه على الموتِ، زمنِ غلبةِ النُّورِ وانتصارِه على الظُّلمةِ. ويأتي اختياري أُسقفًا لأبرشيّةِ أنطلياسَ المارونيّةِ مِن قِبَلِ مجمعِ الأساقفةِ الموارنةِ في السَّنةِ الَّتي كرّسَتْها الكنيسةُ للقدِّيسِ يوسفَ البَتولِ، وقد قالَ عنْهُ البابا فرنسيس، في رسالتِه لمناسبةِ اليومِ العالميِّ الثَّامنِ والخمسينَ للصَّلاةِ من أجلِ الدَّعواتِ، ما استوقفَني وأَوَدُّ مُشاركتَكُم إيَّاه، لأنَّه كانَ لي جوابًا وحافِزًا. يقولُ البابا فرنسيس عن مار يوسفَ: "لم يكُنْ في القدّيسِ يوسفَ شيءٌ يدهِشُ، ولا كانَ موهوبًا بمواهبَ خاصّةٍ، ولم يَرَ فيه كلُّ منِ التقاهُ شيئًا يميِّزُه. لم يكنْ مشهورًا ولم يكنْ فيهِ شيءٌ يَلفِتُ الانتباهَ. والأناجيلُ لا تُورِدُ حتَّى ولا كلمةً واحدةً عنْهُ. ومعَ ذلك فَقَد حقّقَ، في حياتِه العاديّةِ، شيئًا غيرَ عاديٍّ في عينَيْ اللهِ... رأى اللهُ في القدّيسِ يوسفَ قلبَ الأبِ، الَّذي يقدِرُ أنْ يعطيَ ويُوَلِّدَ الحياةَ في الظُّروفِ اليوميّةِ العاديّةِ". في سنةِ القدّيسِ يوسفَ، شفيعِ الكرسيِّ الأسقفيِّ في أبرشيّتِنا الحبيبةِ، أُعاهِدُكم إخوتي أبناءَ الأبرشيّةِ أنْ أسعى لأكونَ على مثالِه في الأُبوّةِ، وفي العملِ الصَّامتِ بعيدًا عنِ الضَّوضاءِ، وفي حراسةِ الكنيسةِ والعنايةِ بأبنائِها، عساني أكونُ أمينًا لما دعاني إليه الربُّ، وصدى كلمتِه للقدِّيسِ يوسفَ "لا تخفْ" سيبقى الحافزَ الأوّلَ لأقومَ بخدمتي حتَّى النَّفَسِ الأخيرِ.
تأتي هَذه التّوليةُ، في ظروفٍ حالكةٍ وصعبةٍ جدًّا نَعيشُها في وطنِنا والعالمِ، لتُؤَكّدَ أنّ الحياةَ أقوى منَ الموتِ، وأنَّ الكنيسةَ ثابتةٌ في رسالتِها رُغْمَ كُلِّ الصُّعوباتِ والتَّحدّياتِ، فبَعْدَ ظُلمةِ القبرِ سَيسْطَعُ نورُ القيامةِ لا مَحالَ.
وأضاف قائلا معًا نسيرُ لنكونَ واحدًا" هو شِعارُ خدمتي الأسقفيّةِ. فالحياةُ معَ المسيحِ هي مسيرةُ سَفَرٍ دائمٍ بمَعِيّتِه هوَ، الرَّاعي الأوحدِ، الَّذي يقودُ خُطانا دومًا نحوَ بيتِ الآبِ ويُرشِدُنا لنُتَمّمَ مشيئتَهُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. نسيرُ معًا، كالجماعةِ المسيحيّةِ الأولى، متمِّمينَ رغبةَ المسيحِ الّتي عَبّرَ عنها في صلاتِه الكهنوتيّةِ لأبيهِ السّماويِّ: "ليكونوا واحدًا كما نحنُ واحدٌ" (يو 17: 21). وما رَغبتي لأبرشيتِنا الحبيبةِ، إلّا أنْ تَتحقّقَ فِيها رغبةُ المسيحِ، فَنُصبِحَ واحدًا على مثالِ أبناءِ الكنيسةِ الأولى. وقد أخبرَنا عنْهُم سِفرُ أعمالِ الرُّسُلِ قالَ: "وكَانَ المُؤْمِنُونَ كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيءٍ، فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى الجَمِيعِ، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم. وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُلازِمُونَ الهَيْكَلَ بِنَفْسٍ وَاحِدَة، ويَكْسِرُونَ الخُبْزَ في كُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِم، ويَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وسَلامَةِ قَلْب" (رسل 2: 44 – 46). نعم، لقَد كانوا عائلةً واحدةً، غيرَ منقسمةٍ، عائلةً تسودُها المحبّةُ، عائلةً ألقويُّ فيها يحمي الضَّعيفَ، والغنيُّ يُطْعِمُ الفقيرَ، والكبيرُ يخدمُ الصغيرَ.
وأشار قائلا أُصلّي اليومَ لنكونَ معًا كهنةً وعلمانيينَ، رهبانًا وراهباتٍ، كبارًا وصغارًا، شيوخًا وشبيبةً، في خدمةِ الأبرشيّةِ، في خدمةِ بعضِنا البعضِ. أصلّي لنكونَ واحدًا كما يسوعُ والآبُ واحدٌ حتّى يُؤمِنَ العالمُ. نعم، سنشهدُ للمسيحِ بوِحْدَتِنا وبمشروعِنا الواحدِ وهو بناءُ ملكوتِ اللهِ على أرضِ أبرشيّتِنا الحبيبةِ، أبرشيّةِ انطلياسَ المارونيّةِ. غَايَتُنا هي أنْ نكونَ أُمناءَ دومًا لوصيّةِ يسوعَ لتلاميذِه: "أَحِبُّوا بَعْضُكم بعضًا كما أنا أحببْتُكم" (يو 13: 34). ولن نكونَ واحدًا إلّا إذا كُنَّا أُمناءَ لوصيّةِ المسيحِ هذه. وأنا أتعهَّدُ أمامَكُم بأنّني سأسعى، كأُسقفٍ على الأبرشيّةِ، لعيشِ هذهِ الوصيّةِ، نابذًا كلَّ انقسامٍ وبُغْضٍ أو بحثٍ عن مكسبٍ شخصيٍّ.
إخوتي كهنةَ أبرشيّةِ انطلياس المارونيّةِ الأحبّاءَ، أنتُم همِّيَ الأولُ، أنا بينَكم ومعَكم كالخادمِ. سنسعى لنكونَ أُمناءَ لدعوتِنا الكهنوتيّةِ ولحبِّنا الأولِ مُستَذكِرينَ دومًا صَرخةَ بولُسَ الرَّسولِ: "حياتي هي المسيحُ". سنسعى لنحقّقَ معًا مَنْطِقَ المسيحِ الَّذي يظهَرُ بوضوحٍ في الآيةِ الانجيليّةِ الَّتي ستُرافِقُني طيلةَ خدمتي الأسقفيّةِ: "إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَةِ، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَ وَاحِدَةً. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" (يو 12: 24).
إخوتي الكهنةَ الأحبَّاءَ، تعالَوا لنَسيرَ معًا ونعيشَ معًا هذا الموتَ عنِ الذَّاتِ منْ أجلِ من نُحِبُّ، أبناءَ رعايانا المؤتمَنين على خدمتِهم. فالموتُ عنِ الذَّاتِ هو الشَّرطُ الأساسيُّ لإتّباعِ يسوعَ "مَنْ أَرادَ أَنْ يَتْبَعَنِي، فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ، وَيَحْمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ وَيَتْبَعْنِي؛ لأَنَّ مَنْ أَرادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، وَمَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلي فَهْوَ يُخَلِّصُهَا" (لو 9: 24). هذا الموتُ عنِ الذاتِ ليسَ مجّردَ خيارٍ بل هو من جوهرِ خدمتِنا الكهنوتيّةِ. ولا أحدَ يمكِنُه أنْ يأتيَ إلى المسيحِ ما لم يَكُنْ مُستَعِدًّا لصَلبِ إنسانِه القديمِ حتى يقومَ خليقةً جديدةً معَ القائمِ من الموتِ. إخوتي الكهنةَ، تعالَوا لنسيرَ معًا، ونعيشَ كالرُسلِ في صُحبةِ المسيحِ، مُصغينَ إلى صوتِه وصوتِه وحدَه، نَغتَذي من كلمتِه كلمةِ الحياةِ، تعالَوا لنسيرَ معًا ونكونَ أُمناءَ في اختيارِنا النَّصيبَ الأفضلَ فلا نَهتَمَّ بأمورٍ كثيرةٍ ونضطَرِبَ ناسينَ "الحاضرَ" الدّائمَ معَنا في سرِّ القربانِ، هاملينَ صلاتَنا وجِهادَنا الرُّوحيَّ اليوميَّ. أدعو نفسيَ اليومَ وأدعوكُم، تعالَوا نُنَمِّ ونُغَذِّ العلاقةَ معَ شعبِنا. تعالَوا نُحارِبُ الانعزالَ عن شعبِنا فلا نَنغلِقَ في مجموعاتٍ مُغلَقَةٍ ونُخبَويّةٍ. فهذا في النِّهايةِ يخنُقُ الرُّوحَ ويُسَمِّمُه. الكاهنُ الشُّجاعُ هو كاهنٌ "في انطلاقٍ". و"الانطلاقُ" يقودُنا إلى السيرِ "في طليعةِ الشَّعبِ أحيانًا، وأحيانًا في الوسطِ وأحيانًا في الخلفِ: في الطليعةِ، كي نقودَ الجماعةَ؛ وفي الوسَطِ كي نُشَجِّعَها ونَدعَمَها؛ وفي الخَلفِ لكي نُحافِظَ على وِحدَتِها ولا يبقى أيُّ شخصٍ متخلّفًا عن الجماعةِ. ويسوعُ نفسُه هو المثالُ لهذا الخيارِ التبشيريِّ الذي يُدخلُنا في قلبِ الشّعبِ. إنَّ تقدمةَ يسوعَ على الصّليبِ، لَيسَتْ سوى ذُروةِ هذا الأسلوبِ التَّبشيريِّ الذي ميّزَ حياتَه بأسرِها.
أيُّها الطلابُ الإكليريكيون الأعزاءُ، أَوَدُّ أن أُعبّرَ لكُم عن مدى تفكيري بِكُم، بخاصَةٍ في هذه الأوقاتِ الصَّعبةِ التي نعيشُها، وعن مدى قربي مِنكُم بالصَّلاةِ. أُصلّي من أجلِكم كي تُزَكُّوا مَوهِبَةَ اللهِ الَّتي فِيكُم، فَتُهَيّئوا نفوسَكُم وقُلوبَكُم لِهبَةِ الكَهَنوتِ بروحانيّةٍ عميقةٍ تُعطيكُم فرحَ الخدمةِ وديناميّتَها، ولِتُصبِحَ حياتُكم نشيدَ تمجيدٍ وتسبيحٍ للثّالوثِ القدّوسِ. أسأَلُكُم أن تُصلُّوا من أجلي أيضًا لكي أتمكَّنَ من تأديةِ خدمتي ما دامَ اللهُ يريدُ ذلك.
أخوتي الرّهبانَ وأخواتي الرَّاهباتِ وكلَّ المكرّسينَ العاملينَ في الأبرشيّةِ، أسألُكم أنْ تكونُوا لنا دومًا علامةً نبويّةً في عيشِ روحِ التّجرّدِ والفقرِ والطّاعةِ والعفّةِ. أنظُرُ اليكُم في تكرُّسِكُم لأتذَكّرَ، وإخوتي الكهنةَ، أنَّ مباهِجَ هذه الدُّنيا والغَرقَ في الأمورِ الدُّنيويّةِ قادرةً أنْ تُبعِدَنا عن رسالتِنا. أصلّي من أجلِكم لكي تكونوا لنا المثالَ والقدوةَ وأدعوكم اليومَ لنسيرَ معًا في أبرشيتِنا طالبينَ ملكوتَ اللهِ أولًا لأنَّ الباقي سيُعطى لنا ويُزادُ.
إخوتي وأخواتي أبناءَ الأبرشيّةِ، تستحضرُني كلماتُ القدّيسِ أوغسطينس: "إذا روَّعني ما أنا لكُم، يُعزّيني ما أنا معَكُم. أنا لكم الأسقفُ، ومعَكُم أنا مسيحيٌّ. ذاك اسمُ المَهمّةِ وهذا اسمُ النِّعمةِ. فذاك للهلاكِ وهذا للخلاصِ". نعيشُ ظروفًا صعبةً جدًّا، فلننظُرْ معًا إلى صليبِ المسيحِ نستمدَّ منْه قوّةَ الحياةِ والصُّمودِ. وعدي لكم أنْ أكونَ بينَكم كالوكيلِ الأمينِ الذي يَسْهَرُ على حاجاتِكم الرُّوحيّةِ والزَّمنيّةِ ليُعطِيَكُم الطَّعامَ في حينِه.
أبنائي وبناتي شبيبةَ الأبرشيّةِ الاحبّاءَ، لقد مشيْنا معًا مُذْ كُلِّفتُ بخدمتِكم كنائبٍ أسقفيٍ للتَّعليمِ والرِّسالةِ. وقد اختبرْتُ غيرَتكُم على الكنيسةِ بشكلٍ ملموسٍ وأنا مؤمنٌ بقوّةِ طاقتِكم على صُنعِ التَّجديدِ. في هذا الزمنِ، زمنِ الظُلمِ والفسادِ، زمنِ الجوعِ والفقرِ، واللاعدالةِ، تعالَوا لنسيرَ معًا مُعلِنينَ الحقَّ في وجهِ الضَّلالِ، تعالَوا لنسيرَ معًا لنكونَ النُّورَ وسَطَ الظُّلمةِ، تعالَوا لنسيرَ معًا لنكونَ العَضَدَ واليدَ الممدودةَ لكلِّ مُعوَزٍ ومحتاجٍ. لا يمكنُنا، نحنُ الكنيسةُ، أنّ نقفَ متفرِّجينَ على إخوتِنا الصِّغارِ الأكثَرِ حاجةً، لقد أعطانا الرَّبُّ وزْناتٍ كثيرةً لنتاجرَ بها وسَيُحاسِبُنا إذا ما طَمرْناها واستَسلَمْنا للخوفِ والكَسَلِ. لذا علينا نحنُ الكنيسةُ (أسقفًا، كهنةً، رهبانًا وراهباتٍ، ومؤمنين) أن نتجنَّدَ في العملِ الإجتماعيِّ لنَشْهدَ لمحبّةِ يسوعَ ولعنايتِه وحضورِه وسَطَ عالمِنا المتألّمِ والمقهورِ والجائعِ. تعالَوا نَسِرْ معًا لنكونَ علامةَ الرَّجاءِ والحياةِ في زمنِ القلقِ والموتِ.
إخوتي وأخواتي أبناءَ الأبرشيّةِ، أصحابَ المقاماتِ المنخرطينَ في العملِ السياسيِّ والشَّأنِ العامِّ، بمحبةٍ أتوجّهُ إليكُم مُستعِينًا بكلماتِ المكرّمِ البطريركِ الحويّك من كِتابه "محبّةُ الوطنِ" حينَ قالَ: "أنتُم أيّها المسلّطون، أنتم يا أولياءَ الأمورِ، أنتم يا قضاةَ الأرضِ، أنتم يا نوّابَ الشعبِ الذين تعيشونَ على حسابِ الشعبِ الذي يُقدِّمُ لكم النَّفقاتِ والمُرتَّباتِ، ويمُتِّعُ أشخاصَكُم المُكرّمةَ بامتيازاتٍ خاصةٍ وألقابِ شرفٍ، أنتم مُلزَمون بالتزامٍ، بصفتِكمِ الرّسميَّةِ من قِبَلِ مَهمَّتِكُم، أن تَسعَوا وراءَ المصلحةِ العّامةِ. وقتُكُم ليسَ لكُم، شُغلُكُم ليسَ لكُم، بل للدولةِ وللوطنِ الذي تمثّلونَه... فلا يمُكنُكم أن تُضَحُّوا بمصالحِه دونَ أن تُهينوا الحقَ وتخرُقوا بنوعٍ فادحٍ ما يقضي به عليكم واجبُ الأمانةِ". صحيحٌ ما يقولُه لنا البابا القدّيسُ يوحنَّا بولسُ الثَّاني في الإرشادِ الرَّسوليِّ "رجاءٌ جديدٌ للبنانَ" في العدد 112: "ليسَ للكنيسةِ أن تلتزِمَ مُباشَرةً الحياةَ السياسيّةَ.... بيدَ أنَّ من واجبِها أن تُذكّرَ بلا مللٍ بالمبادئِ التي وحدَها تستطيعُ أن تُؤَمّنَ حياةً اجتماعيةً متناسِقةً تحتَ نظرِ اللهِ.... فلا يمُكنُ إذًا أنْ يكونَ للمسيحيّينَ حياتانِ متوازيتانِ: احداهُما، الحياةُ المسمّاةُ روحيّةً، والأُخرى التي يقالُ لها علمانيّةً والتي لها قيمٌ مختلفةٌ عن الأولى أو مضادةٌ لها." لذلك أرى أنّ من واجبي كراعٍ لأبرشيّةِ أنطلياسَ المارونيّةِ وكأسقُفٍ في الكنيسةِ الجامعةِ، أنْ أكونَ دومًا، ذاك الصّوتَ الصّارخَ والمذكِّرَ بالقيمِ الإنجيليّةِ والعدالةِ الاجتماعيّةِ الَّتي على أساسِها تُبنى المجتمعاتُ والأوطانُ. تعالَوا نسِرْ معًا مستلهمينَ روحَ السُّلطةِ الحقّةِ منَ الرَّبِّ يسوعَ الذيّ أوصى تلاميذَه قائلًا: "تَعلَمونَ أنَّ رؤساءَ
الأممِ
يسودونَها وأنَّ عُظماءَها يتسلَّطونَ عَليها، فلا يكُنْ هذا فيكُم. بل من أرادَ أن يكونَ الأوّلَ فيكُم، فَليكُنْ لكُم عبدًا. هكذا ابنُ الانسانِ جاءَ لا ليَخدِمَه النّاسُ، بل ليخدِمَهُم ويَفدي بحياتِه كثيرًا منهُم" (متى 20: 25-28).
آنَ أوانُ بناءِ السِّياساتِ العامّةِ المعنيّةِ بحمايةِ كرامَةِ الانسانِ وصَونِ سلامِ المجتَمَعِ ورَفَاهِيَّتِه بَدَلَ التَّمترُسِ في مربّعاتِ السِّياسَةِ الضَيِّقَة. آنَ أَوانُ بناءِ الخَيرِ العامّ في الشأنِ العامّ. آنَ أوانُ بناءِ الدّولَةِ بَدَلَ تأبيدِ مَواقِعَ في السُّلطة. آنَ أوانُ استِعادَةِ الأخلاقِ إلى السّياسَةِ وَفَضائِهَا الوَطَنِيِّ بالمُواطَنَة المُلتَزِمَةِ الدُّستورَ والقانون. آنَ أوانُ العدالَةِ والسِّيادَةِ والتَّضامُنِ في الحقّ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
بطريرك الموارنة اللبناني يترأس صلاة جنازة المطران يوسف بشارة
«كُنّا أمواتًا بزلاّتِنا.. أحيانا وأقامنا بالمسيح» (أفسس 5:2-6)
ننشر عظة الأنبا إبراهيم بطريرك الكاثوليك في قداس السيامة الأُسقفية للأنبا باخوم
عظة بطريرك الكنيسة المارونية في أحد القيامة بلبنان
مار بشارة الراعي يهنئ البطاركة بعيد الفصح
أبلغ عن إشهار غير لائق