يستعد الملايين من الأشخاص حول العالم للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة بشكل لا مثيل له، حيث فرض عمليات الإغلاق والقيود وحظر التجول في عشرات البلدان في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا قبل بدء تفعيل حملات التطعيم ضد كوفيد-19، بحسب ما ذكرت صحف بريطانية اليوم الخميس. في المملكة المتحدة، التي أبلغت عن 981 حالة وفاة أمس الأربعاء في ظل ظهور سلالة جديدة من الفيروس، تم تحذير الأشخاص الذين يخططون للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة من أنه يجب عليهم الاحتفال في المنزل، وذلك بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية فرض قيود شديدة للتعامل مع انتشار الفيروس. وقال البروفيسور ستيفن بويس، مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، إن البقاء في المنزل والامتثال ل"قواعد كورونا" من شأنه أن يقلل انتشار العدوى ويخفف الضغط على المستشفيات. بينما أعلنت فرنسا أنها ستنشر 100000 من رجال الشرطة لتضييق الخناق على الحفلات والتجمعات المرتبطة باحتفالات رأس السنة. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، أن ضباط الشرطة سيطبقون بصرامة حظر التجول في البلاد من الساعة 8 مساءً حتى 6 صباحًا بالتوقيت المحلي كجزء مما وصفه ب"مكافحة التجمعات العامة غير المصرح بها". وفي ألمانيا، التي تخضع للإغلاق الجزئي، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في خطابها الأخير، أن عام 2020 يعد أصعب فترة في قيادتها للبلاد التي استمرت 15 عامًا، لكن بدء التطعيمات ضد الفيروس جعل عام 2021 عامًا مليئًا بالأمل. بينما في الولاياتالمتحدة، حيث يحتفل المواطنين كل عام في "تايمز سكوير" برأس السنة، أعلنت سلطات مدينة نيويورك أن "تايمز سكوير" لن يكون مفتوح للجمهور، كما قالت السلطات أنه يمكن للمواطنين مشاهدة الاحتفالات عبر الإنترنت أو التلفزيون بدلا من حضور الاحتفالات. وفي المدن الكبرى في تايوان قلصت السلطات من فعاليات ليلة رأس السنة الجديدة وطلبت من المواطنين مشاهدة الألعاب النارية وغيرها من الاحتفالات في المنزل. وفي سيدني، أكبر مدن أستراليا، حيث يتزايد تفشي فيروس كورونا يوميًا، طُلبت السلطات من المواطنين البقاء في المنزل ومشاهدة الاحتفالات عبر التلفزيون. كما تم فرض قيود على ولاية فيكتوريا الجنوبية. أما في نيوزيلندا، التي تمكنت من القضاء على فيروس كورونا بعد إغلاق صارم لمدة سبعة أسابيع، أبقت السلطات على خطط الاحتفال بليلة رأس السنة المعتادة. بينما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن المواطنين في إيرلندا يجب عليهم التوقف عن التواصل الاجتماعي في منازل بعضهم البعض لعدة أسابيع في ظل قيود جديدة أعلنتها الحكومة الأيرلندية أمس الأربعاء. واتخذ مجلس الوزراء الأيرلندي ذلك الإجراءً في جلسة طارئة بعد أن حذر مسئولون الصحة العامة في البلاد من أن معدل الإصابة بكوفيد-19 ينمو بشكل أسرع بكثير مما كان عليه خلال الموجتين الأولى والثانية من المرض في البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الإجراءات تهدف على الفور إلى الحد من حفلات ليلة رأس السنة الجديدة بسبب الخوف من ارتفاع وتيرة انتشار الفيروس. وستستمر تلك الإجراءات حتى شهر فبراير، حيث من المنتظر إطلاق برنامج التطعيم ضد الوباء على المستوى الوطني. وقررت الحكومة الأيرلندية تأجيل إعادة فتح المدارس لمدة أسبوع حتى 11 يناير، وتمديد حظر الرحلات الجوية والعبارات من بريطانيا حتى 6 يناير على الأقل.