قال مسؤولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة كثفت حملتها ضد شبكة حقاني المرتبطة بطالبان في محاولة لتوجيه ضربة دائمة للمتشددين في افغانستان قبل رحيل القوات المقاتلة الاجنبية من البلاد هذا العام. ويكتسب هذا المسعى إلحاحا اضافيا مع اقتراب موعد انهاء المهمة القتالية لحلف شمال الأطلسي في افغانستان في ديسمبر كانون الاول ومع استمرار تساؤلات بشأن هل ستتخذ باكستان اجراءات ضد جماعة يعتقد بعض المسؤولين الامريكيين انها تحظى بدعم في الخفاء من المخابرات الباكستانية. ووفقا لمسؤولين على دراية بالأمر أنشأت ادارة اوباما وحدة خاصة جديدة مقرها كابول لتنسيق الجهود ضد الجماعة المتشددة. وانشئت الوحدة اواخر العام الماضي في اطار استراتيجية جديدة تشمل وكالات حكومية متعددة. وقال المسؤولون إن الوحدة التي يقودها ضابط برتبة كولونيل تضم قوات خاصة وقوات تقليدية وأفرادا من المخابرات وبعض المدنيين لتحسين استهداف اعضاء حقاني وتكثيف التركيز على الجماعة. ولم يتضح على الفور هل تكثيف الحملة على شبكة حقاني أدى الي زيادة في الهجمات على الجماعة من جانب القوات الامريكية ووكالة المخابرات المركزية (سي آي ايه) التي تستهدف المناطق القبلية في باكستان بضربات الطائرات بدون طيار. ولم يتضح حتى الآن حجم الضرر الذي يمكن للولايات المتحدة ان تحدثه بشبكة حقاني التي أثبتت قدرتها على الصمود وتستخدم المناطق القبلية في باكستان كملاذ. وأعلن البيت الابيض يوم الثلاثاء أن الرئيس باراك اوباما أمر وزارة الدفاع (البنتاجون) بالاستعداد لانسحاب كامل محتمل للقوات من افغانستان في أعقاب رفض الرئيس الافغاني حامد كرزاي توقيع اتفاقية أمنية ثنائية. وقال الميجر جنرال ستيفن تاونسند الذي يقود القوات الامريكية وقوات حلف الاطلسي في شرق افغانستان "إلي ان يفعل الباكستانيون شيئا ما بشأن الملاذات الآمنة فان ذلك يبقى مشكلة. المتشددون يمكنهم التجنيد والتدريب والتجهيز والاعداد لشن هجمات في باكستان." وكان تاونسند يتحدث عن مجمل المتشددين الذين يتسللون عبر الحدود مع باكستان وليس فقط عن أعضاء شبكة حقاني. وشن الجيش الباكستاني يوم الثلاثاء هجمات جوية جديدة على مخابيء المتشددين في اقليم وزيرستان الشمالية وقتل 30 شخصا على الاقل. وتقصف مقاتلات باكستانية أهدافا في المنطقة منذ فشل جهود لاشراك طالبان الباكستانية في محادثات السلام هذا الشهر. وقاتلت جماعة حقاني التي أسسها زعيم المجاهدين جلال الدين حقاني الاحتلال السوفيتي لافغانستان في عقد الثمانينات بدرجات متفاوتة من الدعم من صانعي السياسة في باكستان والسعودية والولاياتالمتحدة. وفي نوفمبر تشرين الثاني بعث ستة من أعضاء الكونجرس الأمريكي رسالة الي أوباما تصف الجهود ضد متشددي حقاني بانها "غير كافية بشكل يرثى له" حسبما جاء في نسخة من الرسالة حصلت عليها رويترز.