لا صوت يعلو في الكويت حاليا على صوت انتخابات مجلس الأمة المرتقبة، والتي ينطلق ماراثونها، بعد غد السبت، وسط استعدادات حكومية مكثفة؛ حيث يتنافس على مقاعد المجلس الخمسين، 343 مرشحا من بينهم 30 سيدة على خمسة دوائر. وتبارى المرشحون في عرض برامجهم الانتخابية، سواء عبر القنوات التلفزيونية، أو صفحات الجرائد، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحظى بأهمية كبيرة في الكويت، خاصة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والتي دفعت مجلس الوزراء الكويتي إلى منع إقامة أية تجمعات انتخابية. وعقب جدال دستوري حول مدى قانونية تصويت مصابي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، أكد مجلس الوزراء الكويتي أحقية المصابين بالفيروس في التصويت، ضمانا لعدم الطعن على نتيجة الانتخابات لاحقا؛ حيث تم تخصيص ست مدارس لتصويت المصابين بالفيروس التاجي، موزعة على محافظاتالكويت الست، بواقع مدرسة في كل محافظة، بينما سيتم تقسيم كل مدرسة لاستقبال الذكور والإناث. ومن جهتها، كشفت وزارة الصحة الكويتية عن إجراءات مشددة تستهدف توفير الضوابط والاشتراطات الوقائية، حفاظاً على صحة الناخبين والعاملين في اللجان الانتخابية، وضمانا لمنع انتقال الوباء خلال العملية الانتخابية. وستقوم وزارة الصحة الكويتية، بتجهيز فواصل بين الناخبين والقضاة المشرفين على العملية الانتخابية، إضافة إلى توفير جميع أدوات الوقاية من معقمات، وقفازات، وكمامات، وملابس للقضاة والعاملين في اللجان؛ لمنع انتقال العدوى بالفيروس، فضلا عن توزيع 48 سيارة إسعاف على مختلف مقار الاقتراع في المدارس، خاصة تلك التي يفوق فيها عدد الناخبين عن 5 آلاف ناخب، بالإضافة إلى تخصيص 107 من أفراد الهيئة التمريضية، والكوادر الطبية، و450 فني طوارئ طبية، وتوزيعهم على 107 عيادات في مدارس الاقتراع. كما تضمنت الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استعدادا للعملية الانتخابية، تعقيم اللجان على مدار الساعة، والتأكيد على تباعد المصوتين ومنع الزحام، وتجهيز العيادات الطبية بالمستلزمات الوقائية والعلاجية، بالإضافة إلى تنظيم عملية دخول وخروج الناخبين والناخبات بصورة محكمة؛ لضمان عدم حدوث أي تكدس أو طوابير، وكذلك منع أي تجمعات أو احتفالات عقب إعلان النتائج، وفقا لما قرره مجلس الوزراء الكويتي. وبدورها، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، انتهاء الاستعدادات الأمنية اللازمة لتأمين انتخابات مجلس الأمة، مؤكدة حرصها على توفير المناخ الأمني المناسب، لتسهيل عملية التصويت، خاصة في ظل تخوف بعض المقترعين من الحضور والإدلاء بأصواتهم بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وكشفت عن تشكيل فريق عمل أمني من جميع إدارات العمليات والدوريات التابعة لمديريات الأمن العام بمحافظاتالكويت الست؛ لفرض السيطرة الأمنية وإحكامها في جميع الدوائر الانتخابية، وما تشمله من لجان رئيسية وفرعية، بالإضافة إلى التنسيق المستمر مع الإدارة العامة للمرور، لضمان انسيابية الحركة المرورية والحد من الازدحامات أثناء العملية الانتخابية. وأكدت (الداخلية) الكويتية حرصها على ضمان أقصى درجات النزاهة والشفافية والحيدة خلال العملية الانتخابية، وفق آلية تنظيمية وتنفيذية فعالة ومؤثرة؛ لضمان أقصى درجات الأمن والسلامة، وتأمين سير العملية الانتخابية، مشددة في الوقت نفسه على عدم السماح بالتجمعات، سواء قبل أو خلال أو بعد العملية الانتخابية. وشددت كذلك على التزامها بتطبيق القانون على الجميع، وتقديم جميع التسهيلات وتذليل كل العقبات أمام المواطنين الكويتيين، من مرشحين، وناخبين، وتوفير المناخ الملائم لهذا العرس الديموقراطي، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه لا تهاون في الاشتراطات الوقائية التي اعتمدتها وزارة الصحة الكويتية للعملية الانتخابية؛ حيث لن يسمح رجال الأمن المكلفين بتأمين المقار الانتخابية، بدخول أي شخص لا يلتزم بارتداء كمام الوجه الواقي بالطريقة الصحيحة، إلى جانب الحفاظ على اشتراطات التباعد الجسدي، والالتزام بإجراءات التطهير والتهوية في مواقع الانتخابات. ومن جهتها، دشنت وزارة الإعلام الكويتية، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة إعلامية عبر تلفزيون الكويت؛ لإرشاد المقترعين حول آلية دخولهم وخروجهم إلى مقار الاقتراع؛ لتوعيتيهم بالإجراءات الاحترازية والاشتراطات الصحية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). كما اعتمدت وزارة الإعلام الكويتية خطة إعلامية موسعة؛ لتغطية فعاليات العملية الانتخابية على مدار الساعة، ابتداء من فتح صناديق الاقتراع، مرورا بانتهاء عملية التصويت، وانتهاء بمرحلة إعلان نتائج الانتخابات. تجدر الإشارة إلى أن 343 مرشحا، من بينهم 30 سيدة يتنافسون على مقاعد مجلس الأمة الكويتي الخمسين، موزعين على خمسة دوائر انتخابية، بواقع 74 مرشحا في الدائرة الأولى، و54 مرشحا في الدائرة الثانية، و73 مرشحا في الدائرة الثالثة، و78 مرشحا في الدائرة الرابعة وأخيرا 64 مرشحا في الدائرة الخامسة.
