جورج شيحان: المسيحيون ينعمون بالأمن والاستقرار.. والسيسي أبو المصريين جميعًا.. واللبنانيون يأملون في رئيس مثله.. وتجديد الخطاب الدينى لا يعنى العبث بالثوابت الإيمانية المسيحية

لم يكن اسم المارونيين كنايه عن شىء ما بل أخذته الكنيسة المارونية من مؤسسها «القديس مارون»، وأخذوا جبل قريب من أفاميا في سوريا الحالية محلا لإقامتهم وذلك في عام 452 عندما أنشأ تلاميذه ديرًا بالقرب من قبره وتبعوا بطريرك أنطاكيا، ثم انتقل جماعة مارون إلى منطقة داخلية أكثر في لبنان في القرن السابع، تم الاعتراف بالموارنة كمجتمع دينى، فتعد الطائفة المارونية في مصر، من الطوائف المنتشرة والتى تتبع الكنيسة الكاثوليكية تحت رئاسة بابا الفاتيكان، ولها في مصر 6 إيبارشيات في عدة محافظات، حيث يشغل المارونيون حيزًا كبيرًا داخل العائلات المسيحية الموجودة في مصر، ولها كنائسها ومؤسساتها التعليمية والعلاجية كالمستشفيات، والخدمات الأخرى التى تقدم للعائلة المارونية وللمجتمع المصرى والعربى، والكثير عن تلك الطائفة نعرفه من خلال الحوار مع مع المطران جورج شيحان مطران الطائفه المارونية بالقاهرة والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية في مصر والزائر الرسولى لشمال أفريقيا وانتخب مطرانا لأيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان عام 2012 والآن مضت 8 سنوات على خدمته في مصر وللتعرف على أمور تهم المارونيين في مصر وإلى نص الحوار..
إلى أين وصل قانون الأحوال الشخصية داخل الكنيسة؟
- الدستور المصرى أعطى الحق للمسيحيين بتحكيم مرجعيتهم الدينية الخاصة، والكنيسة المارونية تتبع قوانين الكنيسة الكاثوليكية كنظام يسرى على كل الكاثوليك بالعالم، والمارونين الأقل في مصر في مواجهة المشكلات ونحن نتمثل بسيرة القديسين أكيلا وزوجته بريسكيلا تلميذى القدس بولس الرسول.
ماذا عن وثيقة الأخوة الإنسانية بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر؟
- هى دعوة للتصالح ووجدت لتجمع الإنسانية بأكملها، من يؤمن بالله لتكون إعلانًا مُشتَركًا عن نوايا صالحة وصادقة من أجل دعوة كُلّ من يحملونَ في قُلوبهم إيمانًا بالله، ولقد بيّنت هذه الوثيقة ما تختزنه الديانتان المسيحية والإسلامية، من إيمان وإجلال ومحبة، ودعت إلى تفعيل هذا الإيمان ومشاركته مع الآخر، من مبدأ أن الله قد خلق الناس أجمعين، مع احترام وتقدير الحرية الدينية بمعنى الشركة في المحبة ووحدة في التنوع الإنساني، فالوثيقة حدّدت الوجع الإنسانى المُشترك بين الجميع في عالم اليوم، سواءٌ على مُستوى التقدُّم العلمىّ والتقنىّ، والإنجازات العلاجيّة، والعصر الرقمى، ووسائل الإعلام الحديثة، أو على مستوى الفقر والحُروب، والآلام التى يُعانى منها العديدُ من إخوتنا وأخواتنا في مناطق مُختلفة من العالم، نتيجة سباق التّسلُّح، والظُلم الاجتماعي، والفساد، وعدم المُساواة، والتدهور الأخلاقىّ، والإرهاب، والعُنصُريّة والتّطرُّف، وغيرها من الأسباب الأخرى، وحثّت الجميع على الاعتراف أن هدف الأديان المشترك هو الإيمان بالله وعبادته، وأظهرت أن هبة الحياة التى هى من الله، لا يحق لأى كان أن ينتزعها منذ البداية حتى الرمق الأخير. من أجل ما تقدّم أدانت الوثيقة كل الممارسات التى تهدد الإنسان، كالإبادة الجماعيّة، والعمليّات الإرهابيّة، والتهجير القسرىّ، والمُتاجرة بالأعضاء البشريّة، والإجهاض، وما يُطلقُ عليه الموت (اللا) رحيم، والسياسات التى تُشجّعُها.
هل تجوز سيامة المرأة كاهنا؟
- كهنوت المرأة ليس أمرًا قانونيّا تنظيميّا في الكنيسة لو كانت هذه المسألة متعلقة بالانضباط أو القانون، لكانت مراجعة القانون ممكنة، لكن المسيح هو ممثل المسيح، عريس الكنيسة وبالتالى، فإن طبيعة سر الكهنوت الذى ناله هى المعنيّة ممّا لا شك فيه أن النساء قد أدين دورًا عظيمًا في العهد الجديد وفى تاريخ الكنيسة بأسره مع ذلك، لم تنل أى منهن السيامة الكهنوتية لقد شكّلت النساء جزءًا من محيط يسوع وفى تاريخ الكنيسة، أدت النساء أدوارًا بارزة مختلفة الأنواع وهناك العديد من القديسات المميزات ومن المعلمات.
ما رؤيتك لوضعية الأقباط الآن في مصر؟
- يعيشون أزهى فترات حياتهم في عهد الرئيس السيسي، فهو رئيس يعرف قيمة الإعمار والبناء والتنمية وإذا نظرنا للكم الهائل من التطور المحاط بنا سنجد أشياء عديده قام بها ونحن نتابع باهتمام مسيرة هذا الرئيس الذى يعمل دون كلل لخير بلده وشعبه إنه رجل عصامى، له رؤية خاصة بالنظر إلى مستقبل مصر ودورها في مسيرة السلام في الشرق الأوسط، وأيضا اهتمامه بصحه المصريين ودعمهم في حملات ال100مليون صحة والسمنة وغيرهما هو رئيس عظيم بحجم دولة عظيمه مثل مصر، ولولا وجوده لكان الجماعات الإرهابية ذبحت المسيحين مثلما أحرقوا 80 كنيسة بعد فض اعتصام رابعة.
ماذا عن وضع لبنان والكنيسة في هذه الأيام؟
- يمر لبنان بمراحل صعبة بفترات متقطعة كونه يتفاعل مع التجاذبات السياسية التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط، نحن نثق أن لبنان أرض مقدسة، ونأمل أن يستقر لبنان بكل خير.
هل هناك تواصل بين الأزهر والكنيسة المارونية؟
- نتواصل مع فضيلة الإمام في مناسبات وطنية وفى مؤتمرات تسعى للتقارب والتآخى بين الشعوب، وقد تشرّف الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعى بزيارته وتبادلا معًا حوارات هدفها خير مواطنينا.