" "جريمة في شارع الجيش".. كانت الأمور تسير على طبيعتها داخل العقار الذي يحمل رقم 414ن بمنطقة شارع الجيش التابعة لحي الهرم بالجيزة؛ حتى اقتربت الساعة من السادسة مساء أمس الثلاثاء إذا تناهي إلى اسماع الأهالي أصوات صراخ وعويل ينبعث من احدي الشقق بالعقار ؛ ثم خروج احدي السيدات تستنجد بالاهالي والمارة "ألحقوني أخويا قتل امي واخويا الصغير"؛ وقعت تلك الكلمات على الأهالي كالصاعقة غير مدركين لما قالته السيدة؛ مهرولين إلى الداخل لاستبيان حقيقة الأمر. "شقة ملطخه بالدماء".. لم يكاد الأهالي والمارة الدلوف إلى الشقة حتى انتابهم شعور الخوف ممزوج بالقلق من القادم؛ وما أن دخلوا إلى غرفة تطل على الصاله حتى وجدوا الدماء تلطخ أرضية وحوائط غرفة امتلئت بالجثث؛ وعلي الفور انتزع أحد الأهالي كرسي في محاولة للسيطرة على المتهم الذي يحمل بيده سكين ويلوح بها غير مدرك لما يفعل؛ وبعد أن تمكنوا من تهدئته جلس المتهم مشعلا سجارته غير مهتم بما فعل ولا بما يري من جثث والدته وشقيقه الأصغر غارقين في دمائهم ورقود زوج شقيقته ينازع الموت أمامه في احدي زوايا الغرفه؛ وقام أحد الأهالي بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور. "مذبحة أسرية".. السادسة مساء أمس الثلاثاء يجلس العميد محمد نبيل مأمور قسم شرطة الهرم يتفقد دفتر النوبتجية وينهي بعض الأعمال الإدارة قبل انتهاء يوم عمل شاق؛ الا أن السيناريو المعد سلفا تبدد مع إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها وقوع مذبحة أسرية ووجود جثتين ومصاب بالعقار رقم 414ن بمنطقة شارع الجيش بدائرة القسم، وفي احدي الغرف المجاورة كان الرائد أحمد عصام رئيس مباحث قسم شرطة الهرم يجتمع بمعاونيه الرائدين كريم عليان ومصطفى لاشين وهاني عجلان؛ لإنهاء أوراق احدي القضايا التي انتهوا منها للتو؛ إذا تلقي رئيس المباحث اتصالا من المأمور يطلعه بتفاصيل البلاغ؛ لينتقل رئيس المباحث على الفور رفقة قوة أمنية إلى موقع الحادث ويعثروا على جثث "سيدة" في العقد الخامس و"شاب" في العقد الثاني من عمره؛ طالب جامعي؛ كما عثر على مهندس لازال على قيد الحياة يصارع الموت ومصاب بعدة طعنات؛ وكذا شاب يظهر على ملامحه الارتباك وملطخ بالدماء وبيده سلاح أبيض سكين وتبين انه مرتكب الجريمة وأنه نجل المجني عليها وشقيق الثاني؛ وشقيق زوجة المصاب؛ وان خلافات أسرية وراء ارتكاب الجريمة وتم التحفظ على المتهم واقتياده إلى ديوان القسم. "مريض ويعالج في مصحة نفسية".. وبعمل التحريات وسؤال شقيقة المتهم وشهود العيان أكدوا أن المتهم يبلغ من العمر 27 سنة؛ مريض نفسي وكان يعالج من الاكتئاب في احدي المصحات منذ فترة طويلة؛ وبمناقشة المتهم أقر بأنه رفض ذهاب شقيقته الصغيرة للمبيت رفقة شقيقتها وزوج شقيقتها بشقتهما بعد طلبها ذلك؛ وتدخل زوج الأخت مطالبا إياه بالسماح لها وحدثت بينهما مشادة كلامية؛ وأضاف المتهم أنه أثناء ذلك تدخل شقيقه الصغير للدفاع عن زوج شقيقتهما فاستل المتهم سكين وطعن شقيقه وفور محاولة والدته منعه قام بنحرها وطعن زوج شقيقته بعدة طعنات في الظهر؛ مشيرا إلى أنه لم يكن يريد قتلهم وأنه لم يستطع السيطرة على نفسه ومنعها من ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء. "ذبح وطعنات ".. من ناحية اخري كشفت مناظرة النيابة العامة بجنوب الجيزة لجثث الضحايا؛ أن المجني عليها في العقد الخامس من عمرها وأن سبب الوفاة جرح ذبحي في منطقة الرقبة؛ كما أن الجثة الثانية لشاب جامعي في العقد الثاني من عمره؛ وان سبب وفاته طعنه نافذة في البطن؛ كما تبين أن الثالث مصاب بجروح وطعنات بالظهر وتم نقله إلى المستشفي لتلقي العلاج اللازم؛ كما أمرت النيابة بعرض المتهم على الطب النفسي وإعداد تقرير واف حول قواه العقلية كما أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات وكلفت المباحث بعمل التحريات حول الواقعة؛ كما صرحت النيابة بدفن جثث الضحايا بعد بيان الصفة التشريحية لها واستعلمت عن حالة المصاب.