كشفت دراسة حديثة أعدتها شركة بيجو تكنولوجى أنه خلال عام 2019، بلغ إجمالى عدد مستخدمى تطبيقات «تيك توك» و«لايكي» و«تريلر» أكثر من 9 مليارات مستخدم حول العالم. وتمكنت تطبيقات مقاطع الفيديو القصيرة من إرساء حضور بارز لها في المخيّلة الشعبية من خلال المساهمة بتحقيق وعد واضح وصريح يتمثل في مبدأ: «انت تبتكر، ونحن ندعمك بالقدرات التقنية». وإلى جانب ما سبق، تشكل منصة بث مقاطع الفيديو القصيرة ملاذًا للترفيه والتسلية بالنسبة لجيل الشباب، كما أنها تعتبر وسيلة إنتاج فاعلة للعديد من المواهب. ونظرًا لأن المنصة مجهزة بمجموعة واسعة من الأدوات التى تشمل ميزات مثل الفلاتر والمؤثرات الخاصة وغيرها العديد من وسائل التحرير الإضافية المدمجة في التطبيق نفسه، فقد أصبح التخصص في مجال صناعة محتوى الفيديو، وعلى نحو مفاجئ، فرصة مهنية سانحة لعدة ملايين أخرى من الأفراد حول العالم. استطاعت تطبيقات مقاطع الفيديو القصيرة بالفعل أن تثبت وجودها ودورها الفاعل في إحداث فرق كبير في حياة الأفراد، سواء كانت ربة منزل تود مشاركة شغفها في تحضير وطهى أشهى المأكولات المصرية التقليدية مع متابعيها، أو شابا يعانى من الإعاقة الحركية ويرغب بالبقاء على اتصال بالعالم الخارجى من حوله، وغير ذلك من الأمثلة الأخرى. وهذه التطبيقات لا تقتصر فقط على مبتكرى المحتوى، إذ إن هناك الملايين من المستخدمين والمشاهدين الذين يتدفقون على تطبيقات بث مقاطع الفيديو القصيرة مثل «تيك توك» و«لايكي» و«تريلر» والمزيد غيرها، ليكونوا جزءًا من هذا التطور. يتم عرض العديد من القصص المؤثرة والملهمة والإبداعية على منصات بث مقاطع الفيديو القصيرة، مثل حكاية طفلة فقيرة شُفيت من مرض السرطان بفضل تشجيع المعجبين، أو قصة شاب آخر يستعرض موهبته في تصوير الأفلام القصيرة، أو حكاية أخرى بطلتها ممرضة تستعرض على متابعيها تجاربها في مساعدة الناس خلال جائحة كوفيد 19. ولهذا، فإن مقاطع الفيديو القصيرة تتيح منصة مواتية ومجال رؤية أوسع لجميع الراغبين في الابتكار والعرض والاستكشاف والبحث. أشارت الدراسة إلى أن التقدم المتسارع والمتنامى لتكنولوجيا الهاتف المحمول والهواتف الذكية، وهيمنة الإنترنت على العديد من جوانب حياتنا شكّلت نقطة تحول حاسمة في كيفية تفاعلنا وتواصلنا، وطريقة استخدام ومشاركة المعلومات، وكيف نقضى أوقات فراغنا. وشكل هذا التدفق الهائل للمعلومات والمحتوى مصدر إلهام للأبحاث العلمية للتعمق أكثر في مسألة فترة الانتباه لمقاطع الفيديو، وذلك لتحديد المدة الزمنية التى تعتبر طويلة جدًا وزائدة عن الحد. وتتمثل الإجابة المختصرة على ذلك التساؤل في أنه لا توجد هناك صيغة محددة، باعتبار أن الأفراد يسعدون بمشاهدة والتفاعل مع مقاطع الفيديو ذات الفترات الزمنية المتنوعة وعبر مختلف منصات البث الرقمية، بدءًا من 30 ثانية على «إنستجرام» وصولًا إلى دقيقتين على «يوتيوب». والأهم من ذلك أن الثوانى الثلاث الأولى من أى مقطع فيديو هى ما يلفت انتباه المشاهد، ويضمن استمراره في المشاهدة حتى النهاية. والتساؤل الذى يدور هنا، لماذا تعتبر الأرقام الإحصائية حول مدى تفاعل المشاهد، مهمة للغاية؟ يعود السبب في ذلك إلى أن «يوتيوب» كان قد أتاح مسارًا مهنيًا جديدًا كليًا للملايين من الأفراد حول العالم والذى يتمثل في إنشاء محتوى الفيديو. وفى موازاة تزايد عدد تطبيقات الفيديو، يتنامى حجم الفرص المتاحة بالوتيرة ذاتها.ومن المؤكد أيضًا أن منصة بث مقاطع الفيديو القصيرة تُعدّ بمثابة القطاع الأكثر رواجًا والأسرع نموًا في العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية. ومع ذلك، بالتزامن مع هذا النمو في رواج منصات بث مقاطع الفيديو القصيرة في أوساط المستخدمين، ينشأ تساؤل حول ملكية المحتوى والتأكد من مدى صحته وأهميته وصلته بواقعنا الحياتي. وقد ابتكرت كافة منصات التواصل الاجتماعي نظام آليًا لضمان أمن وسلامة الإنترنت. كما أن حقوق المحتوى تقع في نهاية المطاف على عاتق المنشئ نفسه، كما يمتلك المضيف مفتاح التحكم لإزالة المحتوى الذى ينتهك سياسات المضيف والأنظمة المحلية.