غدًا.. انطلاق الملتقى التوظيفي السنوي الثانى ب"صيدلة دمنهور"    وزير الأوقاف: نسعى لاستعادة خطابنا الديني ممن يحاول اختطافه    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    سعر الدولار يتراجع لأقل من 47 جنيها في بنوك مع نهاية تعاملات اليوم الثلاثاء    إنفوجراف| 5 معلومات عن السيارات الكهربائية في مصر    "قومي المرأة" ينظم ورشة عمل لنشر الوعي بالقضايا السكانية والصحية    بسبب استمرار صواريخ المقاومة.. هآرتس: جنود الاحتلال يشعرون بالإحباط    الجنائية الدولية تصدر قرارا من الجنائية الدولية بشأن ليبيا    تقارير: مانشستر يونايتد يستقر على بديل فاران    تفحم سيارة اشتعلت النيران بها في الإسكندرية - صور    ضبط شخص بالمنوفية لقيامه بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب    أنيقة وجذابة.. أجمل إطلالات نجمات الفن في مهرجان كان 2024 (صور)    تعرف على القطع الأثرية المميزة لشهر مايو بالمتاحف.. صور    رئيس «تليفزيون فلسطين» بالقاهرة: الإعلام المصري لعب دوراً كبيراً في نقل قضيتنا للعالم (حوار)    عالم أزهري: بعض التراث لا يناسب عصرنا.. ولا ينبغي اتهامه بالجمود    أمين الفتوى يوضح متى يجب على المسلم أداء فريضة الحج؟    وزير الصحة يزور مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»    وزير الصحة يشيد بالدمج بين الخدمات الطبية والتكنولوجيا المتطورة بمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»    أسهل طريقة لعمل الكرواسون بالجبنة في المنزل.. وجبة خفيفة للفطار والعشاء    قبل البيرة ولا بعدها؟..تعليق علاء مبارك على انسحاب يوسف زيدان من تكوين    بعد تصدره مؤشر جوجل.. أعمال كريم قاسم الفنية    بعد تصدرها التريند.. ما هي آخر أعمال نسرين طافش؟    المشدد 3 سنوات ل6 أشخاص بتهمة حيازة أسلحة واستعراض قوة بشبرا الخيمة    الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على إيران بسبب روسيا    مفاجأة كبرى.. ديبالا في مدريد هذا الصيف    بعد تصدرها التريند.. تعرف على آخر أعمال فريدة سيف النصر    الأربعاء.. انطلاق فعاليات الدورة الثانية لمعرض زايد لكتب الأطفال    محافظ أسوان يكلف نائبته بالمتابعة الميدانية لمعدلات تنفيذ الصروح التعليمية    جامعة كفرالشيخ تتقدم 132 مركزا عالميا في التصنيف الأكاديمي CWUR    شعبة الأدوية: الشركات تتبع قوعد لاكتشاف غش الدواء وملزمة بسحبها حال الاكتشاف    العراق يؤكد استمرار دعم وكالة «الأونروا» لتخفيف معاناة الفلسطينيين    مصرع شخص غرقاً فى مياه نهر النيل بأسوان    هيئة الأرصاد الجوية تحذر من اضطراب الملاحة وسرعة الرياح في 3 مناطق غدا    «على قد الإيد».. أبرز الفسح والخروجات لقضاء «إجازة الويك اند»    برلماني: مصر قادرة على الوصول ل50 مليون سائح سنويا بتوجيهات الرئيس    "العيد فرحة".. موعد عيد الأضحى 2024 المبارك وعدد أيام الاجازات الرسمية وفقًا لمجلس الوزراء    انعقاد مؤتمر الأوقاف الدولي الخامس والثلاثين.. أغسطس القادم    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    أشرف عطية يتفقد الأعمال الجارية بمشروع محور بديل خزان أسوان الحر    «الزراعة»: مشروع مستقبل مصر تفكير خارج الصندوق لتحقيق التنمية    الغندور يثير غضب جماهير الأهلي بسبب دوري أبطال أفريقيا    طالب يضرب معلمًا بسبب الغش بالغربية.. والتعليم: إلغاء امتحانه واعتباره عام رسوب    القسام تفجر عين نفق مفخخ بقوة هندسية إسرائيلية في رفح    دعاء للميت في ذي القعدة.. تعرف على أفضل الصيغ له    «الداخلية»: ضبط 25 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    «أبوالغيط»: مشاعر الانتقام الأسود تمكنت من قادة الاحتلال    رسميا مانشستر يونايتد يعلن رحيل نجم الفريق نهاية الموسم الحالي    وزير الدفاع البريطاني: لن نحاول إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق سلام مع روسيا    خسائر طائلة، عقوبة عدم الالتزام بدفع شروط التصالح في مخالفات البناء    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى كايسيد للحوار العالمى..    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    مصر تدين الهجوم الإرهابى بمحافظة صلاح الدين بالعراق    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    موقف الخطيب من رئاسة بعثة الأهلي في نهائي دوري أبطال افريقيا    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    رئيس جامعة القاهرة: زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين 25%    الإسكان: الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانا بمدينة حدائق أكتوبر    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



tiktok يغزو عقول الشباب
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 26 - 08 - 2020

الكاميرا كالسكين يقطع لحمًا أو يقتل عمدًا، فهذه الكاميرا التى توثّق لحظاتنا المميزة، هى نفسها التى ساقت عددًا من الفتيات إلى قاعات المحاكم، بتهمة الاعتداء على القيم الأسرية وارتكاب أعمال مُخلّة بالآداب، وذلك بعدما وقعن أسيرات لتطبيقات مشاركة الفيديوهات ومزامنة الشفاة مثل: «تيك توك، ولايكي.. إلخ».
أيقظت تلك التطبيقات فى نفوس المراهقين شهوة الثراء السريع، مُستغلة غفلة الآباء وانشغالهم بلقمة العيش، والبحث عن مستقبل أفضل لأبنائهم، بينما تغلق الفتيات أبواب غُرفهن ليختلين بآلاف المتابعين على أنغام المهرجانات الشعبية، ومن ثم يدور عداد الدولارات، ويتزايد المتابعون ويتهافت المُعلنون، فهكذا بدأت رحلة حنين حسام ومودة الأدهم وغيرهن من أمام الكاميرا إلى وراء القضبان.
المراهقون فى دائرة الخطر
مع الانتشار السريع لفيديوهات «التيك توك، ولايكي»، وغيره من التطبيقات، تولّدت حالة من السخط العام تجاه مستخدميها، سرعان ما تحول إلى الهجوم والمطالبة بالحساب.
«فيس بوك» ساعد على سرعة انتشار غريمه «تيك توك» فى مصر، من خلال الإعلانات المدفوعة، وتدشين صفحات تخصصت فى الدعاية السلبية لمشاهير «التيك توك»، ومعظمهم من فئة المراهقين والشباب.
سرعان ما تحول هؤلاء إلى «أيقونات» فى عالم المراهقين، مُعتمدين على «ستايل» جذاب من حيث الشكل والملابس، ومُستعينين ب«فلاتر» لتحسين جودة الصورة، فأصبح لكل منهم آلاف المتابعين، ومن ثم تهافتت عليهم الشركات لاستغلالهم دعائيًا.
«مودة الأدهم، وحنين حسام، وشيرى هانم وابنتها زمردة، ومنار سامي، وبسنت محمد، وهدير الهادي، ومى محمد، ومنة عبدالعزيز، وريناد عماد»، قائمة لا تزال مفتوحة لفتيات ذاع صيتهن بفضل مقاطع فيديو «شبه عارية»، ساقتهن إلى قاعات المحاكم وغُرف التحقيقات بتُهم الاعتداء على قيم المجتمع، ونشر مقاطع فيديو خادشة تتضمن موادًا إباحية.
«حنين حسام»، الطالبة بكلية الآثار فى جامعة القاهرة، وصاحبة الشهرة الواسعة على «تيك توك»، ظهرت فى مقطع فيديو شهير مقابل 3 آلاف جنيه - وفق تصريحها - لتدعو الفتيات للظهور على تطبيق «لايكي» الجديد مقابل أرباح تصل إلى 3 آلاف دولار شهريًا.
«زمردة» ابنة «شيرى هانم»، قالت فى نص التحقيقات معها: « أنا عملت حساب على إنستجرام وحسابين على تيك توك، والناس ابتدت تدخل على يوتيوب وتشوفنا، وبقى يوتيوب يراسلنا، ويحولنا فلوس، ودخلنا الشهرى كان من 150 ل 500 دولار».. بحسب تقرير مؤسسة we are social لأبحاث الإنترنت، فإن 25% من مستخدمى الإنترنت فى مصر لهم نشاط على «تيك توك»، كما يصل عدد مستخدمى الإنترنت إلى 54.7 مليون مستخدم.
عزيز العقاد، أحد مشاهير «السوشيال ميديا»، يتابعه أكثر من «2 مليون» شخص، لم يكن فاعلًا على تطبيق «تيك توك»، حتى جاءت جائحة «كورونا» وأوجدت حالة من الفراغ بسبب إجراءات الحظر، فدشّن «عزيز» قناة له على التطبيق. «وجدت المشاهدات عالية جدًا على تيك توك، واكتشفت أنه يتيح ظهور الفيديوهات لعدد كبير من المستخدمين، وعرفت سبب إقبال الشباب عليه»، بهذه الكلمات بدأ «عزيز» حديثه معنا عن تجربته مع «تيك توك».
أكد «العقاد» أن تطبيقات المشاهدة بمثابة باب خلفى لإقامة علاقات منافية للآداب خاصة بالنسبة للفتيات اللاتى ينشرن مقاطعهن بملابس «شبه عارية»، متابعًا: «كان يجب أن تتدخل النيابة العامة لوقف هذه المهزلة، خاصة أن التطبيق يتابعه ملايين الأطفال والمراهقين فى مصر، ولما يشوفوا أخبار القبض على بعض البنات هيعرفوا إن المحتوى سيئ وبالتالى الآباء ينتبهون».. «السوشيال ميديا» يمكن أن تكون المصدر الرئيسى للدخل حسبما يرى «عزيز
»، موضحًا: «اليوتيوب مثلا يمنح أرباحًا تبدأ من ألف وحتى 30 ألف دولار شهريًا».

سبوبة جديدة للفنانين
مشاركة الفنانين أحد أهم أسباب سرعة انتشار «تيك توك»، إذ يستخدمه المئات من المشاهير حول العالم مثل: الممثل الأمريكى «ويل سميث» الذى يحتل المرتبة العاشرة فى قائمة أكثر مستخدمى «تيك توك» شهرة، ويتابعه 35 مليون شخص، بإجمالى أرباح تقديرية تجاوزت مليون دولار منذ بدء استخدامه للتطبيق، طبقًا لموقع «cloutlog.com» المعنى برصد وتحليل بيانات مستخدمى «تيك توك».
أما ملكة «التيك توك» كما يطلقون عليها، هى الأمريكية «تشارلى داميليو» صاحبة ال16 عامًا، التى بدأت استخدام «تيك توك» منذ أغسطس 2019، واستطاعت أن تتربع على قائمة مستخدمى التطبيق، حيث يتابعها 77.2 مليون شخص، وتمكنت من تحقيق أرباحًا وصلت إلى 30 مليون دولار حتى الآن، لذا هى نموذج يداعب أحلام المراهقين حول العالم لتحقيق الثراء السريع فى سن صغير.
أكد الفنان عمرو وهبة، أن ظهور المشاهير والفنانين على «تيك توك» فى مصر ساهم فى زيادة مستخدميه خلال الفترة الأخيرة.
«وهبة» أحد أبرز الفنانين الذين سلكوا طريق الشهرة من بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ من خلال مقاطع فيديو ساخرة على فيس بوك ويوتيوب، إلا إنه لم يرغب فى استخدام «تيك توك»، وفق حديثه ل»روزاليوسف».
وتابع عمرو: «لا أستعمل التيك توك مع احترامى للجميع، ولم أقم بتحميله حتى أثناء أزمة كورونا كما فعل الكثير من الفنانين، والذى ساهم فى زيادة شهرة التطبيق»، مضيفًا: «أشاهد فيديوهات للتيك توك، وأعتقد أنى لن استخدمه حتى على المدى القريب».
وأضاف وهبة: «عمرى ما استغللت المتابعين لتقديم محتوى إعلانى من خلال السوشيال ميديا، وده مش معناه إنى بكره الفلوس، لكن أفضّل تقديم محتوى وليس إعلانًا، حتى أنى أرفض الكثير من الإعلانات التليفزيونية لو مفيهاش فكر أو كوميديا».
أكد وهبة أن «السوشيال ميديا» فتحت بابًا لاكتشاف المواهب الجديدة، قائلًا: «أى حد يقدر يقدم محتوى فنى على السوشيال ميديا، لكنى أرفض كل ما هو خارج عن عاداتنا وتقاليدنا ولا أعتبره أصلًا محتوى يخضع للتقييم».
بياناتك الشخصية فى خطر
اتهامات عديدة تلاحق التطبيق الصيني، كلّلها هجوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى وقّع أمرا يحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء معاملات مع شركة «بايت دانس» المالكة لتطبيق «تيك توك»، بدءا من 20 سبتمبر 2020، ومنح مهلة 45 يوما لإنهاء صفقة بيع التطبيق فى أمريكا لصالح شركة «مايكروسوفت».
الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا معلومات، أكد فى تصريحاته ل»روزاليوسف» أن «تيك توك» أكبر تطبيق «غير أمريكي» يتوحش فى العالم، لذا تصاعدت مخاوف ترامب تجاهه.
وتابع مصطفى: «رأس مال تيك توك فى بيانات المستخدمين التى جمعها، إما لغرض تجارى أو لغرض استخباراتى شأنه فى ذلك تطبيق واتس آب الذى يخلو من الإعلانات ولكنه ذراع فيس بوك الذى اشترته ب17 مليار دولار لتستفيد من العدد الضخم للمستخدمين الفاعلين عبر ربط اهتمامات القراء بالإعلانات التى تظهر لهم على فيس بوك».
وفسر الخبير التكنولوجى سبب إصرار ترامب على بيع «تيك توك» لشركة مايكروسوفت قائلا: «يهدف إلى حماية بيانات المستخدمين الأمريكان حتى لا تقع فى يد الحكومة الصينية، الأمر الذى يشكل اختراقا للأمن القومى لأى دولة، وليست الولايات المتحدة فقط».
ونصح الدكتور أسامة الآباء بتفعيل خاصية «parents» التى تمكنهم من مراقبة نشاط أبنائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فى محاولة لتحصينهم من الوقوع كضحايا لسرقة البيانات أو حتى من التعرض للمحتوى «غير الرشيد» الذى يُعرض على تلك التطبيقات.
هوس جنسى وشغف بالثراء السريع.. كيف استحوذ «التطبيق» على الشباب؟
البُعد الاجتماعى لانتشار فيديوهات تطبيقات المشاهدة يقع محل دراسة وتحليل من الكثيرين، فلم يعد الأمر مجرد وسيلة للترفيه، بل أضحى كالسكين يسرق صاحبه إلى الهاوية.
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أوضحت أن الربح السريع والرغبة فى الشهرة وغياب دور الأسرة كلها عوامل جعلت من «تيك توك» ظاهرة تنسف كل حدود المجتمع بأخلاقياته وخطوطه الحمراء.
تابعت أستاذ علم الاجتماع ل»روزاليوسف»: «أى تقليعة جديدة تظهر تجذب الشباب، مع وجود حالة استحسان لكل ما هو خارج عن العادات والتقاليد واعتبارها دربًا من دروب التخلف والرجعية، وكأننا مقيمون فى أوروبا وليس مصر».
فقدان الهوية دفع بكثير من الشباب إلى اقتحام تطبيقات المشاهدة فى محاولة لجذب الانتباه، على حد قول «منصور»، التى أضافت: «المال أحد عناصر الجذب الرئيسية للتفاعل عبر تلك التطبيقات، وإذا دخل المال استيقظت الشهوات».
أكدت أستاذ علم الاجتماع أن الآباء فقدوا القدرة على متابعة نشاط أبنائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستدركة: «إذا كان الأب والأم قاعدين ليل نهار على فيس بوك، يبقى فين القدوة اللى هيقلدها الابن أو الابنة؟».
نظرية المؤامرة وإن حاول البعض الاستخفاف بها إلا أنها لا زالت قائمة بين ثنايا المجتمع، حيث قالت هالة منصور: «التطبيقات لها غرض واضح وهو هدم الأخلاقيات والقيم، وهذا السلاح بات الأكثر تأثيرا على شبابنا، فقد ولّى زمن الحروب، وقُرعت طبول المعارك الإلكترونية».
تطبيقات المشاهدة حوّلت الكثيرين لكائنات غرائزية، وأقنعت الشباب بأن المتعة تكمن فى ذلك العالم المليء بالمُغريات المادية والجنسية، عالم بلا قيود لا يعرف للحدود مفهوم، حسبما بيّنت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس.
شددت «منصور» على أهمية الدور المجتمعى للدولة فى مكافحة انتشار تلك التطبيقات وغياب الرقابة عنها، لأنه تنخر فى جذور المجتمع، متابعة: «أؤيد حجب الدولة لتلك التطبيقات، والحرية مسؤولية.
اعتبرت «منصور» أن العقوبات الاجتماعية مُكملة للعقوبات القانونية، مثل: «التشهير، والتجريس، والاحتقار والرفض، والاعتزال»، لأى شخص يتباهى بخرق حدود المجتمع، موضحة: «تلك التطبيقات انتشرت لأنها وجدت من يصفق ويستحسن محتواها المتدني، حتى آباء البنات اللى تم القبض عليهم لا يعترفون بخطأ بناتهم».
على الصعيد الدينى والشرعي، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، وعضو مجلس النواب، إن الآباء سُيحاسبون أمام الله يوم القيامة بسبب الإهمال فى تربية أبنائهم، وتركهم فريسة لتلك التطبيقات.
«نصير» خلال حديثها مع «روزاليوسف» أبدت تأييدًا لقرار المحكمة بحبس الفتاتين «حنين ومودة»، قائلة: «أتمنى أن يردع القانون ما فشل فيه الآباء والأمهات والمؤسسات التربوية والإعلام».
ترى أستاذ العقيدة الإسلامية أن الحبل قد تُرك على الغارب للشباب، مطالبة الدولة بالتدخل، قائلة: «لولى الأمر الحق فى حجب أى تطبيق يرى أنه يسبب ضررا للمجتمع، طالما لا يستطيع السيطرة والتحكم فى آلية استخدامه، حتى ينقذ شبابنا من حرب تُشن للقضاء عليه.

دولارت هدايا البث المباشر.. سر أرباح التطبيقات
السؤال الذى يبحث عن إجابته الملايين، وهو: «كيف تربح على تطبيق تيك توك؟»، أو أى تطبيق مشاهدات، والإجابة عنه نحاول تبسيطها فى السطور التالية.
لتفعيل خاصية الأرباح على «تيك توك» ينبغى ألا يقل عدد المتابعين عن ألف شخص، ثم تبدأ الأرباح من خلال خاصية «live»، حيث يظهر صاحب القناة فى بث مباشر صوت وصورة أمام المتابعين، الذين يبعثون بالهدايا له فى شكل قطع ماسية «Diamonds» أو عملات معدنية «Coins»، وهى لغة اخترعها التطبيق يتم تسويتها ماليا بواقع 4.92 دولارًا لكل 1000 قطعة ماسية أو عملة معدنية، وهذه القطع يحصل عليها المتابعون العاديون من خلال نشاطهم على التطبيق، ومشاهدة الكثير من الفيديوهات ثم يبعثون بها كهدايا لمشاهير «التيك توك».
التطبيق اشترط حدا أدنى لتحويل أموال الهدايا فى حسابات المستخدمين وهو 100 دولار، من خلال شركة «Paypal»، ما يعنى ببساطة أن تحقيق الربح يتطلب منك الحصول على 20.3 ألف قطعة ماس أو عملة معدنية كحد أدنى لتحويل الأرباح.
أضف على ذلك أن شركة «بايت دانس» وضعت حدا أقصى للأرباح فى اليوم الواحد وهو 1000 دولار، مع العلم أن «تيك توك» يحصل على 50% من أرباح أى مستخدم المتمثلة فى عدد القطع الماسية، ويستغرق التطبيق نحو 15 يومًا فى عملية تحويل الأرباح.

هانى كامل مدير محتوى التطبيق فى شمال أفريقيا: تعليق وحظر الحسابات المتورطة فى الانتهاكات الجسيمة
تواصلنا مع إدارة تطبيق «تيك توك»، الذى كشف لنا عن مصادر أرباحه، وتعليقه على القبض على بعض مستخدميه مصر، وكان لنا هذا الحوار مع هانى كامل، مدير المحتوى بشمال إفريقيا
س: صرحت مؤخرًا بأن الشركة لا تدفع أرباحًا للمستخدمين.. إذًا كيف يربح مستخدمو التطبيق الأموال من خلال المنصة؟
يعد «تيك توك» من المنصات التى تقصدها العلامات التجارية للتفاعل مع قاعدة جماهيرية أوسع والتفاعل معها، لذلك فإن التطبيق يعد فرصة لفتح مزيد من الأبواب أمام هذه العلامات التجارية وتقديم الأعمال والمحتوى، وهو ما يمكن أن يترجم بعد ذلك إلى المشاركة فى الحملات التجارية لهذه العلامات والإعلانات.
س: ما هو نظام الcoins أو ال diamonds والمعروف بالهدايا؟ كيف يستفيد منه مستخدمو التطبيق وما حصة المنصة منها فى حال بيعها؟ وما سعر الوحدة؟
يتم شراء الهدايا الافتراضية من قبل مستخدمى «تيك توك» للتعبير عن التشجيع والتقدير لمواهب TikTok LIVE، ويمكن شراء هذه الهدايا الافتراضية من خلال coins وdiamonds، حيث يساوى سعر كل وحدة 0.01 دولار.
س: ما هو مصدر الربح الأساسى لمنصة تيك توك؟ وهل تؤول أرباح الإعلانات بالكامل للشركة دون مناصفتها مع المستخدمين؟
المصدر الرئيسى للإيرادات هو من خلال العمل مع العلامات التى تضع إعلاناتها على تيك توك، ونعم لمواصلة تقديم مزايا مبتكرة وجديدة على تيك توك، واستكشاف أنماط جديدة لتجربة أفضل للمستخدمين وفرص توفر قيمة تضاف لشركائنا ومجتمعنا عامة.
س: حذف «تيك توك» 50 مليون فيديو خلال 6 شهور.. فهل تتبع المنصة إجراءات الحذف بهذا الكم الكبير منذ نشأتها؟.
يقوم تيك توك بالإشراف على المحتوى بما يتماشى مع إرشادات المجتمع الخاصة بنا، كما نعمل على تطوير مجموعة من التقنيات والأدوات الاستراتيجية التى تساهم فى تسهيل مهمة اكتشاف ومراجعة المحتوى الذى ينتهك شروط الاستخدام وإرشادات المجتمع، ليتم تطبيق الإجراءات اللازمة بما فى ذلك إزالة مقاطع الفيديو وحظر الحسابات كعقوبة لمخالفة شروط الاستخدام.
س: كيف تنظر المنصة لأخبار القبض على بعض مستخدميها فى مصر؟
نحن لا نعلق على القضايا القانونية الجارى التحقيق فيها من قبل السلطات.
س: ما قولكم فى الاتهامات الموجهة للتطبيق بأنه ينتهك خصوصية المستخدمين ويعرض بياناتهم للخطر؟
تعد حماية خصوصية بيانات مستخدمينا أمر بالغ الأهمية لتيك توك، نحن ملتزمون باحترام خصوصية مستخدمينا وحماية بياناتهم والامتثال لقوانين ولوائح الخصوصية.
يتم تخزين بيانات مستخدمى تيك توك فى الولايات المتحدة وسنغافورة، مع وجود ضوابط صارمة على وصول الموظفين لهذه المعلومات.
كما أننا ملتزمون بالعمل بشكل وثيق مع شركات الأمن العالمية الرائدة فى العالم لضمان امتثالنا لمعايير مراقبة الأمان المعترف بها عالميًا مثل ISO 27001 وSOC2 وNIST CSF.
س: ما تعليقكم على اتهامات البعض للمنصة بأنها تساعد على نشر المحتوى المبتذل وتخلق حالة من اللهث وراء الربح السريع خاصة عند المراهقين؟
نجدد التأكيد على أن خلق بيئة آمنة وإيجابية داخل التطبيق على رأس أولوياتنا، نحن ممتنون لأن ملايين المستخدمين المصريين يستخدمون منصتنا بانتظام ويعتبرونه موطن ابداعهم والتعبير أن أنفسهم، ومن أولوياتنا حماية مصالحهم وسلامتهم على منصتنا.
لدينا مجموعة من إرشادات المجتمع التى يتم تطبيقها بصرامة على الجميع وعلى كل ما يتم مشاركته على تيك توك.
تعد هذه الإرشادات هى أساس سياسات تعديل المحتوى التى تقوم فرق تيك توك الإقليمية والمحلية بتوطينها وتنفيذها وفقًا للقوانين والأعراف المحلية.، وتقوم فرقنا المتخصصة بإزالة المحتوى الذى ينتهك هذه الإرشادات، وتعليق أو حظر الحسابات المتورطة فى الانتهاكات الجسيمة أو المتكررة.
بالإضافة إلى ذلك، نقدم للمستخدمين عددًا من عناصر التحكم والأدوات وإعدادات الخصوصية بما فى ذلك آليات الإبلاغ عن المحتوى التى تمكن المستخدمين وجهات إنفاذ القانون من الإبلاغ عن أى محتوى غير لائق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.