لا يستطيع أي قارئ للتاريخ أو مراقب منصف لقضية الشعب الفلسطيني التي بدأت منذ عام 1948 ، إنكار أن هذة القضية قد ُظلمت بيد أصحابها وتعنت أعدائها، وااستغلال البعض لها في لعبة الصراع الأقليمي والدولي، خاصة ممن يدّعٌون تأييدها ، حتى أُطلق عليها بحق "قضية الفرص الضائعة" . 72 عاماً أو يزيد والقضية تراوح مكانها وحقوق شعب تضيع عام بعد عام، وما كان متاحاً ومعروضاً منذ سنوات تقلص حتى لم يعد مطروحاً الآن ! . تغيرت الظروف الدولية وتراجع الااهتمام بقضية الشعب الفلسطيني ولم يتغير خطاب البعض من الرافضين مما أسهم في ضياع المزيد من مما تبقي من الأرض وزاد الحصار علي الفلسطينيين، رغم الجهود المخلصة التي بذلتها بعض العواصم العربية، وفي القلب منها القاهرة، لدعم الشعب الفلسطيني وإعادة قضيتة لساحة الاهتمام الدولي. أصحاب شعارات تحرير فلسطين من النهر إلي البحر ساهموا في ضياع فرص السلام العادل وإستعادة حقوق الشعب الفلسطيني الضائعة والمهدورة، ولم يقدموا في المقابل أية رؤية بديلة لدعاة السلام والحل السياسي، كما لم يقدموا أي دعم يذكر للشعب الفلسطيني سواء في أزمته الاقتصادية ، أو أثناء تعرض مناطق السلطة الوطنية وغزة لوباء كورونا القاتل ، وهم الآن يكررون نفس الخطأ برفضهم مبادرة دولة الامارات الدبلوماسية التي حركت مياه القضية الراكدة وأنقذتها من نفق النسيان الدولي ، وأوقفت ضم مزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات . وبعلاقاتها الدولية والإقليمة ااستطاعت دولة الإمارات بتنسيق كامل مع عواصم عربية مؤثرة، في مقدمتها القاهرة، الخروج بمبادرة تنطلق من مشروع السلام العربي الذي خرج من مؤتمرات القمة العربية المتتالية وانتهى بما عرف بالمبادرة العربية للسلام، ويبدو أن خروج مبادرة السلام الجديدة التي وُصفت بأنها جريئة وشجاعة وتمثل اختراقا دبلوماسيا هادئا، قد أحرج من يّدعُون في ' نضالهم الإعلامي ' أنهم مع الحقوق الفلسطينية نهاراً وهم يمارسون ليلاً وفي الخفاء ااتصالاتهم السرية مع إسرائيل التي تضر بالمواقف العربية . لقد كشف حجم التأييد والترحيب العربي والدولي ، الذي بدأ من القاهرة عندما اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد دقائق من صدور المبادرة، دعمه وتأييده لها باعتبارها تساهم في تحقيق الازدهار والاستقرار للمنطقة، لقد اثبت هذا الدعم العالمي الكبير للمبادرة والترحيب الدولي من كافة زعماء العالم أهمية التحرك السياسي والدبلوماسي لدولة الإمارات العربية، في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة. وينبغي التأكيد في النهاية أن هذة المبادرة جاءت في إطار التمسك بالثوابت العربية لإحلال سلام عادل وشامل يحقق أماني الشعب الفلسطيني في الحياة وإنهاء معاناتة وإقامة دولتة المستقلة في إطار حل الدولتين ، وحق جميع شعوب ودول المنطقة في العيش في أمن و سلام وفقا ً للمقررات والمواثيق الدولية .