قال الأب يوحنا عيسى كاهن رعية مارجرجس الأرثوذكسية في أنفة لبنان الشمالى اطلبوا اولا ملكوت الله فالمحب الحقيقي يبحث أولا عن الرب؛ عن الملكوت. وأضاف قائلا لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها. الذات تقود إلى الضياع. اطلبوا اولا ملكوت الله وبره؛ وباقي الأمور المعيشية كلها تزاد لكم، شخصيتين من الإنجيل فقراء دخلوا الملكوت: أرملة صرفة صيدا. لا يوجد عندها الا كمشة طحين وقليل من الزيت اعطتهم لرجل الله ايليا. لم تفكر بنفسها؛ لذلك الرب باركها ولم يخلو بيتها من الدقيق والزيت طوال مدة المجاعة. الأرملة أعطت الفلسين. نصف ما تملك. هل فكرت بنفسها؟ أبدا. هي محتاجة وأعطت من اعوازها للرب. هو اولا؛ لذلك ذكرها في إنجيله. شخصيتين من الكتاب أغنياء دخلوا الملكوت: الرب الإله قال لإبراهيم: اترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك واذهب إلى الأرض التي اريك. فخرج إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يذهب. يكفي انه مع الرب بعيد عن الوثنية. واستطرد قائلا فداود الملك يقول: طلبت وجهك؛ لوجهك يا رب التمس لا تحجب وجهك عني. هو ملك يطلب وجه الرب. هكذا هم الناس الذين يحبون الرب. لا يفكرون بأنفسهم بل بالرب وبالآخرين. وأشار بأن بولس الرسول يقول: لي الحياة هي المسيح. بالنسبة له الرب هو الحياة. ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. نحن نذوق الرب هنا على الأرض. ونترجى ان نكون معه في السماوات. والذي لم يذق الرب هنا؛ كيف سيعيش معه في السماء؟ معرفة الله تبدأ على الأرض ولا تنتهي في السماء. الرب يعتبر كل إنسان سماء حقيقية لكي يسكن فيه. أنت الموضع الذي فيه يسند الرب رأسه. ويقول الرب: ها هنا اسكن؛ لأني اشتهيته. معرفة الرب ليست معرفة الكتب؛ ولا معرفة كلية اللاهوت. ولا معرفة دستور الإيمان فقط. انما معرفة الحب والعشرة له.قيل: محبوب هو اسمك يا رب؛ فهو طول النهار تلاوتي. نحن ننسى الرب لأننا ننخدع بهذه الدنيا ومشاغلها وهمومها. العجيب أننا ننسى الله وهو لا ينسانا. هو يحبنا. ومشغول فينا باستمرار. لذلك العلاقة معه يجب ألا تكون علاقة كلام وفكر فقط؛ إنما علاقة حب وتذوق. ولا تكن علاقتك به رسمية من طقوس معينة؛ إنما دع الرب يشغلك. فهل الرب يشغل قلبك؟ وفكرك؟ هل تعطيه وقت؟ أو مشغول بشيء آخر من هموم الحياة؟. واختتم قائلا فلنعترف نحن مقصرين مع الرب. انشغل بالرب حبا وعاطفة وأعطى الرب كثيرا من وقتك ورغباتك لئلا عندما تذهب إلى السماء تجده غريبا عنك وتقول: أين أنا؟ أمين.